محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة ـ الراي
قال
ضابط إسرائيلي رفيع المستوى، إن الحرب في سورية «انتهت عملياً» بحلول بداية العام
2022. وأضاف أنه «وبعد أن انقشع غبار المعارك، تم خلط الأوراق من جديد، و(الرئيس
بشار) الأسد لا يزال يقيم أمام أنظارنا».
ونقل
تقرير للمحلل العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، عن المسؤول، أمس، أن «الأسد
يسيطر على معظم الأراضي السورية». لكن التقرير أشار إلى وجود ثلاث مناطق سيطرة
أخرى، تركية في الشمال، وكردية في الشمال الشرقي والبادية الشرقية، ومنظمات
معارضة، بينها «داعش» و«القاعدة» عند الحدود مع العراق والأردن.
وبحسب
تقديرات جهاز «الموساد»، فإنه جرت تغييرات ديموغرافية في سورية، مشيرة إلى «هزة
حقيقية ستؤثر بشكل كبير على سير الأمور، خصوصاً أن ملايين اللاجئين السُنة الذين
تفرقوا أثناء الحرب، إلى الدول المجاورة ودول أوروبية، لن يُسمح لهم بالعودة».
وأضاف
التقرير أن «هذه التغيرات الديموغرافية تُمكن نظام الأسد من الاعتماد على ولاء
طائفي». ولفت إلى أنه «هجرة السوريين السنة إلى الخارج مستمرة، خصوصاً من منطقة
درعا» الجنوبية.
وتابع
التقرير أن «حزب الله» أقام في هضبة الجولان غير المحتل «مواقع مراقبة وقواعد جمع
معلومات استخباراتية، بمساعدة الحرس الثوري الإيراني وشبكات من سكان المنطقة»، حيث
يقصف الجيش الإسرائيلي هذه المواقع بين حين وآخر، بالطائرات وبقذائف مدفعية
وبنيران قناصة، كونها قريبة من خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل.
كما
أشار التقرير إلى الضائقة التي يواجهها دروز سورية، ما أدى إلى تراجع تأييدهم
للنظام السوري، «لكن سيطرة النظام مجدداً في الجنوب من شأنها أن تؤدي إلى محاولات
من جانب دمشق للعودة إلى زيادة تأثيرها على دروز الجولان، ويتوقع أن يتعالى مجدداً
السؤال حول من المهيمن هناك: إسرائيل أم سورية».
وبحسب
تقديرات «الموساد» تثير الضائقة الاقتصادية في جبل الدروز قلقاً بين دروز إسرائيل
أيضاً، الذين جرت بينهم مبادرات لتقديم مساعدات لدروز سورية، مشيرة إلى أن هذه
الخطوة مرتبطة بخلافات داخل الطائفة الدرزية في إسرائيل، واعتبرت أنها «محاولة
لإحراج الزعيم الروحي للطائفة، الشيخ موفق طريف». وكان طريف زار موسكو، الأسبوع
الماضي، وطالب بالتأثير على نظام الأسد من أجل لجم ممارساته ضد الدروز.
في
السياق، توجه أعضاء كنيست من الطائفة الدرزية، إلى وزير الدفاع الإسرائيلي بيني
غانتس، طالبين فتح معبر القنيطرة من أجل نقل شحنات إغاثة لدروز سورية، لكن الجيش
الإسرائيلي و«الشاباك» تحفظا «خشية من استغلال السوريين والإيرانيين فتح المعبر
والمبادرة إلى خطوات تآمرية بين دروز الجولان»، وفق التقرير.
تعليقات
إرسال تعليق