برعاية وحضور رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية
المستدامة النائب بهية الحريري ، احتفلت مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا
بتخريج الدفعة الثامنة عشرة من طلابها في صف التاسع أساسي وبتكريم رئيسة قسم
الحلقة الثالثة في المدرسة السيدة لطفية الترياقي وإطلاق اسمها على الدفعة
"دفعة المربية لطفية حسن ترياقي" .
الحفل الذي أقيم في باحة المدرسة واعتمدت فيه إجراءات
الوقاية من فيروس كورونا اقتصر حضوره على أهالي الخريجين واسرة المدرسة يتقدمهم مديرها
الدكتور اسامة أرناؤوط ..
بعد دخول موكب الخريجين والنشيد الوطني وترحيب وتقديم من
عريفة الحفل حنان البروش جرى عرض فيلم عن ذكريات الخريجين في المدرسة وانطباعاتهم
عن مراحل الدراسة ، وكانت كلمات بإسمهم
القاها زملاؤهم "بدر دمج باللغة العربية ، ولانا البزري وماهر السيد باللغة
الإنكليزية " .
الترياقي
والقت المحتفى بها رئيسة قسم الحلقة الثالثة السيدة لطفية
الترياقي كلمة أعربت فيها عن فخرها واعتزازها بهذا التكريم معبرة عن محبتها لكل
فرد من افراد المدرسة التي أمضت فيها ما يزيد عن ستة وعشرين عاما مستعيدة بعضا من
ذكرياتها مع زملائها المعلمين والمعلمات وما تشاركته واياهم من تعاون في تأدية
رسالة التعليم وتزويد الطلاب بالعلم والمعرفة ليثمر افضل النتائج . وتوجهت الى
النائب الحريري بالقول "السيدة الرئيسة ، يا من حرصت على صون الأمانة التي
تركها لنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله من خلال بناء الانسان بتزويده
بالعلم والثقافة سلاحاً وحيداً لمواجهة تحديات الحياة وهو الذي كان لي نهجا وقدوة
من بدء مسيرتي المهنية في هذه المؤسسة الكريمة المعطاءة فشكرا سيدتي على الرعاية
والمواكبة والدعم الدائم لنا جميعا ".
كما شكرت الترياقي مدير المدرسة الدكتور أسامة ارناؤوط
على" تقديره ومحبته وتعاونه في جميع مراحل العمل ورئيسات الأقسام وجميع
الأساتذة الذين عملت معهم في القسم المتوسط " ، مباركة للخريجين نجاحهم
ومتمنية لهم التوفيق وللمدرسة دوام التقدم والتميز ". وخصت الترياقي بالشكر
افراد عائلتها ، زوجها وابناءها على دعمهم لها ".
د. أرناؤوط
وتحدث مدير المدرسة الدكتور أسامة أرناؤوط فقال"حضرة
الرئيسة الأم ، سعادة النائب السيدة بهية الحريري الأمينة على رسالة الرئيس الشهيد
، ناديتم بنبذ الحروب والضغائن وعملتم على غاية شريفة مقدسة الا وهي تنافس العقول
والله خير شاهدا انكم ما وفرتم وسيلة من الوسائل للتنمية البشرية بغية عبور معترك
الحضارة اذ ليس امامنا درب لقيام لبنان من جديد سوى الاستثمار في الإنسان ولو كره
الكارهون ..
هناك أسطوانة " الـ 30 سنة " التي نسمعها دائما
، لكن " نحنا صار عنا بلد من 30 سنة فقط ،
قبل 30 سنة ، لما كانوا يعطوا اللبنانيين رصاصة كان رفيق الحريري يعطيهم
قلماً ولما كانوا يعطونهم سلاحاً كان رفيق الحريري يعطيهم شهادة ، ولما كانوا
يبنون المتاريس والسواتر بين المناطق كان رفيق الحريري يبني العقول في افضل جامعات
العالم ..نحن تاريخنا يشرف وحاضرنا يرفع الراس والمستقبل مستقبلنا باذن الله
" .. بارك الله جهودكم ومدكم بوافر الصحة والعافية حفظكم الله .
وتوجه أرناؤوط بـ"تحية عابقة بالوفاء لرئيسة قسم
الحلقة الثالثة السيدة لطفية الترياقي التي نكرمها اليوم لأنها علامة فارقة في
تاريخ المدرسة ومشهود لها بالكفاءة والإخلاص والحرص اللامتناهي على صقل مواهب
طلابها وتحفيزهم على طلب العلم والمعرفة وفي احتضان معلمات ومعلمي قسمها والوقوف
دائما الى جانبهم" وقال" تعرفت على السيدة لطفية في كفرفالوس يوم كان
عمري 7 سنوات وواكبتها بالعمل عام 2006 عندما بدأت ناظرا للقسم المتوسط في هذه
المدرسة .. تعلمت منها أموراً كثيرة واهمها كيف تؤدي عملك بحب وإخلاص وتفان ، لذلك
كانت هذه الدفعة هي "دفعة لطفية حسن الترياقي" .
كما حيا " ذوي الأصوات المبحوحة المعلمين والمعلمات
الذين بحرصكم على أداء رسالتكم بامانة وخلال الفترة المنصرمة تحديتم أنفسهم والوقت
والظروف القاهرة فكنتم مبعث قوة ومنبع ثقافة " و"الأهالي الكرام شركاؤنا
في النجاح وفي المسؤولية ، يا من حملتم مسؤولية جسيمة فالعوائق كانت كثيرة الا
انكم تحديتموها بجلدكم وصبركم مع ابنائكم ".
