تحارب الروس في أوكرانيا.. ماذا تعرف عن "كتيبة القرم الإسلامية"؟

بثت كتيبة القرم الإسلامية أخيرا مقطعا مصورا أظهر مقاتليها داخل قرية موتيجين في غرب العاصمة الأوكرانية كييف، معلنة تحريرها من الروس.

بدأ اسم "كتيبة القرم الإسلامية" يطفو على السطح إعلاميا في أوكرانيا بعد الثورة على نظام فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا عام 2014. فما حكايتها؟

ـ عام 1954: إبان الحقبة السوفياتية انضمت شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا بعد أن أهداها الزعيم السوفياتي الأوكراني الأصل نيكتا خروتشوف إلى موطنه الأصلي.

ـ عام 1991: بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أصبحت القرم جزءا من أوكرانيا المستقلة التي منحت الإقليم حكما ذاتيا.

ـ يمثل تتار القرم ذوو الأغلبية المسلمة نحو 12% من سكان شبه جزيرة القرم، ويبلغ عددهم نحو 243 ألف نسمة من عدد السكان البالغ نحو مليوني نسمة في الإقليم.

ـ يعدّ السكان من ذوي الأصول الروسية الذين تبلغ نسبتهم نحو 58% هم أكبر عرقية تسكن الإقليم، وهو ما يفسر نتيجة التصويت لمصلحة الانضمام لروسيا (2014).

ـ يمثل السكان من الأوكرانيين في الإقليم نحو 24%، وذلك وفقا لآخر إحصاء سكاني أجرته أوكرانيا منذ عام 2001.

إرهاصات النشأة

ـ فبراير/شباط 2014: صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "يجب علينا أن نبدأ العمل على إعادة شبه جزيرة القرم إلى روسيا".

ـ مارس/آذار عام 2014: اضطرابات واسعة في جنوب أوكرانيا وشرقها، حيث نجحت القوات الروسية في السيطرة على شبه جزيرة القرم ونصبت حكومة محلية موالية لها، وأجري استفتاء من طرف واحد.

ـ 16 مارس/آذار 2014: أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا استقلال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا.

ـ 18 مارس/آذار 2014: أعلنت موسكو رسميا ضم شبه جزيرة القرم إلى الاتحاد الروسي وهو ما قوبل برفض أوكراني وفرض عقوبات دولية على موسكو.

ـ سحبت أوكرانيا قواتها بالكامل من القرم، بعد أن أصبحت سيطرة روسيا على شبه الجزيرة أمرا واقعا.

ـ أبريل/نيسان 2014: بدأ انفصال منطقتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا بدعم روسي.

ـ مايو/أيار 2014: الإعلان من جانب واحد عن قيام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.

إعلان التأسيس

ـ ظهرت حركات مقاومة للاحتلال الروسي، مثل كتيبة تتار القرم الإسلامية وغيرها، حيث يعدّ التتار المسلمون من أبرز الأقليات التي تعيش داخل شبه الجزيرة منذ عقود طويلة.

ـ عام 2014: أسس رجل الأعمال عيسى أكاييف النواة الأولى لـ"كتيبة تتار القرم" الإسلامية.

ـ يونيو/حزيران 2014: إرسال مقاتلي الكتيبة -التي ضمت بالإضافة إلى مقاتلين من تتار القرم مقاتلين قوقازيين وأوكرانيين- إلى مناطق الصراع مع الانفصاليين في دونباس (شرقي أوكرانيا)، كما خاضت الكتيبة معارك أخرى للدفاع عن ماريوبول جنوبًا.

ـ عام 2015: أصبحت "كتيبة تتار القرم" واحدة من كتائب عدة مسلمة مثل كتيبة الشيخ منصور، وكتيبة جوهر دوداييف الشيشانيتين، وكتيبة نعمان جيلبيتشان التترية، تم تشكيلها للقتال التطوعي إلى جانب الجيش الأوكراني، لمواجهة الحركات الانفصالية المدعومة من روسيا، وصدّ التدخل العسكري الروسي الذي انتهى باحتلال جزيرة القرم وانفصال إقليمي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد، في عام 2014.

