ارتكب فظائع في سوريا.. الجنرال الروسي دفورنيكوف يستعد لمعارك أوكرانيا...

لعب الجنرال الروسي، أليكسندر دفورنيكوف، الذي عينه فلاديمير بوتين لقيادة الجهود الرامية إلى إعادة غزو أوكرانيا دورا بارزا في الحرب السورية، حيث كانت القوات الخاضعة لقيادته مسؤولة عن انتهاكات واسعة النطاق ضد السكان المدنيين، وكثيرا ما اتهمت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

ويأتي قرار إنشاء قيادة جديدة لساحة المعركة في أوكرانيا في الوقت الذي تستعد فيه روسيا لما يتوقع أن يكون دفعة كبيرة وأكثر تركيزا لتوسيع السيطرة الروسية في منطقة دونباس، ويأتي في أعقاب محاولة فاشلة لغزو كييف، العاصمة الأوكرانية.

وتقول صحيفة الغارديان البريطانية إن دفورنيكوف يوصف بأنه جنرال من "المدرسة القديمة" و"قومي الدم" وتدرب على المذاهب العسكرية السوفيتية التي ترى في تدمير الأهداف المدنية وسيلة لكسب زخم ساحة المعركة.

ارتقى دفورنيكوف بثبات في الرتب منذ أن بدأ كقائد فصيلة في عام 1982، وقاتل خلال الحرب الثانية في الشيشان وتولى العديد من المناصب العليا قبل أن يتم تعيينه مسؤولا عن القوات الروسية في سوريا.

وتقول الغارديان إن دفورنيكوف أنشأ قاعدة جوية بالقرب من الساحل الشمالي الغربي لسوريا، حيث طمست القاذفات البلدات والمدن في جميع أنحاء محافظة إدلب.

وأضافت أن سقوط حلب، ثاني أكبر مدن سوريا، كان راجعا إلى حد كبير إلى الغارات الجوية الروسية التي استهدفت بشكل روتيني المستشفيات والمدارس وطوابير الخبز وغيرها من أعمدة الحياة المدنية.

وقالت الغارديان إن تدخل بوتين في سوريا كان بحجة محاربة الإرهابيين الذين كانوا يحاصرون البلاد، ومع ذلك، لم تستهدف الغارات الجوية الروسية الأولى تنظيم داعش أو جماعة جبهة النصرة التي كانت نشطة آنذاك في إدلب. وبدلا من ذلك، ضربوا جماعات المعارضة التي أضعفت هجماتها على أرتال المدرعات السورية قبضة بشار الأسد على معقل العلويين، وبالتالي على دمشق.

واعتبر بوتين الحملة الروسية في سوريا ناجحة، ومنح دفورنيكوف ميدالية بطل روسيا، وهي واحدة من أعلى الميداليات في البلاد، وفقدت روسيا عددا قليلا جدا من القوات والطائرات في الصراع وتمكنت من الحفاظ على التفوق الجوي طوال الوقت.

وضع صعب في أوكرانيا

لكن دفورنيكوف، الذي شغل منصب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية منذ عام 2016، يواجه مجموعة مختلفة جدا من التحديات في أوكرانيا، حيث لا تسيطر القوات الجوية الروسية على السماء وقد استنزفت قواتها البرية بشكل خطير بسبب الأسلحة المتقدمة التي لم تكن متاحة للمتمردين السوريين.

ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم قولهم إنهم "لا يرون أن رجلا واحدا قد يحدث فرقا في آفاق موسكو". وتم تأكيد تعيين الجنرال من قبل مسؤول أميركي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته.

لكن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، قال إنه "لا يمكن لأي تعيين لأي جنرال أن يمحو حقيقة أن روسيا واجهت بالفعل فشلا استراتيجيا في أوكرانيا".

وقال سوليفان لشبكة CNN "هذا الجنرال سيكون مجرد مؤلف آخر للجرائم والوحشية ضد المدنيين الأوكرانيين"، مضيفا أن "الولايات المتحدة مصممة على بذل كل ما في وسعها لدعم الأوكرانيين وهم يقاومونه ويقاومون القوات التي يقودها".

وأضاف سوليفان "سياستنا لا لبس فيها - أننا سنفعل كل ما في وسعنا لمساعدة أوكرانيا على النجاح"، "مما يعني أننا بحاجة إلى الاستمرار في منحهم الأسلحة حتى يتمكنوا من إحراز تقدم في ساحة المعركة. ونحن بحاجة إلى الاستمرار في منحهم الدعم العسكري والعقوبات الاقتصادية القوية لتحسين وضعهم ووضعهم على طاولة المفاوضات".

ورددت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين ساكي هذه الفكرة. وقالت لشبكة فوكس نيوز "التقارير التي نراها عن تغيير في القيادة العسكرية ووضع جنرال في المسؤولية كان مسؤولا عن الوحشية والفظائع التي رأيناها في سوريا تظهر أنه سيكون هناك استمرار لما رأيناه بالفعل على الأرض في أوكرانيا وهذا ما نتوقعه".

"مجرم حرب"

ونقلت الوكالة عن المقدم فارس البيوش، وهو منشق عن الجيش السوري، الأحد، أنه في حين أن الوضع في سوريا مختلف عما هو عليه في أوكرانيا لأن الجيش الروسي يقاتل الجماعات المتمردة وليس الجيش الأوكراني المحترف، فإنه يتوقع استراتيجية مماثلة "الأرض المحروقة".

وقال البيوش إنه يعتقد أن الهدف من تعيين دفورنيكوف قائدا للحرب الأوكرانية هو تحويل الحرب إلى "معارك سريعة" في عدة أماكن في نفس الوقت. وقال البيوش "أتوقع منه استخدام سياسة الأرض المحروقة التي استخدمت في سوريا"، في إشارة إلى الهجمات المدعومة من روسيا في سوريا التي وضعت فيها المدن والبلدات تحت حصار طويل بينما تعرضت لقصف مكثف خلف العديد من القتلى وتسبب في دمار واسع النطاق للبنية التحتية والمناطق السكنية ".

وأضاف "هذا القائد مجرم حرب".

في غضون ذلك، تحدث وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، الأحد، إلى عدد صغير من القوات الأوكرانية التي تدربت في الولايات المتحدة ويستعدون للعودة إلى بلادهم.

وتتواجد المجموعة في الولايات المتحدة منذ الخريف الماضي وتلقت تدريبا على طائرات بدون طيار جديدة أرسلتها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي للمشاركة في الحرب مع روسيا.

وشكر أوستن أفراد القوات الأوكرانية على شجاعتهم وخدمتهم وتعهد بمواصلة الدعم الأميركي والمساعدات الأمنية، وفقا للمتحدث باسم البنتاغون جون كيربي.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، إن المجموعة الصغيرة تلقت بعض التدريب التكتيكي المتقدم، بما في ذلك على طائرات كاماكازي المسلحة بدون طيار من طراز سويتش بليد، فضلا عن تعليمات حول عمليات زوارق الدوريات والاتصالات والصيانة.

وفي مقابلة مع أسوشيتد برس، الأحد، اعترف زيلينسكي بأنه على الرغم من آماله في السلام، يجب أن يكون "واقعيا" بشأن احتمالات التوصل إلى حل سريع بالنظر إلى أن المفاوضات اقتصرت حتى الآن على محادثات منخفضة المستوى لا تشمل بوتين.

وجدد زيلينسكي نداءه للحصول على مزيد من الأسلحة قبل تصاعد متوقع في القتال في شرق البلاد.

(الحرة)

تعليقات