وصفت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء»
اجواء اللقاء الاول بعد الاستشارات النيابية بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي،
أن سمة التفاوض في الملف الحكومي هي السرعة.
ولفتت المصادر إلى أنهما تبادلا
الآراء في التركيبة الحكومية حتى أنهما تبادلا تصورات وربما توزيع اولي وسط أجواء
أكثر من جيدة. ولاحظت أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ابديا استعدادا في
تعجيل التأليف بعدما اتفقا على لقاء يعقد اليوم على الأرجح لاستكمال البحث في بعض
التفاصيل لاسيما أن هناك أفكارا وصيغا طرحت تستدعي مناقشتها.
وقالت إن الاتفاق الذي ساد من قبل
يقضي بقيام حكومة اختصاصيين على أن عدد الـ٢٤ وزيرا هو الفكرة التي كانت انطلاقة
البحث منها لكن أي اتفاق على العدد النهائي لم يحسم بعد.
وأشارت إلى أن رئيس الجمهورية كان
مرتاحا لجو التعاون مع الرئيس ميقاتي ولاحظت أن مؤشرات برزت اوحت بان الحكومة على
قاب قوسين أو أدنى من التشكيل.
وحسب المعلومات ان النقاش الذي يتجدد
اليوم بين الرئيسين اتسم بالايجابية، ورسا على الاتفاق على الإسراع بالتأليف.
وقالت المعلومات ان المحادثات انطلقت
من الحاجة إلى حكومة اختصاصيين، وفقاً للمبادرة الفرنسية، على ان يستكمل في لقاءات
متتالية، كشف عنها الرئيس ميقاتي.
وعليه، فالاجواء التي تعمم عن مسار
تشكيل الحكومة الجديدة، ما تزال مغلفة بالايجابية عموما وحسب مصادر متابعة، فإن
مقاربة ملف التشكيل بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون، ما
تزال ضمن تحديد ألاطر العامة للتشكيلة الوزارية، ولم تتناول بعد الأمور التفصيلية،
التي لطالما، تتسبب بالخلاف بين رئيسي الجمهورية والحكومة.
ووصفت المصادر لقاء عون والميقاتي
بالامس، بانه ايجابي ومنفتح، وتم خلاله تبادل الاراء حول حجم الحكومة، وتركيبتها
وتوزيعاتها، وان رئيس الجمهورية طلب بعض الوقت، لدراستها، والرد عليها، الامر الذي
فسرته بعض الاوساط، بانه يسعى لعرضها على صهره جبران باسيل لتكرار ماحصل سابقا
ولاستمزاج رأيه بخصوصها.
ولكن في مواجهة تعميم الاجواء
الايجابية، ظهر باسيل بمجلس النواب، مكررا اسلوب التعفف عن المشاركة بالحكومة،
وتاكيده على بذل كل مايمكن لتسريع ولادتها، وهو مافسرته بعض الاوساط بأن رئيس
التيار الوطني، يخطط لمكيدة ما، للرد على طبخة التفاهم على ميقاتي كرئيس للحكومة
من وراء ظهره ومن دون موافقته.
ويعني كذلك، توقع قيام باسيل من تحت
لتحت، بعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة، وتكرار الاعيب نصب الافخاخ، وافشال اي طرح
كان، لا يعبر عن تطلعاته وطموحاته السلطة والمصلحية، كما فعل مع طروحات الحريري
اكثر من مرة في الاونه الاخيرة وافشل كل اقتراحات تشكيل الحكومة.
وتعتبر المصادر ان مايقوله باسيل
علنا امام الرأي العام بان كتلة التيار العوني، لن تشارك بالحكومة، وهي مستعدة
لدعم تشكيلها، لايعبر عن حقيقة مايضمره باسيل، بل على عكس ذلك تماما، لا بد من
توقع محاولات التفاف وعرقلة للجهود المبذولة لتشكيل الحكومة، ولو كان ذلك على حساب
العهد المنهار أساسا وفي غير مصلحة التيار العوني أيضا.
وما قاله نائب رئيس مجلس النواب ايلي
الفرزلي ردا على موقف رئيس التيار الوطني الحر على هامش الاستشارات النيابية غير
الملزمة، وتخوفه من ان يكون ختم التوقيع الرئاسي على مراسيم التشكيلة الوزارية، ما
يزال بيد باسيل، انما يعبر بوضوح عن الواقع والتوقعات.
وعلمت «اللواء» ان الرئيس ميقاتي
سيزور بعبدا بعد ظهر اليوم، للتباحث في توزيع الحقائب، وإسقاط الأسماء عليها. وفي
الإطار، أكّد مصدر مطلع ان فريق بعبدا طالب بالداخلية، مقترحاً العميد المتقاعد
رئيس الشرطة العسكرية السابق في الجيش اللبناني جان سلوم لهذا المركز، الا ان الرئيس
المكلف أصرّ على إبقاء وزارة الداخلية من حصته، على ان تسند إلى شخصية عسكرية
بيروتية، ما تزال المصادر تتكتم حول اسمها.
الأهم ما كشفه ميقاتي بعد اللقاء، من
ان «الآراء كانت متطابقة بنسبة كبيرة جداً جداً». معرباً عن أمله بأن «نشهد حكومة
قريباً».
(اللواء)
تعليقات
إرسال تعليق