ـ كان عيسى أكاييف رجل أعمال يدير شركته الخاصة في عاصمة القرم (سيمفيروبول)، قبل أن تحتلها روسيا عام 2014.

ـ بعد أن نزح مع عائلته وكثيرين من أبناء تتار القرم إلى المناطق الأوكرانية المحاذية لشبه الجزيرة (نحو 20 ألفًا)، قرر توحيد أبناء الأقلية التترية لقتال روسيا والانفصاليين المدعومين منها.

ـ تم تسليح كتيبته الإسلامية بتمويل ذاتي في البداية، قبل أن تحظى بدعم وتدريب من القوات المسلحة الأوكرانية لاحقًا.

ـ يقول عيسى أكاييف في تصريحات سابقة لوكالة أنباء القرم (QHA): "عندما دخلت القوات الروسية القرم، أردنا مقاومة الغزاة الروس، وكنا نناقش ما يمكننا القيام به، مثل إنشاء قوات دفاع خاصة بنا لحماية شعبنا. ومع دخول الجنود الروس بأعداد كبيرة، قررنا نقل عائلاتنا إلى أوكرانيا، والعودة إلى شبه جزيرة القرم بأنفسنا لتنظيم مقاومة سرّية، لكننا لم ننجح في ذلك لسوء الحظ".

ـ يروي أكاييف أن مجموعته حظيت في البداية بدعم مباشر من جنرال كبير في الجيش الأوكراني هو اللواء إيغور جورديتشوك، ويقول أكاييف لوكالة "QHA": "في ذلك الوقت كان جورديتشوك قائد وحدة استخبارات لمكافحة الإرهاب في دونباس، وعندما شرحت له مفهوم كتيبة تتار القرم أحب الفكرة كثيرًا، وكان معجبًا بفكرة تشكيل الوحدات على أساس الانتماء العرقي أو الديني، فقد كان يرى أن هذه الوحدات فعالة جدا في المعارك".

ـ يقول أكاييف إنه لم يعتنِ أحد بكتيبته بعد إصابة اللواء إيغور جوديتشوك بجروح بالغة في إحدى المعارك، وقال "لم يرغبوا في ضمّنا كوحدة منفصلة ضمن نطاق القوات المسلحة الأوكرانية أو الحرس الوطني، بل أرادوا فقط تفريقنا إلى وحدات مختلفة داخل الجيش الأوكراني".

كتيبة "نعمان جيلبيتشان"

ـ تحدثت تقارير عن توحيد كتيبة "تتار القرم" بقيادة عيسى أكاييف، تحت سقف واحد، مع كتيبة "نعمان جيلبيتشان" التترية أيضًا، التي أُسّست في مدينة خيرسون التي تبعد تبعد 3 كيلومترات عن شبه جزيرة القرم، حيث كان يقود كتيبة "نعمان جيلبيتشان" لينور إسلاموف، وهو رجل أعمال وسياسي تتري معروف، فقد كان النائب السابق لرئيس وزراء القرم قبل أن تسقط بيد روسيا.

ـ كانت كتيبة "نعمان جيلبيتشان" تضم مئات المقاتلين من تتار القرم، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى نعمان جيلبيتشان مفتي تتار القرم ورئيس جمهورية القرم الشعبية المستقلة التي لم تدُم طويلًا، حيث قامت القوات البلشفية بإعدامه في عام 1918، وألقت جثته في البحر من دون أن تسمح بدفن إسلامي لائق به، ولا يزال يُذكر حتى اليوم كبطل بين تتار القرم.

ـ صرح إسلاموف بأن كتيبته شاركت لوقت طويل في فرض حصار تجاري على شبه جزيرة القرم التي احتلها الروس، وقامت بقطع الإمدادات عنها مثل خطوط الكهرباء وغيرها عام 2015، كما منعت السيارات من دخول شبه الجزيرة، وحرّضت على ضرب السفن الروسية في البحر.

