بينما
يكسر إطلاق الصواريخ، الصمت الذي كان سائدا في صباح هادي في كييف، مستهدفة مواقع
روسية قريبة من هوستوميل، يكشف جنود أوكرانيون، أن ما يطلقونه هي في الواقع صواريخ
روسية استولوا عليها خلال الأيام الماضي.
ويوضح
الضابط المتقاعد يوري غولودوف، 69 عاما، نائب قائد وحدة تابعة لقوات الدفاع
الأوكرانية متخصصة في الاستيلاء على المعدات العسكرية الروسية وإعادة استخدامها،
أنهم أرسلوا الليلة الماضية للقوات المسلحة الأوكرانية "24 صاروخا من طراز
"أوراغان"، كانت في طريقها إلى هنا لإطلاقها على مدننا"، بحسب ما
تنقل عنه شبكة "سي أن أن".
يقول
غولودوف: "لقد استولينا على هذه الصواريخ قبل أن تستخدمها القوات الروسية،
وسلمناها للجيش الأوكراني في الليل، والآن نطلقها على العدو الذي كان سيطلقها
علينا".
ويلعب
غولودوف، وهو ضابط سابق في البحرية الأوكرانية، دورا رئيسيا في إعادة استخدام
المعدات العسكرية التي تخلى عنها الجيش الروسي أثناء انسحابه من بعض المواقع، أو
التي تم الاستيلاء عليها منه.
ويقود
غولدوف، فريقنا يعمل في ساحة خردة عسكرية، في مكان غير معروف للعامة، في كييف، حيث
يتولى إصلاح وإعادة طلاء المعدات العسكرية الروسية لاستخدامها من قبل القوات
الأوكرانية.
حياة
ثانية للأسلحة التالفة
وتقول
شبكة "سي أن أن" إنها عندما زارت ساحة الخردة العسكرية، كان الفريق يرسم
العلم الأوكراني للتغطية على الرموز العسكرية الروسية على عربة دعم مدفعية تستخدم
لرصد الأهداف.
ويقول
غولدوف إنهم سيعيدون هذه المركبة لخط المواجهة، لكن لاستخدامها في نقل الجرحى،
مشيرا إلى أنها "ستساهم بشكل كبير في المجهود الحربي، حيث يمكنها تجاوز أي
مستنقعات أو ثلوج."
والكثير
من المعدات التي يستخدمها الجيش الروسي مماثلة أو شبيهة بتلك التي يستخدمها الجنود
الأوكرانيون، لذلك فهم على دراية بكيفية تشغيلها بشكل جيد.
ويقول
غولدون: "كل الأسلحة في حالة صالحة للعمل، قد يبدو سلاحا قديما، ولكن في
الواقع إذا استخدمناه بشكل صحيح فسوف يخدمنا لفترة طويلة".
يقول
غولودوف إن كتيبته مسؤولة أيضا عن الاستيلاء على بعض المعدات العسكرية الروسية،
موضحا "نحن كتيبة من القوات الخاصة للاستطلاع العميق تعمل خلف خطوط العدو، ومهمتنا
هي وقف تزويد الجيش الروسي بالذخيرة والوقود والغذاء".
ضبط
أسلحة روسية
وفي
ساحة الخردة العسكرية، تبدو شاحنة وقود تابعة للجيش الروسي جاهزة لإعادة الانتشار،
فضلا عن ناقلة جند مدرعة تم الاستيلاء عليها، تنتظر مهمتها التالية. وبحسب
غولودوف، فقد استولت وحدته على الناقلة عندما هاجمت رتلا روسيا، موضحا
"أطلقنا النار على السيارة الأولى، وعندما انفجرت توقف صف المدرعات وهرب
الجنود الروس، فاستولينا على عتادهم العسكري".
وفقا
لغولودوف ورجاله، فإن هذا المشهد تكرر كثيرا في ساحات المعارك. حيث أن
"الجنود الروس خائفون ومحبطون. إنهم يخشون الافتراق عن بعضهم البعض"،
مشيرا إلى بعضهم "يبدون صغارا وعديمي الخبرة، ومعظمهم لا يعرفون أو يفهمون
سبب وجودهم هنا". في المقابل، لم يكن لدى معظم من ينتسبون الآن إلى قوات
الدفاع الإقليمية الأوكرانية أي نوع من التدريب العسكري قبل الغزو الروسي.
"أسطورة
وهمية"
وفي
جزء آخر من المنشأة العسكرية، يتدرب جنود مسلحون ببنادق "أي كيه-47"،
لمواجهة محتملة مع القوات الروسية.
ينظر
غولودوف، بفخر لهذه المجموعة، مشيرا إلى أنه أمضى بعض الوقت مع الأسطول الشمالي
للاتحاد السوفيتي في مورسمانسك، شمال غرب روسيا، "وأعرف ما تستطيع القوات
الروسية القيام به".
ويقول
إنه لم يفاجأ بمدى نجاح أوكرانيا في مواجهة الصعوبات التي تبدو مستعصية على الحل،
مضيفا أن "قوة الجيش الروسي ليست أكثر من أسطورة وهمية"، مشددا على أنه
واثق من انتصار أوكرانيا في الحرب.
(المصدر:
الحرة)
تعليقات
إرسال تعليق