تدور
حرب غير معلنة واغتيالات متبادلة بين سرايا "السلام" التابعة لزعيم
الكتلة الصدرية مقتدى الصدر، وبين "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي،
في محافظة ميسان جنوبي العراق، على خلفية الصراع السياسي بين القوى الشيعية
المنضوية فيما يعرف بالإطار التنسيقي والصدر بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.
وأرسل
الصدر وفدا إلى محافظة ميسان، بعد ليلة غاضبة عاشها أتباعه بسبب اغتيال القيادي في
سرايا "السلام" كرار أبو رغيف بعد إطلاق النار عليه عندما كان في سيارته
بصحبة زوجته، وقد شيع جثمانه بحضور حاشد لأتباع الصدر وسط مدينة العمارة مركز
المحافظة.
وقبل
ذلك، دعا الصدر في بيان إلى التهدئة وعدم السماح للصراع السياسي أن يتحول إلى
اقتتال شيعي شيعي.
وفي
المقابل، اعتبر الخزعلي في تغريدة أن الاغتيالات المتبادلة بين أتباعه وأتباع
الصدر "فتنة" ودعا العشائر إلى إعلان براءتها من مرتكبي هذه الجرائم.
وفي تغريدة أخرى، دعا إلى التعاون مع وفد الصدر للتحقيق في حوادث الاغتيالات
والاحتكام للقضاء العراقي حصرا.
بدوره،
وجه رئيس تحالف "الفتح" هادي العامري رسالة بشأن أحداث ميسان، وحذر من
الانجرار وراء الفتن والانصياع لمشاعر الغضب.
وقال
العامري في بيان "ما تشهده ميسان من حوادث دموية أمر يبعث على الأسى والقلق،
ويؤدي إلى سلب الشعور بالأمن والاستقرار" مشيرا إلى أنه حذر سابقا من حالات
التصعيد الذي قد تتسع معه دائرة العنف المتبادل ليأخذ مديات خطيرة "يصعب وضع
حد لها".
وأضاف
أن الاقتتال المحلي الذي أنفق لأجله "الأعداء" المليارات ولم ينجحوا،
ربما يقدم إليهم بهذه الطريقة مجانا وعلى طبق من ذهب، وحذر من "الانجرار وراء
الفتن والانصياع لمشاعر الغضب".
تفاعلات
واسعة
وأثار
الصراع المسلح الدائر بين هذين الفصيلين تفاعلات واسعة على مواقع التواصل في
العراق، حيث حذر مواطنون من تأثير الصراع المسلح على الأمن وسلامة سكان محافظة
ميسان وأهالي جنوب العراق عموما.
وقال
المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود حيدر، في رسالة وجهها إلى
"أصحاب القرار والسلاح في الوسط والجنوب" طالبهم فيها بـ "أخذ العبر
والدروس من الاقتتال الداخلي الكردي خلال سنوات التسعينات" ومن
"الاقتتال والدمار في المناطق ذات الأغلبية السنية" لافتا إلى أن
"الشرارة التي تتحول إلى لهيب ستحرق الجميع بلا استثناء".
وقال
النائب السابق محمد إقبال الصيدلي، عبر حسابه على تويتر "تصاعد مؤشرات التحول
من الصراع السياسي إلى العنف، والأشكال المدمرة، نتيجة حتمية لخلل بنيوي في طبيعة
النظام السياسي الذي وصل إلى مراحله النهائية".
وأضاف
"لا بديل جاهزا في العراق، وهذا ما يعمق الأزمة ويوسع آثارها" مشيرا إلى
أن "المشهد الأخير بدأ الإعداد له من مدة وسيسدل الستار على مزيد من الجماجم
والدم".
وعلق
الباحث فراس إلياس، عبر حسابه على تويتر، قائلا "رغم أنها حكومة تصريف أعمال،
إلا أنها ملزمة دستورياً بحفظ النظام العام".
وأضاف
"مؤسف أن يتحول رئيس الوزراء من ممارس لدور القائد العام للقوات المسلحة إلى
ممارس لدور شيخ العشيرة، وبدلاً من وضع حد لتدهور الوضع الأمني في ميسان، نراه
يتنقل بين مجالس العزاء، مقدماً التعازي هنا وهناك".
وبحسب
صحفيين ونشطاء ومدونين، فإن التصعيد بين الجانبين عاد إلى المشهد بعد اغتيال
"حسام العلياوي" الضابط بالشرطة وشقيق وسام القيادي في "عصائب أهل
الحق" الذي قتل مع أحد أشقائه خلال مظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 2019، واتهم
اتباع التيار الصدري بالمسؤولية عن قتله.
(المصدر
: الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي + وكالة سند)
تعليقات
إرسال تعليق