رسائل روسية مفاجئة لأنقرة وتل أبيب بسبب أوكرانيا..

قال كاتب إسرائيلي، إن روسيا بدأت، من سوريا، بتوجيه رسائل إلى كل من تركيا وإسرائيل وأمريكا، على خلفية ملفات سياسية تتعلق بأوكرانيا. وأوضح "تسفي برئيل"، في مقاله بصحيفة "هآرتس"، أن لقاء شخصيات روسية رفيعة زعماء "الحكم الذاتي" الكردي في سوريا، رغم أنها تجنبت الضغط لانضمامهم للعملية السياسية، هو رسالة لتركيا.

وأضاف: "في منظومة العلاقات الحساسة لها مع تركيا يبدو أن أي ذكر للأكراد في سوريا، مع حل سياسي في الوقت نفسه، سيرفع من درجة الحرارة في تركيا التي تعتبرهم منظمة إرهابية".

فقد أظهر نائب وزير الخارجية الروسي، "ميخائيل بوغدانوف"، اهتماما سياسيا مثيرا، حين قال: "روسيا تعتبر إشراك الأكراد في سوريا في العملية السياسية أمراً حيوياً يستهدف منع الانفصال، وبناء دولة سورية موحدة".

ويقول "برئيل" إن الخطوة الروسية التي جاءت "فجأة"، رد على إرسال تركيا مساعدات عسكرية لأوكرانيا وتزودها بطائرات مسيرة حربية ومتطورة، وفيما "يتجول مستشارون أتراك في كييف، فهذا يعني أن الوقت قد حان لتذكير الأتراك بأن كييف هنا، أي في دمشق وفي أنقرة أيضاً".

رسائل لإسرائيل

رسالة روسيا لإسرائيل جاءت هي الأخرى حين قامت طائرات سلاح الجو الروسية الموجودة في قاعدة "حميميم" بمحافظة اللاذقية، في يناير/كانون الثاني الماضي، بدورة مشتركة مع سلاح الجو السوري، وحلقت فيها فوق هضبة الجولان المحتلة.

وردت موسكو على استفسارات إسرائيلية بالحديث عن أنها "دوريات ستستمر" ضمن التعاون الروتيني بين سلاحَي الجو السوري والروسي، وفق الكاتب.

وقبل أسبوعين من ذلك، أعلن جنرال روسي بأن القاذفات الروسية من نوع "تو. 22 إم 3" الموجودة في قاعدة حميميم "يمكنها مهاجمة أي هدف في البحر المتوسط". ويرى "برئيل" أن رسالة روسيا هي أن إسرائيل "إذا كانت تنوي مساعدة أنقرة بالسلاح فسوف تتقلص حرية عمل إسرائيل في سوريا".

وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، "ماريا زخاروفا"، على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في سوريا، قائلة: "هذا مس صارخ بسيادة سوريا، وقد تؤدي الهجمات إلى تصعيد حاد في التوتر… لذلك، هي تعرض مرور الطائرات المدنية للخطر".

وأمام التحرك الروسي، نشرت إسرائيل بياناً ستمنع بحسبه نقل السلاح إلى أوكرانيا من دول البلطيق التي تشتري منها السلاح. "هجمات إسرائيل الأخيرة ضد سوريا تدل على اطمئنان روسي بعدم نية إسرائيل التنازل عن المجال الجوي السوري لصالح مساعدة أوكرانيا"، يقول الكاتب.

ويضيف: "لمزيد من الأمان، نشرت روسيا بأن طائرة مسيرة انتحارية متقدمة من نوع لنسيت 3 دخلت إلى النشاط على حدود سوريا لمكافحة الإرهاب. استخدام المسيرات الروسية غير جديد، لكن المدى ووزن الرأس المتفجر الذي تحمله هذه الطائرة سيكون بحاجة إلى الحذر الزائد، خصوصاً تنسيقات إضافية ومقيدة مع القاعدة الجوية الروسية".

ويعتبر "برئيل" أن الرسائل العسكرية الموجهة لإسرائيل موجهة أيضاً لواشنطن، التي تعمل طائراتها شمالي سوريا.

وفي السنتين الأخيرتين تم الإبلاغ عن عدة حالات أوشك فيها حدوث تصادم بين طائرات أمريكية وطائرات روسية في سماء سوريا.

ويختم الكاتب بالقول إن "روسيا تعمل الآن في معركة واحدة، وهي إعادة مكانتها التاريخية. وكل الجبهات الأخرى في أوكرانيا أو في سوريا أو في ليبيا ليست سوى حبات في هذه المسبحة".

(المصدر : الخليج الجديد)

 

تعليقات