الحزب يواصل نشاطه في اليمن وكأن شيئا لم يكن: حل الازمة مع الخليج بعيد المنال!

في أوج الخلاف بين "لبنان الدولة" والدول الخليجية، تُسجّل يوميا تطورات ومواقف، محلية وداخلية، من شأنها توسيع الهوّة بين الجانبين، وتدل على ان ايجاد حلّ للقطيعة الناشئة بقرار خليجي، صعب وبعيد المنال، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية".

في الساعات الماضية،  نشرت قناة "العربية" مقطع فيديو يؤكد تورط عناصر الحرس الثوري وحزب الله اللبناني، بدعم الحوثيين عسكريًا. وأشارت الى إنها حصلت على المقطع المصور، الاثنين، من تحالف دعم الشرعية في اليمن، لافتة الى أنه يُظهر "تدريبات لميليشيات الحوثي على طائرات أممية، بهدف اختبار منظومة جوية صاروخية".

وقالت ان الشريط يظهر ايضا "تورط خبراء أجانب من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ، بشن عمليات عدائية دعمًا للحوثيين الذين حولوا مطار صنعاء إلى ثكنة عسكرية من خلال الدعم الإيراني"، ويبيّن "تنفيذ عدد من العناصر الحوثية لتجارب واختبارات على إحدى المنظومات الجوية، عبر استخدام طائرة أممية أثناء الهبوط والإقلاع في مطار صنعاء الدولي للتأكد من فاعلية المنظومة، باعتبار الطائرة هدفا جويا متحركا في محاكاة لسيناريوهات الاعتراض والتدمير".

في الموازاة، نقلت "الفضائية السعودية" عن المتحدث الرسمي باسم التحالف، العميد الركن تركي المالكي، قوله تعليقا على المقطع المسرب "ايران حولت مطار العاصمة اليمنية لقاعدة عسكرية بعد أن أقامت جسرا جويا عام 2014 بمعدل 28 رحلة جوية أسبوعياً من طهران إلى صنعاء عبر الخطوط الجوية الإيرانية (ماهان اير) ونقلت كافة أنواع الأسلحة بينها أسلحة نوعية، لأتباعها الحوثيين". وأشار المالكي إلى أن "الميليشيات حولت المطار إلى ثكنة تضم ورش تركيب وتفخيخ وتخزين واطلاق للصواريخ البالستية والطائرات المسيرّة من أجل استهداف المدنيين والأعيان المدنية في الداخل اليمني".

ما يجب التوقف عنده، بعد سرد هذه المعطيات تتابع المصادر، هو ان السبب المباشر لانفجار "الغضب" السعودي – الخليجي، على لبنان، كان تصريح وزير الاعلام جورج قرداحي الداعم الحوثيين في اليمن، والمنتقد لاداء قوات التحالف العربي الداعم للشرعية بقيادة المملكة. هذا المعطى، تضيف المصادر، يؤكد مدى حساسية الملف اليمني في الحسابات السعودية، كونه يؤثر مباشرة على امنها وسلامة اراضيها. فالحوثيون يستهدفونها عبر المسيرات منذ اشهر ويضربون نقاطا حساسة وحيوية فيها، ما دفعها الى الانخراط في عملية عسكرية في اليمن.

ولمّا كان انخراط حزب الله، عبر السلاح والعناصر، منذ سنوات، في تدريب الحوثيين، أثار بشدة حفيظة الرياض، قبل ان يأتي تصدير المخدرات من لبنان، عبر المنتجات الزراعية، الى اراضي المملكة مباشرة، ليلبّد الاجواء الملبدة اصلا بين الدولتين منذ ان بدأ الحزب يتمدد في الميادين العربية من دون ان تُحرّك "الدولة" اللبنانية ساكنا، تأتي هذه الفيديوهات التي بثّتها قناة "سعودية"، والتي تؤكد ان "الحزب" يواصل نشاطه العسكري في اليمن وكأن شيئا لم يكن، لتصبّ زيتا على النار وتزيد المملكة قناعة بأن الابتعاد عن لبنان الرسمي يجب ان يستمر لا بل يجب ان يترافق مع اجراءات "عقابية" اقوى واقسى واكثر ايلاما، خاصة وان الحكومة لم تتخذ حتى الساعة، اجراء واحدا في حق وزير الاعلام او الحزب، مؤكدة مدى استسلامها امامه!

 

(المصدر: وكالة الأنباء المركزية)

x

تعليقات