تتزايد احتمالات حدوث انفجارات شمسية
شديدة كلما اقتربت الشمس من ذروة نشاطها في دورة تحدث كل 11 سنة، تتنقل خلالها
الشمس بين حالة نشاط أعلى وحالة نشاط أدنى.
في 8 فبراير/شباط الجاري، أعلنت شركة
تقنيات استكشاف الفضاء الأميركية "سبيس إكس" (SpaceX) عن سقوط أكثر من 40 قمرا صناعيا تابعا لمشروع
"ستارلينك" من مدارها في الفضاء إلى الأرض، وذلك بعد 5 أيام فقط من
إطلاقها من قاعدة في مركز كندي للفضاء بولاية فلوريدا الأميركية.
الأقمار الساقطة
وفي بيان رسمي للشركة، جاء أن سبب
هذا السقوط كان عاصفة جيومغناطيسية (geomagnetic storm) قوية، أدت إلى ارتفاع كثافة الغلاف الجوي بقدر طفيف، فازدادت
قدرته على سحب الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة بنسبة 50%.
ولأن شركة سبيس إكس عادة ما تطلق
أقمارها في مرحلة أولى على ارتفاع حوالي 210 كيلومترات فقط من سطح الأرض (مدار
منخفض)، فإن أقمارها الصناعية قد سُحبت بالفعل إلى داخل الغلاف الجوي، وبدأت
بالتساقط.
وقد رُصدت قطع ساقطة بالفعل من بعض
أقمار ستارلينك في بورتوريكو من قبل الجمعية الفلكية للكاريبي، لكن أحجام الأقمار
الصناعية -في العموم- صغيرة بحيث تحترق بالكامل في الغلاف الجوي، وبالتالي لا يوجد
ضرر محتمل من سقوطها على الأرض.
ما العاصفة الجيومغناطيسية؟
العاصفة الجيومغناطيسية هي اضطراب
كبير في الغلاف المغناطيسي للأرض، يحدث بسبب تبادل فعال للغاية للطاقة مع الرياح
الشمسية، وهي جسيمات مشحونة عالية الطاقة تنطلق من الشمس من حين لآخر.
وترتبط كبرى العواصف الجيومغناطيسية
بظاهرة تسمى الانبعاث الكتلي الإكليلي (Coronal mass
ejection)، وهو انفجار هائل على سطح الشمس يُطلق
حوالي مليار طن من الجسيمات المشحونة إلى الفضاء، وتتأثر الأرض إذا كان هذا
الانفجار في اتجاهها، وعادة ما يستغرق وصول أثره إلى الأرض عدة أيام، وفي هذه
الحالة حدث الانفجار الشمسي يوم 30 يناير/كانون الثاني الماضي وتأثرت به الأرض في
2 فبراير/شباط الجاري.
وبشكل عام، فإنه لم يرصد وجود آثار
ضارة لتلك العواصف الجيومغناطيسية على جسم الإنسان، لكن مع الانفجارات الشمسية
الشديدة يمكن أن تتأثر خطوط ومحطات الطاقة على الأرض وتتوقف عن العمل، وكذلك وسائل
الاتصالات وأنظمة الأقمار الصناعية وتقنيات تحديد المواقع.
دورة الشمس
وتتزايد احتمالات حدوث انفجارات
شمسية شديدة كلما اقتربت الشمس من ذروة نشاطها في دورة تحدث كل 11 سنة، تتنقل
خلالها الشمس بين حالة نشاط أعلى وحالة نشاط أدنى.
ومن المعروف أن الشمس تمرّ حاليا
بدورتها المُسجلة رقم 25، والتي بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2019-يناير/كانون
الثاني 2020، وتتجه في السنوات القادمة إلى ذروتها التي يُتوقع أن تحدث خلال عام
2025.
وتهتم وكالات الفضاء حاليا بهذه
الظاهرة، لأن عدد الأقمار الصناعية يتصاعد بشكل كبير، وكذلك تعتمد أنظمة الاتصالات
والملاحة على الأرض بشكل كامل على الأقمار الصناعية، ولذلك فإن انفجارا شمسيا
كبيرا قد يتسبب يوما ما في مشكلات كبيرة للبشر على الأرض.
(المصدر : الجزيرة / مواقع إلكترونية)
تعليقات
إرسال تعليق