ستقدم
واشنطن أحدث ما في ترسانتها العسكرية -من طائرات مسيرة بدون طيار
"درونز" التي تختلف عن غيرها من الطائرات المسيرة المعروفة داخل وخارج
الولايات المتحدة- للقوات الأوكرانية لمساعدتها في مواجهة القوات الروسية.
وتعد
طائرات "سويتش بليد" (Switchblade)
-المزمع تقديمها لأوكرانيا- طائرات من الجيل الحديث، وتختلف كثيرا عن المسيرات
التي اعتاد الأميركيون عليها مثل "بريداتور" (Predator) و"ريبر" (Reaper)
التي مثلت صفوة الطائرات المسيرة التقليدية التي تحمل صواريخ وتقوم بمهام هجومية
على أهداف مادية أو بشرية، إضافة لمهام الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية.
وزادت
أهمية الدرونز في الحروب حول العالم خلال السنوات الماضية، وكانت لها أدوار فاصلة
في حسم بعض الصراعات مثل الصراع بين أذربيجان وأرمينيا على إقليم ناغورني قره باغ،
كما استخدمتها واشنطن في تصفية عدد من كبار قادة تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة
الإسلامية، إضافة لتصفية زعيم فيلق القدس السابق الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
ويقول
خبراء عسكريون إن الإنفاق العالمي على الطائرات المسيرة شهد زيادة ضخمة خلال
السنوات القليلة الماضية حيث استثمرت الجيوش نحو 98 مليار دولار في هذه
التكنولوجيات.
تستعرض
الجزيرة نت -من خلال سؤال وجواب- أهمية وطبيعة هذه المسيرة، وكيف يمكن لها أن تغير
وجه سير المعارك داخل أوكرانيا.
لماذا
تقدم واشنطن طائرات درونز لأوكرانيا؟
عقب
إلقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة أمام جلسة افتراضية مشتركة لمجلسي
النواب والشيوخ الأميركيين الأربعاء الماضي، أكد الرئيس جو بايدن أن الولايات
المتحدة سترسل طائرات "درونز" لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد
الغزو الروسي.
وقال
بايدن "الشعب الأميركي يستجيب لدعوة الرئيس زيلينسكي بمنح أوكرانيا المزيد من
المساعدات والمزيد من الأسلحة للدفاع عن نفسها، مساعدتنا ستشمل كذلك الطائرات بدون
طيار، مما يدل على التزامنا بإرسال أحدث ما لدينا من أسلحة متقدمة".
وجاءت
كلمات بايدن متسقة مع تعهداته السابقة بقيام واشنطن بكل ما في وسعها من أجل إلحاق
الهزيمة بالقوات الروسية في أوكرانيا.
ما
أنواع هذه الطائرة التي تنوي واشنطن إرسالها لكييف؟
سترسل
الولايات المتحدة 100 طائرة، وتضم طرازين، الخفيفة "سويتش بليد 300"
والمتوسطة "سويتش بليد 600" في حين لم تفرج شركة
"أيرفيرونمينت" (AeroVironment) بالاتفاق مع وزارة الدفاع
(البنتاغون) عن صور الطراز الثالث والأكبر منها بعد.
والطراز
الأصغر مصمم لضرب أهداف دقيقة أو بشرية، في حين تتعامل الطرازات المتوسطة مع
المدرعات أو الدبابات أو السفن. ولم يعرف بعد ما هي الطرازات التي يتم إرسالها إلى
أوكرانيا.
ويزن
الطراز الأصغر ما يقرب من 2.7 كيلوغرام، وطوله 60 سنتيمترا، ويمكنه التحليق لمدة
15 دقيقة. في حين يزن الأوسط حوالي 22 كيلوغراما، ويمكنه الطيران لمدة 40 دقيقة
ضمن نطاق 25 ميلا.
وتصل
سرعة هذه الطائرات إلى 65 ميلا في الساعة، وهي مزودة بكاميرات وأنظمة توجيه متقدمة
وتستخدم لمرة واحدة، مما يعني أنها تنفجر بعد إصابة هدفها ولا يمكن استردادها بعد
إطلاقها.
هل
استخدمت روسيا وأكرانيا الدرونز في حربهما الجارية؟
استخدمت
روسيا وأوكرانيا طائرات مسلحة بدون طيار في القتال الجاري، وتمتلك القوات
الأوكرانية بالفعل أسطولا من المسيرات التركية الصنع من طراز بيرقدار (Bayraktar) التي تسقط أسلحة موجهة بدقة.
