نقاش إنتخابيّ في صيدا: تشكيل لجنة لإعداد مسودّة ورقة سياسيّة قبل تشكيل ائتلاف.. حضر التنظيم.. وغابت الجماعة والبزري

 

(محمد دهشة ـ نداء الوطن)

فرضت مجموعات "انتفاضة تشرين الاول" في صيدا ايقاعها على الكثير من القضايا، وهي تمضي قدماً اليوم في محاكاة الانتخابات النيابية المقبلة في ربيع العام 2022، فهل تنجح في ترشيح ممثل عنها وخوض غمار الاستحقاق الديموقراطي في دائرة صيدا – جزين في مواجهة التقليد السياسي والنيابي، استكمالاً لتحقيق الأهداف التي رفعتها في مبادئ الانتفاضة عند اندلاعها في تغيير النظام ووقف الانهيار المالي والاقتصادي ومحاسبة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة؟

تساؤلات جدية بدأت تلف أروقة المدينة من الشارع الشعبي الى صالوناتها العائلية والاجتماعية، مع قيام هذه المجموعات في الخطوة الاولى في هذا الاتجاه، اذ عقد ممثلو 18 مجموعة من "مجموعات 17 تشرين"، اجتماعاً في قاعة سينما "اشبيليا"، لمناقشة ورقة سياسية حول الانتخابات النيابية من إعداد "تجمع علِّ صوتك"، فيما كان اللافت مشاركة مجموعتي "صوت الناس" و"صيدا تنتفض" القريبتين من "التنظيم الشعبي الناصري" حيث يمثل امينه العام الدكتور اسامة سعد احد اقطاب المدينة نيابياً وسياسياً وشعبياً، وغياب مجموعات او حالات قريبة عن "الجماعة الاسلامية" او الدكتور عبد الرحمن البزري.

وتؤكد مصادر شاركت في الاجتماع لـ "نداء الوطن" ان المجموعات كانت متفقة على العناوين العامة للثورة ومبادئها التي نزلت الى الساحات من اجل تحقيقها، وعلى ضرورة ان تكون الانتخابات محطة من محطات التغيير، ولكنها في الوقت نفسه لم تكن متوافقة على كل التفاصيل، وخاصة في ما يتعلق بتسمية او دعم اي مرشح حالياً، اذ ان بعضها يدور في فلك القوى السياسية المعارضة او قريبة منها او لا يستطيع التخلي عنها، بخلاف المستقلين الذين يمكن ان يتخذوا اي قرار بحرية أكثر من دون اي حسابات سياسية.

ويقول ممثل "صوت الناس" المهندس بلال شعبان لـ"نداء الوطن": "ان الاجتماع كان محاولة لجمع مجموعات "انتفاضة 17 تشرين" بعد طول غياب، وللتوافق على الحد الادنى من التفاصيل، هناك توافق عام على مبادئ الانتفاضة وثوابتها ومشاركتنا جاءت على قاعدة الحرص على توحيد الموقف والخطوات وان اي لقاء للقوى المعارضة مهما اختلفت في ما بينها، من المفيد ان تجتمع ضد السلطة التي تحاول انتاج ذاتها مجدداً"، مشيراً الى "ان النقاش كان صريحاً وشفافاً وقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة من 8 أعضاء لصوغ بيان سياسي على اساسه سيتم خوض الانتخابات، واجتماعات أخرى ستعقد في المرحلة المقبلة لاستكمال الهدف".

بالمقابل، يؤكد ممثل مجموعة "شباب المساجد" الشيخ محيي الدين عنتر لـ"نداء الوطن"، ان "الاصل بالاجتماع هو التشاور بين مكونات "انتفاضة تشرين" حول الاستحقاقات الانتخابية القادمة سواء النيابية او البلدية، ولكن جرى الترويج لتسمية مرشح ودعمه، غير ان ممثلي المكونات طلبوا اولاً تشكيل جبهة سياسية ينبثق عنها مسودة مشروع ثم يجري انشاء ائتلاف انتخابي كما جرى في الشمال حيث تحالفت مكوناته مع زغرتا، والبترون وعكار، او "مؤتمر الجنوب" في النبطية، فالقفز سريعاً الى دعم مرشح يجب ان يقابل بتساؤلات هل سيتحالف مع قوى السلطة او سيخوض الانتخابات منفرداً"؟

ويعتقد كثير من الناشطين في حراك المدينة الاحتجاجي انه في ظل الغضب الشعبي على الطبقة الحاكمة فانه يمكن خوض الإنتخابات النيابية على اعتبارها محطة مهمة ومفصلية للمعارضة التغييرية الجدية لتأكيد حضورها وحجمها وتظهير برنامجها، في سبيل إنشاء حياة سياسية مسؤولة عن ترسيخ العدالة الإجتماعية، والممارسة الديموقراطية بدون تفرقة بين جميع أفراد الوطن".

وتساءل ممثل "تجمع علِّ صوتك" المهندس محمد دندشلي: "هل نريد الوصول إلى الندوة النيابية بأي ثمن، وعبر أي تحالف مهما كان لونه أو مرجعيته؟ أم الوصول من خلال جبهة معارضة جدية لكافة قوى التغيير التي تشبه بعضها على مساحة الوطن، لذلك نسعى في الإنتخابات النيابية المقبلة، أن تكون فرصة لإنتخاب مرشحين ومرشحات من قضاءي صيدا وجزين يتمتعون بالكفاءة والقدرة على كسر الحواجز المصطنعة بينهما لتتحول دائرة صيدا جزين قوة سياسية وطنية تلاقي كل الإرادات الوطنية المخلصة على إتساع ساحة الوطن".

بينما تقول الناشطة في مجموعة "أنا مستقل" اماني أبو زينب لـ "نداء الوطن": "ان اللقاء كان تشاورياً وللاتفاق على التساؤل المهم هل نريد خوض الاستحقاق الانتخابي النيابي وكيف، ومن هي القوى الجزينية الشعبية او المجموعات المستقلة او الاشخاص الذين سنتحالف معهم على اعتبار اننا دائرة انتخابية واحدة؟"، موضحة انه جرى تشكيل لجنة مصغرة لاعداد مسودة بيان سياسي يقوم على مبادئ الانتفاضة في تغيير النظام ووقف الانهيار ومحاربة الفساد وسواها، قبل الاتفاق على برنامج انتخابي وتشكيل ائتلاف لتوحيد المجموعات باسم واحد.

 

تعليقات