قالت
صحيفة واشنطن بوست (The
Washington Post)
إن الحرب الدائرة رحاها الآن في أوكرانيا ثبت أنها مميتة بشكل غير عادي للجنرالات
الروس الذين استهدفتهم القوات الأوكرانية بشدة، وفتكت بهم بمعدل لم نشهده منذ
الحرب العالمية الثانية.
ويقول
مسؤولون أوكرانيون إن قواتهم قتلت 7 جنرالات روس في ساحات المعركة، سقطوا برصاص
القناصة أو نتيجة تفجيرات واشتباكات مباشرة.
وترى
الصحيفة أن هذا إن ثبتت صحته، إضافة إلى مقتل العديد من كبار قادة الجيش والبحرية
الروسية خلال 4 أسابيع فقط من القتال، يتجاوز معدل الاستنزاف الذي شوهد في أسوأ
شهور القتال خلال حرب الشيشان الدموية التي دامت 9 سنوات وفي الحملات الروسية
والسوفياتية بكل من أفغانستان وجورجيا وسوريا.
وقال
مسؤول غربي كبير متحدثا للصحفيين حول الموضوع "إنه أمر غير معتاد
للغاية" مؤكدا أسماء الجنرالات السبعة المقتولين ورتبهم وحالة "قتلهم
خلال العمليات العسكرية".
وقد
أكد ماركيان لوبكيفسكي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أن ما لا يقل عن 15
من كبار القادة الروس قتلوا بالميدان. وقدر مسؤولو حلف شمال الأطلسي (الناتو) في
وقت سابق هذا الأسبوع أن ما يصل إلى 15 ألف جندي روسي قتلوا في 4 أسابيع من الحرب،
وهو رقم "مرتفع للغاية" في وقت قدمت روسيا رقما أقل بكثير حيث ذكرت الجمعة
أن 1351 فقط من جنودها لقوا مصرعهم ولم تؤكد مقتل أي من جنرالاتها.
وأشارت
الصحيفة الأميركية إلى أنه إذا ثبت أن أعداد كبار القادة القتلى دقيقة فإن الجنرالات
الروس إما غير محظوظين للغاية، أو أنه تم استهدافهم بنجاح أو كلا الأمرين.
ويُعد
إطلاق النار على الجنرالات -تضيف الصحيفة- تكتيكا مشروعا للحرب، وقد تبناه
المسؤولون الأوكرانيون علنًا مؤكدين أن قواتهم ركزت على إبطاء التقدم الروسي
ميدانيا من خلال تركيز النيران على وحدات القيادة والسيطرة الروسية بالقرب من
الخطوط الأمامية.
ويشير
بعض الخبراء إلى أن الجيش الروسي كافح من أجل الحفاظ على اتصالاته آمنة، وأن وحدات
المخابرات الأوكرانية حددت أهدافها بسبب إهمال القوات الروسية واستخدامها أجهزة
غير مشفرة حيث وردت تقارير عن جنود روس يستخدمون هواتف محمولة.
ويقول
البنتاغون ومسؤولون غربيون آخرون إن الجنرالات الروس يخدمون عموما قرب الخطوط
الأمامية مقارنة بنظرائهم بحلف الناتو، وبالنظر لطبيعة وبنية القوات الروسية فإن
الجيش مليء بكبار الضباط مما يجعل قابلية استبدال هؤلاء والتخلي عنهم أكبر.
احتواء
الفوضى
كما
يؤكد محللون عسكريون ومسؤولو استخبارات غربيون -تضيف واشنطن بوست- أن الجنرالات
الروس بأوكرانيا قد يكونون أكثر انكشافا، ويخدمون بالقرب من الجبهة نظرا لضراوة
المعارك وحرصا على احتواء أي فوضى في صفوف الجيش.
وذهب
أحد المسؤولين الغربيين إلى أن هناك حاجة للجنرالات الروس في الجبهات للدفع قدما
بالقوات الروسية "المرعوبة" بما في ذلك المجندون حديثا الذين أمر الرئيس
فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الشهر بسحبهم من ساحات المعارك بعد أن تعهد قبل
ذلك علنًا بعدم نشرهم.
ويقول
مسؤولون في البنتاغون وحلف الناتو وغربيون إن الجيش الروسي في أوكرانيا يقاتل
بمعنويات ضعيفة، وذكر مسؤول غربي وصحفي أوكراني قبل أيام أن جنودا روسا أقدموا على
مهاجمة وإصابة قائدهم بجروح بعد أن تكبد لواؤهم خسائر فادحة في القتال خارج
العاصمة كييف.
(المصدر
: واشنطن بوست / الجزيرة)
تعليقات
إرسال تعليق