«حزب الله» يعمل حدودياً تحت غطاء... «أخضر بلا حدود».. إسرائيل تُريد وعداً أميركياً بعدم تكبيلها بالاتفاق مع إيران

محمد أبوخضير وزكي أبوالحلاوة ـ الراي

قالت محافل أمنية وعسكرية، إن إسرائيل لا يمكنها منع إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، لكن عليها أن تستغل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للشرق الأوسط، للحصول على وعد بان الاتفاق «لا يكبل يديها»، في حال تبين أن الإيرانيين يواصلون «الطريق الى القنبلة النووية».

ووفق المحافل، فان بايدن سيكرر الالتزام الاميركي الثابت بأمن اسرائيل والحاجة الى حل المسألة الفلسطينية، لكنه سيحرص على ألا يبدو «كمن يتدخل في عملية الانتخابات المبكرة...» لن ينثر الوعود، وسيجتهد لان يخفي ضغينته المعروفة «لرئيس المعارضة بنيامين نتنياهو.

في سياق ثانٍ، تعتبر تل أبيب، أن إقامة حزب الله مواقع عند الحدود في جنوب لبنان، خرقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1701. وقدم وفد إسرائيلي، ضم مندوبين عن الجيش ووزارة الخارجية والسفارة لدى الأمم المتحدة، إلى المنظمة الدولية في نيويورك ومندوبي الولايات المتحدة وفرنسا، وثائق وصوراً لمواقع جديدة أقامها الحزب عند الحدود، بحسب ما ذكرت صحيفة «هآرتس» أمس.

وتقول إسرائيل إن«حزب الله أقام 16 موقعاً جديداً منذ أبريل الماضي، وضع فيها حاويات أولاً، وبعد ذلك أحضر أبراج مراقبة». وأشارت الصحيفة إلى موقع قبالة بلدة دوفيف في الجليل الأعلى، يتواجد فيه برج مراقبة وحاوية وسيارات،«وبمجرد رصدهم نشاطاً في الجانب الإسرائيلي، قريباً من الموقع، وصل عناصر حزب الله بسرعة من أجل التصوير وإظهار وجودهم».

وكرّرت إسرائيل بان المواقع تعمل تحت غطاء منظمة «أخضر بلا حدود»، وأن الجيش يرصد فيها نشاطاً متواصلاً لعناصر الحزب». ويبدو أنها تستخدم للمراقبة وجمع معلومات استخباراتية... وثمة هدف ثانوي لها، وهو إحداث ردع معين تجاه الجيش الإسرائيلي والسكان وإبعاد عناصر قوة الأمم المتحدة، عن التواجد في الأماكن التي سيطر عليها «حزب الله»، وفق الصحيفة.

وأضافت أن إقامة المواقع الجديدة «يعكس ما يبدو أنه ثقة متزايدة من جانب حزب الله. وهذا يضاف إلى نقل آلاف المقاتلين من قوة النخبة - الرضوان - إلى جنوب لبنان، بعد تقليص الحزب ضلوعه في سورية منذ نهاية العام 2018».

وأشارت إلى أنه في تلك الفترة، كشفت إسرائيل ودمرت أنفاقاً تحت الحدود، «على ما يبدو من أجل توغل حزب الله من خلالها في حال نشوب حرب». واعتبرت الصحيفة إقامة المواقع الجديدة «جزء من خطوة مدروسة تهدف إلى فرض وقائع على الأرض من خلال الالتفاف على القرار 1701... الذي حظر نشاطاً مسلحاً لحزب الله في جنوب لبنان، وكلف قوات اليونيفيل بإنفاذ القرار».

وأوضحت أنه على هذه الخلفية، يُهدد باستمرار مسؤولون إسرائيليون، بينهم وزير الأمن بيني غانتس ورئيس الأركان أفيف كوخافي، بتدمير شديد للبنان في حرب مقبلة،«في محاولة للتمهيد في الحلبة الدولية إلى أن حرباً ثالثة في لبنان سيرافقها دمار بالغ للبنية التحتية واستهداف واسع، غير متعمد، للمدنيين».

إلا أن التقديرات في إسرائيل هي أن «حزب الله ليس معنيا بحرب. ولا يرصدون في إسرائيل وجود نية لدى الأمين العام حسن نصرالله، للمبادرة إلى مواجهة عسكرية جديدة... بل ان نصرالله، الذي يهدد كثيراً باستهداف إسرائيل، تهرب مرة تلو الأخرى من محاولات إيرانية لتكليفه بتسديد الحساب إثر عمليات اغتيال نُسبت لإسرائيل في الأراضي الإيرانية»، وفق الصحيفة.

وخلصت إلى أن «السيناريو الأساسي الذي يقلق صناع القرار يتعلّق بحسابات خاطئة، مثل حادثة محلية تقود إلى رد من الجانب الآخر وتحدث سلسلة عمليات وردود فعل، التي قد تؤدي إلى حرب لا يريدها الجانبان».

 

تعليقات