روسيا وإسرائيل ترسمان معادلات عسكرية جديدة... وانفجار غامض في البقاع وسط تسريبات عن امتلاك «حزب الله» مطاراً للمسيرات..

منير الربيع  ـ الجريدة

الجمود اللبناني القاتل، الذي يحاول المسؤولون كسر رتابته بإطلاق مواقف كلامية لا بعدَ عملياً لها، خرقته تساؤلات أثارها انفجار أحد مواقع «حزب الله» في البقاع على حدود سورية، وتكاثرت التكهنات حوله، وكغيره من الأحداث ساد الغموض حول حقيقة ما حصل، ففي البداية ورد أن التفجير كان نتيجة غارة إسرائيلية، ثم قيل إنه تفجير ذخائر قديمة، وبعد ذلك أُشير إلى محاولة تفكيك أو نقل صواريخ للحزب. وغالباً ستبقى حقيقة الانفجار طي الكتمان، رغم أنه يأتي في توقيت حساس، ومترافق مع جملة وقائع ومعطيات جديدة، أولها وقوعه بعد ساعات من استهداف إسرائيل لمرفأ اللاذقية للمرة الثانية، وتحديداً لحاويات تحمل صواريخ إيرانية دقيقة، في رسالة تؤكد أن استهدافها الوجود الإيراني لا ينفصل عن محاولات روسيا لإجراء إعادة تموضع طهران وحلفائها في سورية ومنهم «حزب الله».

ووفق مصادر دبلوماسية، فإن روسيا تسعى منذ فترة إلى إقناع إيران والحزب بالانسحاب من مناطق متعددة أبرزها الجنوب السوري، وإفراغ الحزب مخازن صواريخه الدقيقة ونقلها إلى لبنان، على غرار ما حصل قبل فترة، إذ نقل عتاداً كثيراً إلى البقاع، بالإضافة إلى معلومات أخرى تفيد بأن الحزب عمل على سحب العديد من قواته، واكتفى ببقاء مستشارين في بعض المناطق والمواقع.

وقع الانفجار وحصلت هذه التطورات في أعقاب المزيد من تحشيد إسرائيل ضد إيران والحزب على وقع مفاوضات فيينا، والتي تسعى كواشنطن إلى زيادة منسوب الضغط لإجبار طهران على تقديم المزيد من التنازلات.

وقبل أيام عمل الإسرائيليون على تسريب أخبار تفيد بأن الحزب يمتلك مطاراً في البقاع، وتحديداً في بلدة الهرمل، يبلغ طول مدرجه 700 متر، وهو مخصص لطائراته المسيرة. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن «حزب الله» يمتلك آلاف المسيرات بأحجام متعددة، وهذه كانت رسالة تهديد إسرائيلية للحزب بإمكانية استهداف مخازن هذه الطائرات أو حتى مدرج المطار.

وتعلم إسرائيل أن أي استهداف من هذا النوع سيستدعي رداً من الحزب، إذ إن أمينه العام حسن نصرالله تعهد سابقاً بالرد على أي ضربة في لبنان داخل إسرائيل. وبالتالي تعتبر مصادر لبنانية متابعة أن التسريبات الإسرائيلية في وسائل الإعلام هدفها فتح باب تفاوض غير مباشر عبر روسيا، لدفع الحزب إلى تفكيك أسلحته وصواريخه وعدم إطلاق طائراته المسيرة كي لا تضطر للقيام بأي عملية عسكرية.

 

تعليقات