نامت
الاتصالات «نومة أهل الكهف» كما يقال. فلا أحد يتكلم مع الآخر، في وقت توارى فيه
الوسطاء عن الأنظار. واكتفى الرئيس المكلف سعد الحريري بالإعلان «تويترياً» ان
«الأولوية هي للتأليف قبل الاعتذار، الذي يبقى خياراً مطروحاً، وهو ليس هروباً من
المسؤولية بقدر ما هو عمل وطني، إذا كان يسهل عملية تأليف حكومة جديدة، يمكن أن
تساهم في إنقاذ البلد».
لم
تسجل المصادر المتابعة لعملية تشكيل الحكومة الجديدة اي مستجدات مهمة بملف التشكيل
محليا، بالتزامن مع التزام الاطراف المعنيين بوقف السجالات والتراشق السياسي بعد مساعي
بذلها حزب الله واكثر من طرف لهذه الغاية. ولكن المصادر المذكورة لاحظت تراجع
الكلام عن إعتذار الرئيس الحريري او حتى تجاهله واستبداله بالموقف الذي اعلنه
الحريري بتقديم عملية تشكيل الحكومة على الاعتذار، ومرده حسب المصادر الى جملة
عوامل ابرزها: موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري الرافض لاعتذار الحريري، المسمى
من اكثرية النواب والذي يحظى بتاييد واسع بالداخل وبين السنّة تحديدا وبدعم من
الخارج ولصعوبة إختيار البديل حاليا، ولان عملية تشكيل الحكومة دخلت في اطار
التجاذبات السياسية ولم يعد هناك من مجال للتراجع.
والعامل
الآخر، رفض المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى بما يمثل دينيا وشعبيا إعتذار الرئيس
المكلف بعدما تكشفت خلفيات وأهداف مبيتة باستهداف الدستور وصلاحيات رئيس الحكومة
الدستورية وبالتالي أصبح هذا الخيار مستبعدا.
يضاف
الى ذلك دخول عوامل خارجية، تمثلت بجملة تحركات لافتة، منها تحرك السفيرة الفرنسية
بلبنان بزيارات شملت الرئيسين بري والحريري والنائب باسيل، أكدت فيها حسب المصادر
على تسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة استنادا للمبادرة الفرنسية، مع التشديد
خلال لقائها مع الاخير على ضرورة إزالة كل العراقيل والتلويح بالعقوبات المحتمل
فرضها من قبل الاتحاد الأوروبي في الخامس والعشرين من الشهر الجاري على معرقلي
التشكيلة الوزارية.
واستنادا
الى المصادر المتابعة فان اتصالات جرت مؤخرا بين الديبلوماسية المصرية التي تولت
نقل اهتمام مصر بالوضع اللبناني وتوضيح بعض الالتباسات بخصوص الاطراف التي تتولى
تعطيل تشكيل الحكومة وضرورة الفصل بينها وبين الاطراف التي تسعى بكل جد لتشكيل
الحكومة استنادا للمبادرة الفرنسية والدستور.
المبادرة
مستمرة
على
جبهة المبادرة، تتحدث المعلومات عن ان الرئيس بري ابلغ حليف التيار الوطني الحر،
حزب الله، انه ليس على استعداد لاستئناف مبادرته ما لم يتبلغ رسمياً بأن فريق
بعبدا والتيار الوطني الحر سيتلزم مندرجات المبادرة لإنجاحها. وبعد جردة حساب
«بائسة» للعهد القوي، الذي دمر البلد، لا تزال عين التينة على موقفها بأن المدخل
لوقف الانهيار بحكومة عبر مبادرة الرئيس بري المستمرة. بدورها مصادر مقربة من
الرئاسة الأولى قالت لـ»اللواء» ان ما طرأ مؤخراً وأدى إلى تعليق الاتصالات
الحكومية ستكون له انعكاساته على ايصال الملف إلى خواتيمه بمعنى آخر ان الامل
مفقود بأي خرق بعدما باتت الصورة واضحة حول قراءة مسعى رئيس مجلس النواب نبيه بري
والحاجة إلى تحديد بعض النقاط، التي يتعين التركيز عليها. ولفتت إلى انه قد تكون
هناك تحركات أخرى لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يكرر اهمية التسوية ويخشى من
قادم الأيام.
جنبلاط
على الخط
ولملء الفراغ «الاتصالي» بالإجراء المناسب، تحدثت المصادر عن توجه لدى الحزب التقدمي الاشتراكي بعد تغريدة لرئيسه النائب السابق وليد جنبلاء للقيام بمبادرة لصيغة حكومية على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب»، بالتزامن أو التسابق مع خطوة رئاسية ربما يؤشر على عناوينها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في كلمة له غداً. وحملت تغريدة جنبلاط مؤشرات ورسائل عدّة، داعية للخروج من الانتظار، والذهاب إلى التسوية والإقلاع عن الحقد. «فلا يمكن الاستمرار في هذه الحالة الانتظارية من قبل بعض المسؤولين وحالة البلاد تتراجع في كل يوم في غياب الحكومة. آن الاوان لجعل التسوية فوق كل اعتبار بعيدا عن الحسابات الشخصية الضيقة .ان مبدأ التسوية ليس بدعة بل اساس في الحياة وفي السياسة ،وتذكروا ان الحقد يقتل صاحبه اولا».
تعليقات
إرسال تعليق