وتوجه أرناؤوط الى الخريجين بالقول"عبر كثيرة
تعلمناها من فيروس كورونا لتكن زادكم في مسيرتكم وليكن اكبر همكم ومبلغ رشدكم
النجاح ثم النجاح .. تجلدوا بالصبر ولتكن ارادتكم صلبة باسقة متجذرة بالأرض في وجه
الرياح العاتية ، ولا ترضوا ان تبوء مهماتكم بالفشل وحتى ان فشلتم فلا تقفوا
مكانكم بل تسلقوا اسوار احلامكم سيروا في رعاية الله وارسموا صوركم متميزة استعدادا للربيع الآتي
" .
الحريري
والقت راعية الحفل النائب الحريري كلمة توجهت فيها بتحية
تقدير واحترام لـ"رفيقة الدرب الطويل السيدة العزيزة لطفية الترياقي التي
تمثّل بالنسبة لنا خير مثال ونموذج نحتفي ونقتدي به هذه الأيام ، لما جسّدته من
أحلام بالعلم والتّفوق والتّقدّم وإرادة صلبة في مواجهة كلّ التحديات ".
وقالت" لو نظرنا في تاريخ هذه السيدة الصيداوية المثال والنموذج كيف واصلت
دروسها في الجامعة الأميركية في أسوأ أيام النّزاع المسلّح في لبنان وتخرّجت
وتابعت دراساتها العليا في الجامعة الأميركية أيضاً ، وكانت إحدى ركائز التجربة
الإستثنائية لجامعة كفرفالوس ، تلك التجربة الطموحة والحالمة بمستقبل مزدهر لكلّ
أبناء صيدا والجوار ولبنان ، بعيداً عن كلّ أسباب الفرقة والنّزاع ، والتي أردناها
مساحة للمحبة والمصالحة لبناء مستقبل لبنان على العلم والمعرفة والتّضامن
والتّكامل بين كلّ أبناء لبنان.. هذا الحلم الأمانة الذي حملناه ولا نزال في كلّ
المحطات والتّحدّيات ، والتي رافقتنا فيها الصديقة العزيزة لطفية الترياقي بكلّ
صلابة وإيمان، وصولاً إلى لقائنا اليوم ، الذي نأتي إليه مثقلين بهمومنا الوطنية
الصحية والمعيشية والإنسانية والخدماتية والتربوية ، هذه الهموم التي تطال كلّ
اللبنانيين بدون إستثناء ، ولا خلاص منها لفئة دون أخرى، أو منطقة دون أخرى ، لأنّ
لبنان بأسره يعاني من كلّ التداعيات التي لا علاج لها إلا بتضافر جهود كلّ
اللبنانيين بدون إستثناء .. ".
وأضافت " لقد جئنا اليوم لنستمد الأمل والرّجاء من
أحلام بناتنا وأبنائنا في مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري وهيئتها الإدارية
والتعليمية ، هذه التجربة التكاملية التي أردناها نموذجاً للعدالة الإجتماعية
والتربوية ، ومساحة لتقديم المثال عن التكامل الصيداوي العميق حول قضية التّعليم
في صيدا وكلّ لبنان..وإنّني أتوجّه لبناتنا وأبنائنا خريجي الدفعة الثامنة عشرة من
طلاب مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري، لأهنّئهم على نجاحهم وتفوّقهم، وهم يعرفون
بأنّنا وإدارتهم وهيئتهم التعليمية وأسرهم نعرف جيداً بأنّهم لم يأخذوا حقّهم في
التعليم هذا العام ولأسباب متعددة ، وإنّهم يتحمّلون في هذا العمر المبكر أعباء
القلق والألم على ما يتعرّض له وطنهم الحبيب لبنان، إلاّ أنّنا نجد فيما جسّدوه من
إرادة والتزام وتكيّف صلب مع كلّ الضرورات التعليمية التي فرضتها الظروف
الإستثنائية نتيجة وباء كورونا من مهارات تعليمية جديدة ، وضرورات عملانية لجهة
التّباعد الإجتماعي والإنقطاع المباشر عن التّعليم، هذا الأمر يتجاوز حدود الوطن
ليطال الإنسانية جمعاء.. التي لم تأل جهداً لتجديد العملية التربوية لتحاكي كلّ
الضرورات التي تؤمّن حقّ بناتنا وأبنائنا في كلّ المراحل التعليمية في اكتساب
المعرفة في كلّ الظّروف وأمام كلّ التّحديات .. " .
وختمت الحريري بتوجيه الشكر والتقدير لإدارة مدرسة الحاج
بهاء الدين الحريري وهيئتها التعليمية " على ما قدّموه من جهود إستثنائية
وخلاّقة خلال هذا العام ، لتبقى هذه المدرسة ، مدرسة العدالة التربوية ، والتي هي
أساس كلّ عدالة وطنية أو إجتماعية أو إقتصادية " معتبرة اننا " لا نرى
أي تقدّم أو إستقرار أو إزدهار ما لم يحظ كلّ بناتنا وأبنائنا بحقّهم في التّعليم
الجيّد وفي كافة المراحل التعليمية ، وفي التّعليم الرسمي والخاص ، من أجل بناء
مستقبل يليق بالإنسان في لبنان ".
بعد ذلك جرى تكريم السيدة لطفية الترياقي حيث سلمتها
الحريري درعاً تكريمياً بإسم اسرة المدرسة تقديرا لعطاءاتها وانجازاتها المميزة .
وفي ختام الحفل وزعت الحريري بمشاركة أرناؤوط والترياقي الشهادات على الخريجين والمنح التعليمية على المتفوقين منهم لمتابعة دراستهم الثانوية في ثانوية رفيق الحريري .
تعليقات
إرسال تعليق