قالت
مؤسسة بروكينغز إن عددا من المراقبين بمن فيهم وزيرة الخارجية الأميركية، مادلين
أولبرايت، يتوقعون أن تكون أوكرانيا "أفغانتسان ثانية" للرئيس الروسي
فلادمير بوتين.
وكانت
هزيمة الروس في أفغانستان عاملا رئيسيا في تفكك حلف وارسو، وفي نهاية المطاف، تفكك
اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية، بحسب تحليل المؤسسة غير الربحية، ومقرها
في العاصمة الأميركية "واشنطن".
ويشير
كاتب التحليل، الخبير في الشؤون الخارجية، بروس ريدل، إلى أن روسيا قد تواجه
مقاومة أوكرانية كبيرة مشابهة لما واجهته في أفغانستان.
وكان
الرئيس الروسي، فلاديمر بوتن، وصف تفكك حلف وارسو بعد الهزيمة في أفغانستان بأنه
"أعظم كارثة جيوسياسية في هذا القرن". ويتابع الكاتب أن الشعب الأفغاني
دفع ثمنا باهضا للحرب، إذ قتل ما لا يقل عن مليون أفغاني، وفر خمسة ملايين لاجئ
إلى باكستان وإيران، لكنهم انتصروا في النهاية.
وفي
1979، دخلت قوات الاتحاد السوفياتي أفغانستان في محاولة لدعم النظام الموالي
للسوفيات الذي أنشئ في كابل. وسيطر ما يقرب من 100 ألف جندي سوفياتي على المدن
الكبرى والطرق السريعة، وفق تقرير من مجلة "ذي أتلنتيك". وتضيف المجلة
في تقريرها أن التمرد الأفغاني كان سريعا وواسع النطاق، وتعامل السوفييت بقسوة مع
"المجاهدين الأفغان". وفي 15 فبراير 1989، أعلن الاتحاد السوفيتي انسحاب
كامل قواته بشكل رسمي من أفغانستان.
ويقول
الكاتب أن الحرب في أوكرانيا لكي تعيد نفس تجربة الأفغان لابد لها من عوامل نجاح
ومنها مقدار الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وهل
الأوكرانيون مستعدون لدفع الثمن؟...... ويخلص الكاتب إلى أن غزو أوكرانيا قد يكون
كارثة جيوسياسية أخرى لروسيا، ولكن فقط إذا حظيت المقاومة الأوكرانية بالمساعدة.
وكانت
روسيا قد شنت غزوًا واسع النطاق لأوكرانيا الخميس، وشنت غارات جوية على مدن وقواعد
عسكرية وأرسلت قوات ودبابات من اتجاهات متعددة في خطوة يمكن أن تعيد كتابة المشهد
الجيوسياسي للعالم.
وتجاهل
بوتين الإدانات العالمية والعقوبات الجديدة المتتالية عندما أطلق العنان لأكبر حرب
برية في أوروبا منذ عقود، وأشار بشكل مخيف إلى ترسانة بلاده النووية. وهدد أي دولة
تحاول التدخل في "عواقب لم ترها من قبل".
وفي
واشنطن، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن فرض عقوبات جديدة على روسيا، قائلا إن
بوتين "اختار هذه الحرب" وإن بلاده ستتحمل عواقب تصرفاته. وقال إن
العقوبات ستستهدف البنوك الروسية والأوليغاركية والشركات التي تسيطر عليها الدولة
وقطاعات التكنولوجيا الفائقة، مضيفا أنها تهدف إلى عدم تعطيل أسواق الطاقة
العالمية. وتعتبر صادرات النفط والغاز الطبيعي الروسية من مصادر الطاقة الحيوية
لأوروبا.
(المصدر:
الحرة)
تعليقات
إرسال تعليق