جديد صفقات "الطاقة وكل الطاقات": "تخصيص الشمس"!... ودريان: لن نسلّم لبنان لأعداء العروبة

كتبت صحيفة "نداء الوطن":

بعدما أقفلت صناديق اقتراع المغتربين على نسبة لامست الـ65%، وصناديق الموظفين على نسبة ناهزت الـ85%، ارتفع منسوب الأمل بأن تسجّل صناديق الأحد المفصلية في مسار الاستحقاق الانتخابي نسباً مئوية وازنة وحاسمة باتجاه استئصال التورّم الخبيث في حجم تمثيل أهل السلطة في تركيبة المجلس النيابي الجديد، تمهيداً لفرض توازنات كاسرة لهيمنة الزمرة الحاكمة في معادلة إعادة تكوين وبناء الدولة لانتشال أبنائها من قعر التحالف "الجهنمي" الذي أحرق الأخضر واليابس في البلد وأغرق مقدراته في "تسونامي" محاصصات وصفقات وتسويات وسمسرات ابتلعت المال العام والخاص... ولا تزال تتحيّن الفرص لالتقام الحصص على موائد المقايضات.

وبالأمس، لم يمرّ تمرير الموافقة على عرض وزارة الطاقة و"كل الطاقات" منح التصاريح لبناء محطات انتاج الكهرباء على الطاقة الشمسية مرور الكرام على طاولة مجلس الوزراء، سيّما وأنّ مصادر معارضة مواكبة للملف وضعته تحت خانة "تخصيص الشمس" ضمن إطار قالب جديد من قوالب "المحاصصات والتلزيمات المعلّبة والمفصّلة على قياس المحظيين والمقربين"، موضحةً أنّ "استعجال تمرير هذا الملف في آخر أيام الحكومة فاحت منه روائح تشي بوجود جهات نافذة تقف خلف الشركات المستفيدة من حصر الاتجار بالطاقة الشمسية بها على الأراضي اللبنانية من دون إجراء أي مناقصة عمومية قانونية"، وأردفت بتهكم: "على كل حال "الشمس طالعة والناس قاشعة"... ولن يبقى في العتمة سوى المواطن المعتّر".

وبالعودة إلى استحقاق الأحد، فقد شكّلت جولة إقتراع الموظّفين المولجين بإدارة العملية الانتخابية "نقزة" لدى المراقبين ربطاً بما رصدته جمعية "LADE" من مخالفات وعدم إلمام بكيفية سير آلية الاقتراع وتطبيق القانون الانتخابي، فما كان من وزير الداخلية إلا أن وعد بتكثيف عمليات تدريب رؤساء الأقلام خلال اليومين المقبلين بغية "عدم تكرار الأخطاء التي حصلت" أمس.

في حين من المرتقب أن تشهد مراكز الأمن العام إقبالاً متزايداً بدءاً من اليوم وحتى الأحد لتجديد جوازات سفر الناخبين المنتهية الصلاحية في سبيل استخدامها في عملية الانتخاب مقابل بدل مالي قدره 200 ألف ليرة بموجب المرسوم الذي أقره مجلس الوزراء خلال جلسة قصر بعبدا أمس.

أما في الميدان الانتخابي، فلفتت إثارة رئيس الجمهورية ميشال عون خلال جلسة مجلس الوزراء مسألة الرشى الانتخابية طالباً من وزراء العدل والدفاع والداخلية التشديد على ضرورة "ضبط الراشي والمرتشي" خلال فترة الانتخابات، وتكليف "أجهزة المخابرات في القوى العسكرية والأمنية المساعدة في هذا الأمر خصوصاً بعد توافر المعلومات عن حصول صرف أموال بطريقة غير شرعية"، الأمر الذي رأت فيه مصادر معارضة "سياقاً رئاسياً متقاطعاً مع حملة الاتهامات الممنهجة التي يشنها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ضد خصومه على الساحة المسيحية، استباقاً لنتائج الانتخابات بشكل يعبّد الطريق سلفاً أمام تقديم الطعون بهذه النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع في حال كرست تراجع شعبية "التيار" تحت حجة المال الانتخابي".

وعلى الساحة السنية، استرعى الانتباه خلال الساعات الفاصلة عن موعد الاستحقاق الانتخابي، تراشق مكتوم بين النائب بهية الحريري والأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري من جهة، والرئيس فؤاد السنيورة من جهة أخرى، فبينما أصدرت الحريري بياناً أكدت فيه التزامها قرار العزوف عن دعم أو تأييد أي من المرشحين في صيدا، تولى نجلها الرد بشكل غير مباشر على عبارة "سيبقى لبنان، سيبقى لبنان، سيبقى لبنان" التي استخدمها السنيورة في ختام كلمته المتلفزة مساءً، بعبارة مضادة عبر صفحته على "تويتر" أرفقها بصورة الرئيس سعد الحريري قال فيها: "سيبقى موقفك وحده يمثلنا، سيبقى موقفك وحده يمثلنا، سيبقى موقفك وحده يمثلنا".

وكان السنيورة قد طالب الناخبين بالمبادرة إلى "المشاركة الكثيفة في الاقتراع والتصويت للوائح السيادية"، لافتاً إلى أنه يتعرّض إلى "حملات وجملة افتراءات وتزوير وعناوين لا صحة لها والهدف حرف النظر عن القضايا الأساسية"، فأكد في المقابل عزمه على "عدم إدارة الظهر للدولة ومنع استباحة بيروت"، مثمّناً في هذا المجال موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي حثّ فيه الناخبين على الاقتراع بكثافة.

وأمس، برزت زيارة سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان إلى دار الفتوى حيث أشاد سفير الكويت باسمهم بدور المفتي دريان "ومواقفه المشرفة الوطنية الجامعة المعتدلة التي تدعو إلى لمّ الصفوف ورصها"، بينما نقل بيان الدار أنّ السفراء الخليجيين تمنوا خلال اللقاء "أن تنجز الانتخابات النيابية المقبلة بكل شفافية لتعكس تطلعات وآمال اللبنانيين، لافتين إلى أنّ السلبية تجاه الانتخابات النيابية المقبلة لا تبني وطناً وتفسح المجال أمام الآخرين لملء الفراغ وتحديد هوية لبنان وشعبه العربي، وأنّ المشاركة في الانتخابات للوصول الى سدة البرلمان ينبغي أن تكون لمن يحافظ على لبنان وسيادته وحريته وعروبته ووحدة أراضيه".

ومن جهته شدَّد دريان على الأهمية المفصلية للانتخابات النيابية الراهنة في تاريخ لبنان وقال: "أعطينا توجيهاتنا وإرشاداتنا لأبنائنا وإخواننا بالمشاركة لا بالمقاطعة ولا أحد من المسؤولين نادى بالمقاطعة، فالانتخاب هو قرار وواجب ديني ووطني (...) والمقاطعة استسلام ولا نريد ان نسلّم لبنان لأعداء العروبة".

 

تعليقات