يمارس
سكان مدينة صيدا بجنوب لبنان طقوسهم المعتادة في أمسيات شهر رمضان رغم حظر التجول
الذي تفرضه الحكومة للحد من تفشي فيروس «كورونا»... فالمقاهي مفتوحة وتقدم
النارجيلة (الشيشة) لروادها، كما تقدم فرق صوفية عروضاً مباشرة للجمهور في
المدينة.
ويتسوق
سكان المدينة خلال النهار ويشاهدون فرقاً تؤدي أناشيد دينية بعد الإفطار، ولا يضع
الكمامات سوى القليل منهم، كما لا يلتزمون بقواعد التباعد الاجتماعي.
وقال
أبو سلوم، صاحب «مقهى سلوم» الذي يعج بالزبائن بعد الإفطار، لوكالة «رويترز»:
«الحمد لله، كل رمضان عم ننفتح أكتر من رمضان. وكل رمضان عم بحاولوا يضايقوا فينا
من ها الأمراض اللي عم تحصل. الحمد لله رب العالمين صامدين من المرض، صامدين من
الجوع، صامدين من الطفر، صامدين من الحرمان، لو شو ما عملوا شو ما عملوا بهيدي
البلد شعبها شعب مقاوم».
وأضاف
أبو سلوم: «إن شاء لله هيدي الفتحة بتبشر بالناس، تقول للناس إنو ما تخافوا،
انزلوا اتحدوا كل (الكورونا) بالأرض، بدنا نتحداها وبدنا ننزل وبدنا نجتمع مع بعض
وبدنا نشوف بعضنا، والله يجمعنا وما يفرقنا».
وكانت
الحكومة فرضت في 12 أبريل (نيسان) الماضي حظر تجول من التاسعة مساء حتى الخامسة
صباحاً طوال شهر رمضان من أجل حظر المآدب والتجمعات.
وأدى
الانهيار الاقتصادي الناجم عن الفساد وسوء الإدارة المستمرين منذ سنوات إلى تفشي
الجوع والاضطرابات في أشد أزمة تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها
من 1975 حتى 1990.
واشتدت
الأزمة بسبب فيروس «كورونا» والتفجير المدمر الذي وقع في مرفأ بيروت في أغسطس (آب)
الماضي.
وقال
أيمن ناصر، وهو من سكان صيدا، أثناء جلوسه على مقهى وتدخينه الشيشة بعد الإفطار:
«يعني بالنهاية كورونا هيدي مرحلة وبتقلط. البلد قد (كورونا) عميت مرة اجيت وقلتنا
فيها الأزمة، والأزمة المعيشية بدك تتعايش معها يعني، يعني هيدا وضع الآن موجود،
ما فيك تستسلم، إنو الحياة بدها تستمر مش حتوقف الحياة، إذا بنقول هلق فيه غلاء
معاش فينا نعيش، معاش فينا نشتغل، بتوقف الدنيا. الدنيا ما بتوقف، بتظلها ماشية، بتروح
ناس بتجي ناس وناس بيحكوا لناس شو صار».
«الشرق الأوسط»
تعليقات
إرسال تعليق