حسين درويش ـ الشرق الاوسط
لم تمر مداهمة أحد كبار
تجار المخدرات في منطقة بعلبك (شرق لبنان) يوم الخميس الماضي، من غير تطورات أمنية
وعشائرية، حيث انزلق المطلوب رامز زعيتر (أبو فيصل) إلى تهديد الجيش اللبناني
وقياداته، قبل أن ترد عشيرة آل حمية على «الإساءات والتهديدات»، مطالبة «العقلاء
والحكماء في مختلف العشائر بالتعاون لوضع حد لهذه المهزلة».
وبدأ التوتر يوم الخميس
الماضي حين داهمت دورية تابعة للجيش اللبناني بمؤازرة قوة من مخابرات البقاع، منزل
أبو فيصل زعيتر في حي الشراونة الشمالي بمدينة بعلبك، وعملت على تفتيش بعض أثاث
ومحتويات منزله قرب مستشفى ابن سينا بحثاً عن ممنوعات، علماً بأن زعيتر مطلوب
للدولة بتهم الاتجار بالمخدرات، ويحاول فرض قوته على مستشفى ابن سينا الذي يقع
بالقرب من منزله، حسب ما قالت مصادر ميدانية.
وقالت المصادر لـ«الشرق
الأوسط» إنه طلب من إدارة المستشفى تزويده بالتيار الكهربائي لمنزله ومنزل ابنه
بطاقة كهربائية تبلغ 50 أمبيراً، بدون مقابل مادي، وهو ما دفع إدارة المستشفى
للرفض واللجوء إلى القضاء، حيث قدمت المستشفى شكوى في مخفر فصيلة بعلبك. وتحرك
الجيش على إثره. وعلى إثر المداهمة، اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالتهديد
والوعيد، حيث وزع المطلوب زعيتر تسجيلات صوتية عبر مجموعات «واتساب»، وطاولت
التهديدات قادة مخابرات البقاع في البقاع. ووسع تهديداته لتطاول قائد الجيش العماد
جوزيف عون وقائد القوة الأمنية التي نفذت المداهمة، وهو من آل حمية، حسب زعم
المطلوب زعيتر.
واشتعل سجال عشائري بين
المطلوب وعشيرة حمية التي رأت في التهديدات استهدافاً لأحد أبنائها الضابط في
الجيش. وقالت عشيرة آل حمية في بيان، إن الشباب والعائلات والعشائر، تتمسك بتقاليد
ومبادئ تقوم على مكافحة الفساد والتبرؤ من المفسدين الذين هم عار على سمعتها،
لافتة إلى أنه انطلاقاً من تلك الثوابت «انخرط أكثرية شبابها بالمؤسسة العسكرية
والمقاومة وقدموا التضحيات»، مضيفة: «لا يجوز تشويه ذلك من أجل بعض الأفراد الصغار
الفارين من وجه العدالة لارتكابهم جرائم نكراء لا تمس بصلة لأي عشيرة».
ورأت أن تصريحات زعيتر
تسعى لشدّ عصب البسطاء والشركاء «بهدف خلق بلبلة يراد منها فتنة بين أهل البيت
الواحد من آل زعيتر وآل حمية وغيرهما التي تجمعهما روابط تاريخية بالمحبة والاحترام»،
مشددة على أن العشيرة «تعول على قائد الجيش لتصحيح ما تهدم من الوطن، كما تعول على
قادة الفروع والأقسام والعسكريين المحترمين الذين يقومون بواجباتهم الملقاة على
عاتقهم بكل أمانة وإخلاص وشفافية لترسيخ الأمن والاستقرار وحماية أهلنا وكل
الشرفاء».
ووجهت العشيرة نداء «لكل
العقلاء والحكماء من جميع العشائر للتعاون والتلاحم لوضع حدّ لهذه المهزلة والفوضى
التي تضر الجميع»، مشددة على «أننا نعمل سوياً على محاربة الفاسدين وتسليمهم
للعدالة لمعاقبتهم وتجنيب منطقتنا من انجرارها إلى نفق الفوضى والظلم».
تعليقات
إرسال تعليق