كتبت
صحيفة "اللواء"
في
الأفق السياسي ازمة تلوح بين الرئيس نجيب ميقاتي وحزب الله، على خلفية إصراره على
عقد جلسة لمجلس الوزراء، يرجح ألا تتأخر عن الأسبوع الأول من الشهر المقبل، فيما
الحزب يرى في الخطوة احراجاً له، إذ في غياب اي تفاهمات او تحقيق اي خطوات لن يكون
بمقدور وزراء «الثنائي الشيعي» المشاركة فيها، مما يفتح الباب أمام احتمالات اخرى،
ليس أقلها «أبغض الحلال» الذي أشار اليه رئيس الحكومة خلال الاجتماع مع الرئيسين
ميشال عون ونبيه بري، والذي وعد باجراء ما يلزم من اجراءات، على ان يتولى رئيس
الجمهورية اجراء ما يلزم على هذا الصعيد، للفصل في ما خص أن تكون محاكمة الرؤساء
والنواب والوزراء من اختصاص المجلس الأعلى، الذي يتألف من 7 نواب منتخبين من
المجلس وثمانية من اعلى القضاة اللبنانيين رتبة حسب درجات التسلسل القضائي، حسب
المادة 8 من الدستور.
واشارت
مصادر سياسية الى ان اعادة تفعيل الحركة السياسية من جديد، وبلورة نتائج اللقاء
الثلاثي في بعبدا، ستتضح الاسبوع المقبل، بعد جولة من الاتصالات والمشاورات
السياسية، تشمل الاطراف السياسيين،وقالت: ان مخارج الحلول التي طرحت لمشكلة وزير
الاعلام جورج قرداحي، تبدو سالكة أكثر من شرط تنحية القاضي طارق البيطار في
المبدأ، ولا بد من الاتفاق على حل المشكلتين معا أو تباعا في حال لم تسمح الظروف
بمعالجتهما مع بعضهما البعض، والا فمن غير المفيد معالجة مشكلة لوحدها دون
الاخرى،وبهذه الحالة تبقى اجتماعات الحكومة معلقة.
واعتبرت
المصادر ان تكتم اوساط الرؤساء الثلاثة عن كشف ما دار خلال اللقاء بينهم، مرده،
الى انه، لم يتم الاتفاق نهائيا على الحلول المطلوبة، بل طرحت اقتراحات الحلول
والمخارج،التي تتطلب التشاور بخصوصها، مع اطراف بالداخل وتحديدا مع حزب الله، في
حين، ان مشكلة قرداحي، تاخذ بعين الاعتبار، اجراء اتصالات مع دول الخليج العربي ،
من خلال اصدقاء مشتركين.
وانطلاقا،من
هذه الوقائع، تعتبر المصادر ان مجرد انعقاد لقاء بعبدا، يؤشر الى وجود رغبة لدى
الرؤساء الثلاثة، بما يمثلون للخروج من حالة تجميد عمل الحكومة، الى معاودة
جلساتها باقرب فرصة ممكنة، برغم العوائق والمطبات التي تعيق تحقيق هذا الهدف.
وتوقعت
المصادر ان تظهر نتائج اللقاء الثلاثي تباعا، مطلع الاسبوع المقبل، وبعد عودة
الرئيس نجيب ميقاتي من زيارته للفاتيكان، والزيارة التي سيقوم بها رئيس الجمهورية
ميشال عون الى قطر، ومن خلالهما، يمكن تلمس مدى التجاوب، مع مطلب معاودة جلسات
مجلس الوزراء، والا فإن التشدد بالمطالب والشروط، ولاسيما من حزب الله، ورفضه
لمقترح تجزئة التحقيقات بجريمة تفجير مرفأ بيروت، فهذا يعني، عدم الرغبة في
التعاون، لحل الازمة التي سترحل الى ما بعد محادثات الملف النووي، كما يتوقع
البعض.
وأوضحت
أوساط سياسية مطلعة لـ»اللواء» أن الاستعجال بأستئناف جلسات مجلس الوزراء ظهر جليا
في الاجتماع الرئاسي الثلاثي والذي أطلق العمل على إنجاز المساعي المطلوبة لترتيب
العمل الحكومي مجددا في ظل تردي الأوضاع في البلاد في كافة المجالات فضلا عن أن
هناك قضايا يتطلب بتها في المجلس فقط .
ورأت
الأوساط نفسها أن ما خرج من معطيات عن الاجتماع يفيد أن الأمور غير سلبية لكن ثمة
حاجة إلى بعض الوقت لتليين بعض المواقف والتمهيد لهذه العودة مشيرة إلى أن الأمور
بالتالي غير مقفلة وفق ما اشيع من اجواء. إلى ذلك افيد أن من مصلحة الجميع عودة
الحكومة إلى اجتماعاتها في ظل تأخير معالجة ملفات تحمل طابع العجلة في الشأنين
الاجتماعي والاقتصادي على أن كل الدلائل تشير إلى إمكانية عقد أولى الجلسات
الحكومية في منتصف الأسبوع المقبل أو بعيده.
وهكذا
يمضي «ستاتيكو» تعليق الجلسات في عملية استمرار مرهقة، مع ارتفاع يومي جنوني بسعر
صرف الدولار متبوعاً بانهيارات في الاسعار للسلع كافة، بما في ذلك الخضار التي
تزرع وتجنى في لبنان.