ونفذ
الأوكرانيون هجمات ناجحة بشكل غير متوقع خلال الأيام الأولى بعد بدء الحرب، إلا
أنه وبعد تمكن الروس من إيصال نطاق دفاعاتهم الجوية إلى داخل أوكرانيا، لم تلعب
هذه الطائرات نفس الدور الهام الذي لعبته مبكرا، حسبما قال جاك واتلينغ الخبير
العسكري بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن.
من
ينتج هذه الطائرات؟ وما سعرها؟
تنتج
هذه الطائرات لحساب البنتاغون شركة "أيرفيرونمينت" وقد ارتفعت قيمة
الشركة السوقية بما يزيد على 150 مليون دولار فور الإعلان عن تسليم 100 طائرة
لأوكرانيا من إنتاج الشركة التي تتخذ من ولاية فيرجينيا المجاورة للعاصمة واشنطن
مقرا.
ويبدأ
سعر الطراز الأصغر من 6 آلاف دولار للطائرة الواحدة، وهذه تكلفة محدودة خاصة مع
مقارنتها بـ 150 ألف دولار تكلفة صاروخ هيلفاير الذي تحمله الدرونز التقليدية.
ما
خصائص هذه المسيرات القتالية؟
هذه
الطائرات المسيرة لا تطلق الصواريخ بل هي صواريخ بذاتها، ولكن على عكس الصواريخ
النموذجية، يمكن لهذه الطائرة الدوران فوق الهدف وانتظار اللحظة المثالية والضرب
بدقة شديدة.
وتمتلك
هذه الطائرات خاصية الجمع بين القدرات الفائقة لأنظمة الطائرات المسيرة التقليدية،
وقدرات إضافية لنظام الصواريخ المتغيرة من خلال برنامج "إس 2 إس"(S2S) حيث يتم نقل إحداثيات "جي بي إس" (GBS) الهدف المكانية على الفور من الطائرة إلى المُشغل البشري. ويمكن
برمجتها لضرب الأهداف دون تدخل بشري (روبوت + ذكاء اصطناعي) مما يقلل من وقت اتخاذ
القرار وضرب الهدف.
ولماذا
يطلق عليها اسم كاميكازي؟
ترتبط
الكلمة اليابانية "كاميكازي" بوحدة هجوم يابانية خاصة خلال الحرب
العالمية الثانية حيث كان الطيارون العسكريون يحطمون طائراتهم المقاتلة بتفجيرها
في الهدف الذي كان بالأغلب سفنا حربية.
وتعد
مهمات "سويتش بليد" انتحارية في طبيعتها، فهي قنبلة روبوتية في جوهرها
ولا تحمل صواريخ تنطلق منها، إذ إنها بالفعل صاروخ أو قنبلة متفجرة تنفجر في الهدف
المحدد حتى يحين الوقت المناسب لتنفيذ الضربة. ويمكن اعتبارها مزيجا من صواريخ
كروز الموجهة والطائرات المسيرة بالوقت ذاته.
وما
أهمية هذه الطائرات في حرب أوكرانيا؟
توفر
هذه الطائرات الدعم الجوي لوحدات القوات البرية الصغيرة في حال الافتقار لأسطول
جوي تقليدي، كما الحال حاليا في أوكرانيا التي تم تدمير الكثير من مطاراتها، كما
تمت إصابة وتعطيل أغلب طائراتها، طبقا للبيانات الرسمية الروسية.
هل
يمكن لأجهزة الرادار الروسية أن تكتشفها وتسقطها؟
تشمل
دفاعات طائرات "سويتش بليد" برامج تشويش إلكتروني متقدمة وطرق مختلفة
لعرقلة رصدها وإسقاطها، وهناك تقنيات وتكتيكات لتجاوز كل دفاع ممكن.
وكيف
تفيد "سويتش بليد" الجانب الأوكراني؟
ستكون
هذه الطائرة إضافة هامة لدعم قوة نيران الجيش الأوكراني، وستسمح له ببعض التفوق في
ساحة المعركة الجوية، فهي من الصعب رؤيتها خاصة ساعات الليل، ولا يمكن للروس سماع
صوتها، ولا يعرفون موعد قدومها، إضافة للقدرة على استهداف أهداف حيوية صغيرة
الحجم.
ولأن
هذه الطائرات لا تحتوي على صواريخ موجهة باحثة عن مصدر حراري، فإنها ستوسع من
القيام بهجمات على المدرعات والدبابات الروسية والأهداف الأرضية الأخرى، كما أن
إمكانية الطيران لأكثر من 40 دقيقة، تعطي "سويتش بليد" الكثير من الحرية
للبحث عن أهداف روسية ذات قيمة عسكرية مرتفعة.
(المصدر
: الجزيرة)
تعليقات
إرسال تعليق