اتّجهت
الأنظار في بيروت إلى ما يشبه «المبارزة» بين «حزب الله» والسلطات اللبنانية
الممثَّلة بوزير الداخلية بسام مولوي، الذي كان أصدر تعليمات بمنع انعقاد مؤتمرين
لجماعات بحرينية مناوئة للمنامة قبل أن يعلن الحزب احتضانه لها واستضافته لنشاطها
في احد المنتديات العائدة له.
وتتوِّج
المبارزةُ، التي بدأت مساء أمس وتُستكمل اليوم، «كراً وفراً» بين مولوي و«حزب
الله» بعدما كان تم التداول بدعوة لعقد نشاطين في لبنان بتاريخ 11 و14 فبراير في
فندق الساحة على طريق المطار (في الضاحية الجنوبية لبيروت) عملت على منعهما وزارة
الداخلية، التي أكدت انهما «يتعرضان بالإساءة إلى السلطات الرسمية البحرينية ولدول
الخليج العربي، ويعرقلان تالياً الجهود الرسمية من الدولة من أجل تعزيز العلاقات
مع دول الخليج في ظل المبادرة الكويتية التي التزمت الدولة إزاءها القيام بكافة
الإجراءات المانعة للتعرض اللفظي أو الفعلي للدول العربية الشقيقة».
ورغم
أن إدارة فندق الساحة أعلنت إلغاء استضافة المؤتمرين، لأن «الإدارة لم تكن تعلم
بموضوعهما وبأنهما يتناولان موضوعاً سياسياً محدداً»، فإن الجماعات المناوئة
عاودت، في تحدٍّ للسلطات اللبنانية، تحديد موعد جديد للمؤتمرين في 14 و15 فبراير
على ان يقاما في «مسرح رسالات» في منطقة الرحاب قرب السفارة الكويتية.
وبعد
التشاور بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومولوي، عاودت الداخلية الإعلان عن إجراءات
لمنع المؤتمرين انسجاماً مع مقتضيات المبادرة الكويتية، وأوعزت إلى الأجهزة
الأمنية بإجراء الاستقصاءات اللازمة وجمع المعلومات عن المنظمين والداعين في إطار
السعي إلى الحؤول دون انعقاد النشاطين تجنباً للإساءة إلى العلاقة مع دول الخليج.
وسريعاً
دخل «حزب الله» على الخط، في موقف علني انطوى على تحدٍ مكشوف، إذ انبرى نائب الحزب
حسن فضل الله لمخاطبة وزير الداخلية، قائلاً «الأمر لا يحتاج إلى استقصاءات
فرسالات» (مكان إقامة النشاط) تعود إلى حزب الله».
وفيما
عقدت جمعية «الوفاق» المصنّفة إرهابية من المنامة لقاءً مساء أمس في الضاحية
الجنوبية، عشية ندوة ثانية مقرَّرة اليوم في المكان عيْنه، بدت بيروت أمام اختبارٍ
صعب لجهة فرْض منْع عقد النشاطيْن، وما يعبّر عنه تكرار تنظيم مثل هذه اللقاءات
رغم قرار سابق بترحيل أعضاء «الوفاق» الموجودين في بيروت، لجهة تظهير عجْزها. وما
فاقم من «متاعب» لبنان ذهاب «حزب الله» بعيداً في استفزازه للسلطات الرسمية عبر
رفعه راية تضامن مع الحوثيين قبل أيام في منطقة عين بورضاي، القريبة من مدينة
بعلبك شرق لبنان، خلال احتفال شارك فيه وفد من الحوثيين. وتبيّن أن راية التضامن
مع الحوثيين لم تُرفع فوق«تلة الكويتيين» في عين بورضاي، وهي التلة التي سميت كذلك
نسبة إلى مشروع عقاري لم يستكمل لمستثمرين كويتيين تعرضوا لعملية احتيال، إنما على
تلة أخرى (تلة مهنا) في منطقة عين بورضاي نفسها.
«الراي»
تعليقات
إرسال تعليق