مئات الجثث لجنود روس لا تزال في المشارح الأوكرانية أو في الشوارع من دون أن يطالب بها أحد وسط تكتم موسكو على الأعداد الحقيقية لقتلاها من جراء الغزو، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، الجمعة.
وقالت الصحيفة إن ما
يجري في أوكرانيا يتناقض كليا مع الشعار الذي رفعته موسكو مع انطلاق الغزو بأن
"روسيا لا تترك قتلاها خلفها"، لكن على الأرض مختلف تماما.
تصف الصحيفة مشاهداتها
في بعض المدن الأوكرانية التي شهدت معارك بين القوات الأوكرانية والروسية ومنها
مدينة إربين، على مشارف العاصمة الأوكرانية كييف. في زاوية بأحد شوارع المدينة ظلت
جثتا جنديين روسيين مغطاتين بصفائح حديدية رقيقة وسيقانهما تتدليان، ورقد ثالث على
بعد أمتار قليلة بالقرب من ناقلة جند مدرعة محترقة، وكانت الكلاب تأكل من جسده.
وكذلك هناك جثة رابعة لجندي قتل نتيجة انفجار لغم.
أما في موشون، وهي قرية
صغيرة شمالي غرب كييف، فقد تركت جثة جندي روسي آخر داخل مطبخ وعليها آثار إصابات
بالغة بالفخذ، وكذلك كانت هنالك عشر جثث أخرى قريبة من المكان، وأخرى على أطراف
الغابة.
يقدر الناتو أن روسيا
خسرت ما بين 7000 و 15000 جندي خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أسابيع، بينما
تقول أوكرانيا إن العدد يصل لـ 18600.
وفي حال صحت هذه الأرقام
فإن هذا يعني أن خسائر موسكو من جراء غزو أوكرانيا تجاوزت ما خسره الاتحاد
السوفيتي خلال حرب أفغانستان التي استمرت 10 سنوات تقريبا، وحربيها في الشيشان
التي شهدت مقتل 11 ألف جندي.
بالمقابل تقدر روسيا عدد
القتلى العسكريين الرسميين في الحملة الأوكرانية بـ 1351 قتيلا، ومع ذلك لا يتطرق
التلفزيون الحكومي إلى هذه الأرقام كثيرا، فيما يقوم الكرملين بتضييق الخناق على
أنباء الخسائر العسكرية.
في عام 2015، وقع الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يقضي باعتبار جميع الخسائر البشرية العسكرية سرا من
أسرار الدولة.
فاديم كولودي، وهو جندي
روسي يبلغ من العمر 19 عاما يعمل في كتيبة الاستطلاع رقم 136 المتمركزة في
نارو-فومينسك خارج موسكو، توفي بعد تعرضه للهجوم ومحاصرته داخل مدرعة، حسبما أخبر
الجيش الروسي والدته تاتيانا الشهر الماضي، لكنها قالت إنها لم تستلم جثته.
وكتبت تاتيانا في منشور
على وسائل التواصل الاجتماعي "أنا في حالة هستيرية.. لم يكن لدى فاديم فرصة
للهروب.. لقد احترق في داخل العربة المدرعة".
لدى أوكرانيا نحو سبعة
آلاف جثة لجنود روس لم يطالب بهم ولا يزالون في المشرحة، وفقًا لأوليكسي
أريستوفيتش مستشار الرئيس الأوكراني.
تنقل الصحيفة عن
أريستوفيتش القول إن أعداد قتلى الجيش الروسي الذي أعلنته كييف والبالغ 18600
قتيلا يستند إلى تقارير أوكرانية من ساحة المعركة ومن خلال اعتراض اتصالات عسكرية
روسية.
يؤكد أريستوفيتش أن
أوكرانيا حاولت إعادة جثث ثلاثة آلاف جندي روسي في اليوم الثالث من الحرب، لكن
الروس رفضوا استلامهم وقالوا إنهم لا يصدقون هذه الأرقام ونفوا أن يكونوا فقدوا
هذا العدد من القتلى. لذلك أنشأت وزارة الشؤون الداخلية الأوكرانية موقعا
إلكترونيا وقناة على تلغرام حيث يمكن للروس البحث عن صور القتلى وأسرى الحرب، أو ملء
نموذج عبر الإنترنت للحصول على معلومات حول أفراد الأسرة المفقودين.
وتشير الصحيفة إلى أن
عمدة مدينة فوزنيسنسك بجنوب أوكرانيا يفيني فليكو طلب من السكان جمع الجثث الروسية
بعد معركة استمرت يومين "حتى نتمكن من إعادة هؤلاء الرجال إلى أمهاتهم
وزوجاتهم".
وفي قرية باشتانكا
المجاورة، قال رئيس البلدية ألكسندر بيرغفي إن القتلى من الروس دفنوا في مقابر
جماعية بعد جمع وثائقهم.
وقالت صحيفة واشنطن بوست
إن وزارة الدفاع الروسية لم ترد على طلباتها للتعليق على ما ورد في هذا التقرير.
(الحرة)
تعليقات
إرسال تعليق