"هل أنا في السعودية؟".. احتفالات عيد الميلاد من السر إلى العلن

لطالما اقتصر الاحتفال بعيد الميلاد سرا على العمال الأجانب في السعودية وبعض المواطنين المرتبطين بالغرب، لكن المناسبة بدأت تخرج من الظل مع تخفيف السلطات السعودية قواعدها الدينية "المتشددة"، وفق ما ينقل تقرير من صحيفة أميركية.

وينقل تقرير من صحيفة "نيويورك تايمز" أن عيد الميلاد، على غرار بعض السلوكيات المحظورة رسميا ولكنها تمارس على انفراد، يخرج من السر إلى العلن.

وينقل التقرير كيف تحتفل أمنية الزاهري وزوجها مايك بوناكلي لأول مرة علنا بعيد الميلاد، حيت اشتروا سترة عيد ميلاد لكلبهم وجلبوا شجرة خاصة بالمناسبة من متجر متخصص.

وفي بلد محافظ جدا، تتذكر الزاهري، 35 عاما، كيف كانت والدتها تهرب الهدايا إلى غرفتها في 25 ديسمبر من كل عام، لكن الأمور تغيرت الآن، إذ منذ العام الماضي، بدأت متاجر الرياض تعرض هدايا عيد الميلاد، وتقدم المقاهي كعك الزنجبيل و"أشجار الميلاد" تباع علنا.

وتشير الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يخوض حربا "كارثية" في اليمن، واتهم في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، قام بتخفيف بعض القواعد الدينية الصارمة، ويحاول تقديم نفسه بأنه متسامح ومعتدل.

ويأتي التسامح مع الاحتفال بعيد الميلاد، مع إجراءات أخرى أقدمت عليها المملكة منها منح المرأة المزيد من الحريات، وأدخلت وسائل ترفيه كانت ممنوعة في السابق.

ويتوقع العديد من السعوديين أنه حتى الكحول، الذي يعد من "الخطوط الحمراء"، سيصبح قانونيا قريبا، بحسب الصحيفة.

وفي السابق، رغم المنع، كان السعوديون الذين عاشوا أو سافروا إلى الغرب أو تعرفوا على التقاليد الغربية من الأصدقاء أو ثقافة البوب (كانوا) يلبسون أزياء تنكرية في عيد الهالوين، وينظمون لأطفالهم حفلات أعياد الميلاد ويتبادلون الهدايا.

وينقل التقرير عن مها الجيشي، 36 عاما، كيف بات خبز الزنجبيل الخاص بعيد الميلاد يباع في مجمع تجاري في الرياض، إضافة إلى بعض زينة العيد مثل تماثيل حيوانات الرَّنَة التي كانت الجيشي تخشى أن يقبض عليها إن وجدت عندها في المنزل.

و تتساءل الجيشي: هل أنا في السعودية، هل أنا في حلم؟، في إشارة إلى أن كل ذلك كان قبل سنوات "حراما"، بحسب تعبيرها.

ويشير التقرير إلى أن عيد الميلاد لا يزال "حراما" في المملكة، ولا تظهر كلمة "عيد الميلاد" على واجهات المحلات، ولكن السعوديون باتوا يقبلون عليه بشكل متزايد، وتتسرب روح العيد إلى المنازل السعودية رغم كل جهود السلطات الدينية.

(المصدر: الحرة)

تعليقات