تتواصل معاناة أقلية الأويغور المسلمة واضطهادها من قبل الحكومة الصينية، مع انتشار تقارير حول استخدام العمالة القسرية لإنتاج بضائع أجنبية شهيرة، وصولا إلى أنباء حول إجبار أفراد الأقلية على الرقص بمناسبة عيد الفطر.
وقام موقع "فويس أوف أميركا" بجمع آخر مستجدات
وضع الأويغور، في الفترة ما بين الخامس والثاني عشر من مايو الجاري. ونقل الموقع
تقريرا عن "راديو آسيا الحرة"، بتاريخ الخامس من مايو، ذكر فيه أن
السلطات الصينية دفعت المال لسكان إقليم شينجيانغ من الأويغور كي يرقصوا أمام باحة
مسجد قبل زيارة وفد من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي تزامنت مع
عيد الفطر.
وذكر "راديو آسيا الحرة" أن وسائل الإعلام
الرسمية الصينية بثت مشاهد من الرقص في منطقة كاشغر عبر يوتيوب. في خطوة تحاول
فيها بكين أن تظهر أن الحياة تسير بشكل طبيعي في المنطقة.
وأخبر سكان المنطقة "راديو آسيا الحرة" أنه لم
يُسمح للأشخاص بالصلاة في مسجد "عيد كاه"، ولكن تم تنظيمهم بدلاً من ذلك
للرقص بعيد الفطر، في 3 مايو، ويمكن رؤية السائحين الصينيين وهم يرقصون ويلتقطون
الصور في الميدان.
وقال ضابط شرطة في المدينة لإذاعة آسيا الحرة إنه لم
يُسمح بالصلاة في مسجد "عيد كاه" منذ عام 2016. مشيرا إلى أنه تم تنظيم
الرقصة من قبل لجان سكنية، وهي منظمات الحزب الشيوعي الصيني التي تشرف على وحدات
الأحياء في المدن والبلدات في جميع أنحاء الصين.
وأشار الضابط، الذي رفض الكشف عن هويته أن لجنتي "Muztagh" و"Donghu" السكنيتين أرسلتا
حوالي 500 إلى 600 شخص لأداء رقصة "ساما" التقليدية. وذكر أن "Donghu" دفعت ما بين 120 إلى
150 يوان (18- 23 دولار) لمن رقص في كاشغار من السكان المحليين، وهو أجر نصف يوم
للعامل في المدينة، في حين لم تدفع "Muztagh" أجرة للأويغور الذين يشكلون 90 في المئة من سكان المنطقة،
والذين أجبروا على الرقص.
وقال الضابط :"لا أحد يمكنه رفض مطالب اللجان
السكنية، بالأخص في المجتمعات التي يعيش فيها الأويغور"، مضيفا أنه شاهد
مقاطع الرقص، "بعض الأشخاص حاولوا أن يظهروا وكأنهم يعيشون حياتهم على أكمل
وجه وأنهم سعداء، هذا ما توده اللجان السكنية".
وأكد أنه "منذ عام 2017، يخشى الناس من الاقتراب من
المسجد، ويوضح "لهذا دفع لهم المال" للرقص.
أدلة على العمالة القسرية
من جهة أخرى، أكد باحثون في ألمانيا بدراسة نشرت، الأسبوع
الماضي، أن تحليلاتهم كشفت أن العديد من الملابس التي تنتجها شركات كبرى مثل
"أديداس" ،"بوما" و"هيوغو بوس" و"جاك
ولفسكين" تحوي قطنا يمكن تتبعه للعمالة القسرية للأويغور في إقليم شينجيشانغ،
وفقا لما نقلته صحيفة "ذا غارديان".
وكانت تقارير أكدت أن حوالي أكثر من نصف مليون من
الأويغور يجبرون على قطف القطن في شينجيانغ، والذي يوفر 80 في المئة من المحصول
الصيني، التي تعد خامس أكبر منتج للقطن في العالم.
تدمير بازار تقليدي
وذكر "راديو آسيا الحرة" في تقرير آخر أن
السلطات الصينية تعمل على تدمير "بازار كاشغار الكبير"، وهي سوق تقليدية
تعتبر وجهة للسفر في إقليم شينجيانغ.
ونقل الموقع صورا التقطت بالأقمار الصناعية أظهر الموقع
الذي يحتضن السوق، وأظهر تحليل الصور التي زودتها شركة "PlanetLabs Inc" تغييرات جذرية في
السوق، بما في ذلك إزالة المباني وأسطح الأكشاك ، بين الصور التي تم التقاطها في 4
أبريل و 4 مايو. وقال مسؤول محلي إن الحكومة تعمل على إنشاء منطقة جذب سياحي جديدة
مكان البازار، وفقا لـ "راديو آسيا الحرة".
(الحرة)
تعليقات
إرسال تعليق