بحسب معلومات "الجمهورية"،
فإنّ الفترة الفاصلة عن اللقاء الاخير بين الرئيسين عون وميقاتي منتصف الاسبوع
الماضي وحتى اليوم، بقي فيها الدخان الحكومي قاتماً من ميل شديد الى السواد، زاد
من سواده انقطاع التواصل بين الرئيسين، وإمعان بعض الاطراف في ضخ ايجابيات فارغة
لا اساس لها. وهو امر كشفه لـ"الجمهورية" مرجع مسؤول بقوله: "لقد
ادخلوا الحكومة في لعبة مدّ وجزر، على غرار ما كان يحصل في مرحلة تكليف السفير
مصطفى اديب والرئيس سعد الحريري، وهناك من هو مصرّ على ذرّ الرماد في العيون،
فيحدثوننا عن ايجابيات في البيانات والتصريحات، فيما الامور في حقيقتها معقّدة
بالكثير من النفور والسلبيات، وبالحدّ الاعلى من الأنانية السياسية المدمّرة
والطموحات الفئوية الهدّامة التي تتقدّم على المصلحة الوطنية"..
ورداً على سؤال قال: "ثمة حركة
اتصالات تجري، ولكن حتى الآن لم تبلغ خواتيم ايجابية. وأنا أميل الى التشاؤم،
واخشى ان نبلغ الحائط المسدود من جديد. وبصراحة اقول، إن اصطدمنا بالفشل في تشكيل
الحكومة هذه المرة، سنذهب الى مصيبة كبرى. انا في الحقيقة خائف من الآتي
الاعظم".
الى ذلك، قالت مصادر معنية بملف
التأليف لـ"الجمهورية": الرئيس المكلّف استمر في اتصالات مكثفة خلال
الايام القليلة الماضية، وهو يعتصم بالصمت حيال نتائج ما انتهى اليه. ما يبقي
الحكومة حالياً في حال اللامعلقة واللا مطلقة.
واكّدت المصادر انّ الفرنسيين ما
زالوا حاضرين على خط الاتصالات للتسريع في انجاز التشكيلة الحكومية. (ثمة من أشاع
بالامس عن دخول فرنسي مع الرئيس المكلّف، عكس اعتراضاً على إسناد وزارة الطاقة
لفريق رئيس الجمهورية).
واشارت المصادر، الى انّ اللقاء المنتظر
بين عون وميقاتي ربما اليوم، سيكون اللقاء الحاسم، خصوصاً انّ الاجواء المحيطة
بالرئيس ميقاتي تؤكّد انّه سيحضر الى القصر الجمهوري بتشكيلة حكومية متوازنة تراعي
الجميع.
وأبلغت مصادر سياسية واسعة الاطلاع
الى "الجمهورية" قولها: "انّه لم يكن هناك جمود بمعنى الجمود في
حركة الاتصالات بين عون وميقاتي، وكذلك على مستوى اتصالات ميقاتي مع الاطراف
المعنية بالمشاركة في الحكومة.
وقالت: "انّ المعطيات المتوافرة
تؤكّد انّ ميقاتي أنجز تشكيلة حكومية سيضعها في يد رئيس الجمهورية في لقائهما
المقبل في القصر الجمهوري، يأمل ان تحظى بموافقة الرئيس عون عليها، كونها مرتكزة
على التوازن المطلوب في هذه المرحلة، وكون الاسماء الواردة فيها غير مستفزة لأي
طرف. ما يعني انّ التأليف امام فرصة جدّية لولادة الحكومة".
وفيما رفضت اوساط الرئيس المكلّف
الدخول في تفاصيل ما يتصل بتشكيلته الحكومية، قالت مصادر قريبة من القصر الجمهوري
لـ"الجمهورية"، انّها لا تريد ان تستبق الأمور في انتظار ان يتسلّم رئيس
الجمهورية التشكيلة من الرئيس المكلّف. عندها يُبنى على الشيء مقتضاه".
الّا انّ المصادر لفتت الانتباه الى
انّ التشكيلة المنتظرة من ميقاتي، إن كانت منسجمة مع ما هو متفق عليه بين
الرئيسين، فمعنى ذلك انّ الحكومة ستولد خلال اللقاء بين عون وميقاتي، الّا انّ
الامر يختلف إن كانت هذه التشكيلة "فاقعة" وحملت ما يمكن ان يُعتبر
انقلاباً على الأسس والمعايير المتفق عليها، والتفافاً على حقائب واسماء، فمعنى
ذلك عودة الأمور الى نقطة الصفر.
تعليقات
إرسال تعليق