وحسب
المعلومات المؤكدة فإن الرئيس ميقاتي ماض بانتفاضته ضد الشلل في عمل مجلس الوزراء،
او السلطة التنفيذية التي يرأسها بوجه عناد حزب الله، وتمسكه بعدم تراجع وزير
الإعلام جورج قرداحي وإبعاد القاضي طارق بيطار عن التحقيق بانفجار مرفأ بيروت.
وحسب
المعلومات من بعبدا، فان الرئيس عون تابع معالجة المواضيع التي كانت محور بحث مع
الرئيسين بري وميقاتي، خلال اللقاء في قصر بعبدا بعد العرض العسكري لمناسبة
الاستقلال. ومع ترك الامور للإتصالات التي سيجريها الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي
لإستئناف جلسات مجلس الوزارء، لم يظهر اي جديد بعد مضي اكثرمن 24 ساعة على لقاء
الرؤساء الثلاثة بعد الاحتفال بعيدالاستقلال.
وعلمت
«اللواء» ان الامورمتروكة لما بعد عودة الرئيس ميقاتي من زيارة روما والفاتيكان
اللتين يزورهما اليوم الاربعاء، حيث ستكون له لقاءات رسمية ابرزها مع البابا
فرانسيس يوم غدٍ الخميس.
فيما
ذكرت المعلومات الرسمية ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تابع معالجة المواضيع
التي كانت محور بحث بينه وبين رئيسي مجلسي النواب نبيه بري والوزراء نجيب ميقاتي
خلال لقائهم امس الاول في قصر بعبدا بعد العرض العسكري الرمزي الذي أقيم في وزارة
الدفاع الوطني لمناسبة الذكرى الـ78 للاستقلال.»
وحسب
معلومات مصادر مقربة من ميقاتي لـ «اللواء»، فإن زيارة الفاتيكان ولقاء البابا
يكتسبان اهمية نظراً لموقع لبنان لدى الفاتيكان تاريخياً، وبخاصة اذا صدرت عن
البابا رسالة او كلمة ما تؤكد على ضرورة العمل لإستقرار لبنان، وهو ما قد يفيد في
إيصال رسالة لدول العالم المعنية بلبنان بضرورة الاهتمام بمعالجة مشكلاته وازماته.
الى
ذلك ذكرت المصادر انه بالنسبة لموضوع استئناف جلسات مجلس الوزراء فالحل سيقوم على
اساس خريطة الطريق التي وضعها ميقاتي واساسها الفصل بين الشأن القضائي والشق
الحكومي وعدم التدخل في عمل القضاء الذي ستكون له الكلمة في معالجة مسألة تنحية
المحقق العدلي في قضية إنفجار المرفأ طارق البيطار، او عبر قبول القضاء بفصل
ملاحقة النواب عن عمل القاضي بيطار وتركها للمجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء
والنواب.وستتم بلورة آلية التنفيذ بعد عودة ميقاتي من ايطاليا وقبل سفر الرئيس عون
الى قطر يومي 29 و30 الشهر الحالي. بحيث سيكون هناك دور لعدد من الوسطاء بينهم
الرئيس نبيه بري.
لكن
حصل تطور في ما يتصل بملف تفجير مرفأ بيروت، حيث اكدت محكمة الإستئناف أن صلاحية
النظر بطلب رد المحقق العدلي طارق بيطار تعود للقاضي نسيب إيليا وليس للقاضي حبيب
مزهر، ما يعني العودة الى اصل المشكل بعدم تنحية البيطار عن ملف المرفأ وما سيكون
عليه موقف ثنائي امل وحزب الله وتيار المردة من هذا القرار.
وجاء
في تفاصيل طلب الفصل المقدم من محامي الادعاء عن الضحايا الاجانب: مازن حطيط،
فاروق المغربي، طارق الحجار، حسام الحاج، صدور قرار عن الرئيس الاول لمحكمة
استئناف بيروت القاضي حبيب رزق الله بفصل الملف رقم 69 (رد الرئيس بيطار) عن الملف
رقم 72 (رد الرئيس ايليا)، واعادة الملف رقم 69 الى الهيئة الاصلية للغرفة الثانية
عشرة برئاسة القاضي نسيب ايليا، وبذلك اصبح الرجوع عن القرار المنعدم الوجود
المأخوذ من الرئيس حبيب مزهر متاحاً.
ولوحظت
عودة تحرك السفير المصري في لبنان ياسر علوي، الذي زار عون امس للاطلاع على تطورات
الاوضاع المستجدة، وأجرى معه جولة افق تناولت العلاقات اللبنانية - المصرية وسبل
تطويرها في المجالات كافة، إضافة الى الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات
الأخيرة.
وعلى
خط المسعى الفرنسي، ذكرت المعلومات ان الرئيس إيمانويل ماكرون سيزور المملكة
العربية السعودية وقطر، والامارات العربية المتحدة حيث تقام سلسلة احتفالات
لمناسبة الذكرى الخمسين لقيام دولة الامارات، وتمتد جولة ماكرون ما بين 3 و5 كانون
الاول المقبل، وسيكون لبنان في صلب محادثاته مع مسؤولي الدول الثلاث.
تعليقات
إرسال تعليق