عماد موسى ـ نداء الوطن
هناك في بلدة كسروانية عريقة تعتبر موئلاً للموارنة الأقحاح، حيثُ لا أثر لأرثوذكسي أو لشيعي أو لمنشقّ بروتستانتي فيها منذ ولادة لبنان الكبير، هناك حيث يتنافس مرشحو اللوائح السبع في دائرة جبل لبنان الأولى على استمالة كل من أتم الحادية والعشرين، هناك استفاق أهالي البلدة على مصيبة ألمّت بقروي على "قد الحال، مملكته أوف وموّال"، كما يرد على لسان العلّامة الزحلاوي ميشال كفوري المعروف بوائل. خسر أحد أبناء البلدة أغلى ما عنده: "عنزة" صبحاء لا تقدّر بثمن. في أسوأ الأحوال مثلها من المواعز(جمع معزاة) لا تُباع بأقل من ثمانية ملايين ليرة. كيف لا وكانت تدر عليه يوميّاً، إن جفّ ضرعها، ورضعها جَديها، ما لا يقل عن أربعة ليترات من الحليب الممتاز.
بالتواتر، وصل الخبر من
مناصرٍ، إلى مفتاح إنتخابي، إلى المسؤول عن قطاع حراجل كفرذبيان فاريا وميروبا،
ومنه إلى المسؤول المركزي لحملة كبير المرشحين، ومنه مباشرة إلى رئيس اللائحة
العصري والإنساني والمتواضع والكريم والمحب. لنقل وصل الخبر إلى كامل الأوصاف،
فأعطى أوامره إلى الخازن بالتصرف، فصرف الأخير مبلغ مليونين ونصف المليون ليرة
(103 دولارات) وأرسلت مع مبعوث عليه القدر والقيمة إلى المفجوع بمعزاته الغالية.
فضّ القروي الطيب "الظرف" الواصل في ظرفٍ عصيب، ممنناً النفس
بـ"هبوصة". شعر المبعوث أن عليه قول شيء. أي شيء. فطلع معه هذا الشيء
"الأستاذ زعل كتير على العنزة. أعانك الله. وحبّ يعمل شي من قيمتك. حدّق
القروي إلى المغلّف المفضوض وسأل مبعوث الأستاذ "إيش هاو بدل أكاليل؟".
ولو! اعتبروا المعزاة
الراحلة بمقام دجاجة إبن ميس الجبل حسين الشرتوني ( 9 أعوام) التي فُقدت بظروف
غامضة في العام 2020 وقيل أنها دخلت إلى أرض العدو. بدل الدجاجة تم التعويض على
حسين بأقفاص دجاج وبقرة وعنزتين.
المعذرة، لم أشأ النيل
من سخاء مرشحي دائرة جبل لبنان الأولى، لكن ما يحكى عن رش أموال وسداد أقساط
الجامعات وفواتير المشافي يجعل إبن بيروت يتمنى لو كان من مواليد حراجل أو بلاط.
لو وُلدت جبيلياً أو كسروانياً لأجريت "المرارة" على صحة السلامة وقبعت "اللوزتين"
وعملت "تزغير معدة"، مرة واحدة على نفقة شيخ الفقراء حبيب المعدمين،
وربما كنت زرعت صفي أسنان قبل 15 أيار.
والآن ماذا عن بيروت
الأولى؟ الإشاعات كثيرة، هذا يقول المندوب بـ500 دولار وذاك يقول الصوت بخمسة
ملايين بسعر الجملة. سأستطلع الأمر وأوافيكم بالأخبار فور ورودها إليّ.
تعليقات
إرسال تعليق