تعددت الملوثات البيئية في عالمنا ولم تقتصر على التلوث البيئي إنما تعدت ذلك وانتقلت إلى الفكر والمجتمع
* امل طعان جفال ـ بوابة صيدا
يُعرَّف التلوث
(بالإنجليزية: Pollution) بأنّه ارتفاع كميّة المواد
بأشكالها الغازيّة، أو السائلة، أو الصلبة، أو إضافة أحد أشكال الطاقة، مثل:
الطاقة الصوتيّة، والحراريّة، والنشاطات الإشعاعيّة، وغيرها داخل البيئة مما
يجعلها غير قادرة على تحليل هذه المواد والطاقة، أو تبديدها، أو تخفيفها، أو إعادة
تدويرها، كما تصبح غير قادرة عن تخزين المواد وأشكال الطاقة المختلفة بأشكال غير
ضارّة، ويُعرَف هذا التلوث باسم التلوث البيئيّ (بالإنجليزية: Environmental Pollution) ويشمل هذا التلوث جميع المواد
ذات التأثير السلبي على البيئة، أو الكائنات الحيّة التي تعيش فيها، ويُمكن تقسيم
أنواع التلوث الرئيسيّة إلى: تلوث المياه، وتلوّث الهواء، وتلوث التربة، والتلوث
الضوئي، والتلوث الضوضائي.
اما التلوث الاجتماعي هو
كافة الأضرار البيئية والتي ينشأ عنها بعض المشاكل الاجتماعية الرئيسية ومن أهمها
الأمراض التي تصيب الإنسان من الضغوط النفسية التي يتعرض لها، وكذا كل الأمور
المرتبطة بالعادات والتقاليد والثقافة.
وقد أكدت الدراسات
السابقة بان التلوث الاجتماعي يسود عند ضعف القيم والمعتقدات الثقافية السائدة فى
المجتمع، وضعف العلاقات الأسرية، وضعف مستوى العلاقات الاجتماعية التى تسود
المجتمع التى تنتج عن سوء السلوك الاخلاقى بكافة أشكاله.
البيئة الاجتماعية أصبحت
في حياتنا المعاصرة مهددة بالتلوث الاجتماعي، فماهو التلوث الاجتماعي!؟
أظهر علم الاجتماع انه
مظهر من مظاهر التلوث البيئي ويعني كل تغير كمي، أو كيفي في مكونات البيئة
الاجتماعية (قيم وعادات وتقاليد، أعراف، علاقات اجتماعية، بناء أسري)، مما يؤدي
إلى خللها والإضرار بها، وبالتالي ينتج من ذلك انعكاسات سلبية، على صحة وعافية
البناء الاجتماعي، خصوصًا مع المتغيرات الاجتماعية، والتحولات الثقافية، والتحديات
الاقتصادية. مما زاد من حدة الملوثات الاجتماعية التي صنعها الإنسان، وأدت إلى
انحراف قيم المجتمع ومعاييره الأصلية الصحيحة، وانغماس بعض الأفراد في ممارساتهم
غير الأخلاقية في معظم تفاعلاتهم الاجتماعية على نحو يخالف قواعد الضبط الديني
والاجتماعي، ومن المعروف أن كل ما يمر به المجتمع من مشكلات وظواهر هي نتاج هذا
التلوث المجتمعي وعملياته الاختلالية التي بدورها تدخل في النظام الاجتماعي، وهي
التي تعمل من خلال تأثيرها المباشر وغير المباشر على البيئة الاجتماعية في إحداث
تغييرات غير مرغوب فيها داخل مجتمعنا بشكل عام.
ولهذا فالتلوث الاجتماعي
يلعب دورًا بارزًا في إعاقة الفرد والأسرة والمجتمع كوحدة كلية من أداء الدور
المنوط بهم بشكل أكبر، ويعمل على خلق صراع يؤدي إلى عدم التكيف والقبول والرضا
بالحياة الاجتماعية، مما قد يصيبه بآثار وتداعيات نفسية وثقافية وبيئية واجتماعية خطيرة،
إذا لم يتم معالجتها، وذلك برفع سقف الوعي القيمي وتأصيل ثقافة التربية الاجتماعية
السليمة التي تحافظ على قيم المجتمع ومعاييره الأصلية.
* امل
طعان جفال
حائزة على ماستر ١ في
الفنون والآثار
دبلوم في إدارة
الجمعيات
مديرة البيئة والتنمية
في نقابة الغواصين المحترفين في لبنان (اول امرأة في الهيئة الادارية للنقابة)
عضو في اتحاد الاثريين
المصريين
اول مدربة غوص في جنوب
لبنان (محجبة) ومدربة كرة سلة
عضو في لجنة الادارية
لنادي كرة السلة
تعليقات
إرسال تعليق