"عمل هائل".. تكتيكات القوات الأوكرانية التي أوقفت الروس

السكان المحليون يحملون أكياسًا مليئة بالرمال
أثناء بناء حاجز لنقطة تفتيش في أوديسا 

قال مسؤولو دفاع غربيون إن أوكرانيا تستخدم تكتيكات مقاومة دقيقة، تمكنت من خلالها من عرقلة تقدم القوات الروسية، ولاسيما في ضواحي شمال غرب وشرق كييف. وأرجع بعضهم نجاعة الجيش الأوكراني والمقاومة الشعبية إلى معرفتهم الجيدة بأرضهم، والتدريبات التي تلقاها الجنود الأوكرانيون في الولايات المتحدة، بعد 2014.

كمائن خلفية

يقول خبراء عسكريون إن ضرب القوات الروسية ونصب الكمائن خلف خطوط العدو بوحدات سريعة الحركة، غالبًا في الليل، أثبت أنه من بين التكتيكات الميدانية الأكثر فاعلية إضافة إلى العثرات اللوجستية التي لم يتمكن الروس من التغلب عليها، ويضيفون أن "هذه التكتيكات تضعف معنويات القوات الروسية".

وقال العقيد جون بارانكو من المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث مقره نيويورك: "إنهم يقومون بعمل هائل". وعبر عن ذلك بالقول: "لقد طور الأوكرانيون جيشًا كفؤًا للغاية مع قيادة جيدة وقاعدة متحمسة كثيرا".

وقال بارانكو، الذي أشرف على العمليات الأولية لمشاة البحرية الأميركية في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 وخدم في العراق، إن روسيا أخطأت في تقدير مرونة وقدرة القوات البرية الأوكرانية والتصميم الذي سيظهره الأوكرانيون في الدفاع عن أراضيهم.

وقال إنه عندما حلل القوات الروسية المنتشرة على طول الحدود الأوكرانية في فبراير، قبل الغزو، قلل من احتمال شنها هجوما ناجحا واسع النطاق. وقال "يبدو أن خطة هجوم الكرملين ربما تمت كتابتها في عام 2014، لقد أمضى الأوكرانيون ثماني سنوات في بناء جيشهم وتدريبهم".

الدور الأميركي

عزا بارانكو الفضل في نجاح القوات الأوكرانية إلى التدريب الذي تلقاه الأوكرانيون منذ عام 2014 من قبل وحدات الحرس الوطني الأميركي من كاليفورنيا وولايات أخرى في تكتيكات الوحدات الصغيرة.

وخلال الـ 48 ساعة الماضية، كافحت القوات الروسية لمواصلة العمليات الهجومية شمال غرب وشرق كييف وفقدت الكثير ميدانيا،و مع إعادة احتلال القوات البرية الأوكرانية للأراضي التي فقدتها، وفقًا لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، يقول الأوكرانيون إنهم تمكنوا الآن من تطويق بلدات بوتشا وإيربين وقرية هوستوميل شمال غربي كييف التي تحتلها روسيا.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، استعاد الأوكرانيون قرية ماكاريف ذات الموقع الاستراتيجي خارج كييف. ويعود جزء كبير من النجاح إلى استهداف الأوكرانيين لخطوط الإمداد الروسية التي تواجه تحديات بالفعل.

الروس.. من الهجوم إلى الدفاع فقط

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الأوكرانيين سيستمرون على الأرجح في استهداف الأصول اللوجستية في المناطق التي تسيطر عليها روسيا، مما يجبر الروس على "إعطاء الأولوية للدفاع عن سلسلة التوريد الخاصة بهم وحرمانهم من إعادة الإمداد التي تشتد الحاجة إليها".

كما أكد مسؤولون دفاعيون بريطانيون، الجمعة، أن أوكرانيا أعادت احتلال البلدات الواقعة شرقي كييف. وقالوا في تحديث للمخابرات العامة: "الهجمات المضادة الأوكرانية، وتراجع القوات الروسية عن خطوط الإمداد الممتدة ، سمحت لأوكرانيا بإعادة احتلال البلدات والمواقع الدفاعية حتى 35 كيلومترًا شرق كييف".

وأضافوا "في جنوب أوكرانيا، لا تزال القوات الروسية تحاول الالتفاف على ميكولايف وهي تتطلع للتوجه غربًا نحو أوديسا، مع إبطاء تقدمها بسبب المشكلات اللوجستية والمقاومة الأوكرانية". ويبدو أن القوات الروسية تستعد أيضًا لمواقع دفاعية حول كييف، جاهزة لحرب استنزاف.

وكان مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية قد قال الاثنين إن الطيران وأنظمة الدفاع الجوي صدت حتى الآن محاولات الجيش الروسي للسيطرة على الأجواء الأوكرانية التي دافع الطيارون الأوكرانيون عنها "ببراعة كبيرة".

وضاعفت روسيا عملياتها الجوية والبحرية في مواجهة مقاومة القوات الأوكرانية، بحسب المسؤول الأميركي، لكن هذه العمليات لا تتجلى في قتال جوي، إذ يميل سلاح الجو الروسي إلى إطلاق صواريخ جو - أرض على أهداف أوكرانية من المجال الجوي الروسي أو البيلاروسي.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت إذاعة "فويس أوف أميركا" أن صور الأقمار الصناعية التي نشرتها شركة "ماكسار تيكنولوجيز"، وهي شركة لتكنولوجيا الفضاء ومراقبة الأرض، تظهر الجنود الروس وهم يبنون حواجز ترابية واقية بالقرب من قرى بيريتيانكا وزديفزيفكا، وكذا أوزيرا، شمال غرب كييف، وحول قاعدة أنتونوف الجوية. وقال مسؤولون غربيون إنه من المحتمل أن يكون بناء السواتر الترابية للحماية من الهجمات المضادة الأوكرانية.

وقال بارانكو لإذاعة طفويس أوف أميركا" إن الأوكرانيين أرضهم، فقد يكونون قد فكروا في هذا الأمر لفترة طويلة "لذلك يتفوقون على الروس على مستوى الوحدات الصغيرة".

اعتراف روسي وتنازل عن الأهداف

وفي وقت سابق من الجمعة، أقرّ الجيش الروسي بمقتل 1351 من جنوده منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، متّهمًا الدول الغربية باقتراف "خطأ" عند تسليمها أسلحة لكييف.

وفي إيجاز صحافي في موسكو أعلن مسؤولون عسكريون بارزون أول حصيلة محدثة للخسائر الروسية منذ أسابيع، وأضافوا أن 3825 جنديا جرحوا.

وقال نائب رئيس هيئة الأركان سيرغي رودسكوي "نعتبر أن تزويد الدول الغربية كييف بأسلحة خطأ كبير". وأضاف "هذا يطيل أمد النزاع ويزيد عدد الضحايا ولن يتمكن من التأثير على نتيجة العملية".

(الحرة)

تعليقات