ـ عام 2015: أعلن إسلاموف، وهو مالك قناة "ATR" لتتار القرم، وشركة النقل "سيم سيتي ترانس"، ومصرف "جاست بنك"، عن الشروع في تشكيل كتيبته ضمن قوام الجيش الأوكراني، كما صرح في الوقت ذاته بأن تركيا قررت دعم كتيبته.

ـ 29 ديسمبر/كانون الأول 2015: نفت وزارة الخارجية التركية تقديم أنقرة أي تمويل للكتيبة التترية في أوكرانيا، وقالت الوزارة -في بيان رسمي- إن التقارير التي تحدثت عن أن تركيا قدمت أو ستقدم الدعم لقوات متطوعة في مقاطعة خيرسون الأوكرانية تحمل أسماء مثل "كتيبة تتار القرم" و"كتيبة نعمان جيلبيتشان" لا أساس لها من الصحة.

ـ أضاف بيان أنقرة أن "تركيا لم ولن تعترف بالضم الروسي غير القانوني لشبه جزيرة القرم، كما ستواصل تركيا بتصميم جهودها لحماية حقوق وحريات شعب تتار القرم هناك".

ـ بعد عام 2016: انصهرت المجموعات المسلحة التابعة لتتار القرم داخل الجيش الأوكراني بعد تفكيكها، وانضم معظم أفرادها إلى القوات المسلحة الأوكرانية.

مجلس المحاربين القدامى

ـ عام 2019: انتخاب قائد كتيبة القرم الإسلامية عيسى أكاييف، ليكون عضوًا في مجلس المحاربين القدامى التابع لوزارة شؤون المحاربين القدامى، ممثلاً لجمهورية القرم المحتلة.

ـ 28 فبراير/شباط 2022: بعد 4 أيام من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، عاد عيسى أكاييف للظهور مجددًا بلحية بيضاء في مقطع فيديو وبجانبه مقاتلون من كتيبة القرم، ليعلن مشاركة كتيبته في الدفاع عن أوكرانيا.

ـ أكاييف حذر القوات الروسية من استمرار غزو أوكرانيا، ووجّه في الوقت نفسه رسالة إلى مسلمي روسيا والقرم، يدعوهم فيها لرفض القتال في أوكرانيا، وقال "انضموا إلى الأوكرانيين، وإلا فمن لا يريد الانضمام إلينا فليعد إلى دياره، أما الذي سوف يبقى هنا فسيكون مصيره الدفن في أرض أوكرانيا".

ـ ذكر القائد المتطوع أكاييف أن الإمبراطورية الروسية دمرت تتار القرم المسلمين على مدى سنوات طويلة، وقال في المقطع ذاته "لقد استولت روسيا على أرضنا وجميع ممتلكاتنا، ويجب علينا استعادة كرامتنا".

ـ في الحرب، ظهر مقاتلو كتيبة القرم الإسلامية في صور ومقاطع فيديو عديدة وهم يقاتلون على الجبهات في أوكرانيا، حيث أظهرت بعض الفيديوهات حجم ونوع التسليح الذي يمتلكه مقاتلو الكتيبة التترية.

ـ 29 مارس/آذار 2022: ظهر عيسى أكاييف مبتسمًا، مع مجموعة من مقاتليه في مقطع فيديو ببلدة موتيجين في غرب العاصمة كييف، وهم يتحدثون مع بعض السكان الذين رحبوا بهم، بعد استعادتهم السيطرة على البلدة التي كانت القوات الروسية قد سيطرت عليها في المعارك الأخيرة.

ـ قالت الكتيبة إنها نفّذت عملية استعادة لقرية موتيجين الإستراتيجية الواقعة جنوب الطريق السريع E40 وSE من ماكاريف التي تعدّ أحد المحاور الرئيسة لحصار العاصمة كييف، بمساندة من قوات الجيش الأوكراني، متوعدة في الوقت نفسه بإلحاق الخسائر بصفوف الجيش الروسي.

(المصدر : مواقع إلكترونية + ويكيبيديا / الجزيرة نت)

تعليقات