شارك رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله في ورشة عمل حول "التجارة الإلكترونية العابرة للحدود في الدول العربية"، نظّمتها "أكاديمية المسؤولين التجاريين الدوليين في وزارة التجارة الصينية" AIBO. وقال العبد الله إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والبلدان العربية تخطو خطوات ثابتة نحو المستقبل، مدعومة بسياسات حكومية مشجّعة فتحت الباب أمام القطاع الخاص العربي والصيني ليبادرا ويمضيا قُدما في إطلاق المشاريع التنموية المشتركة. وأضاف العبد الله: "نحن أمام فرصة تاريخية لتعزيز العلاقات التجارية العربية الصينية، سواء من خلال النشاطات التجارية المباشرة أو من خلال التجارة الإلكترونية، خصوصا على ضوء التغيرات الجيو – استراتيجية على المستوى العالمي. نحن في العالم العربي نشهد كتابة تاريخ جديد وبزوغ فجر جديد في العلاقات مع الصين، نتيجة توجهات القيادات العربية على مستوى تحقيق تعاون أعمق وأوسع مع الصين التي تمثّل اليوم الاقتصاد العالمي الأكثر نموا، سواء على المستوى الصناعي والتكنولوجي أو على مستوى الناتج المحلي الإجمالي. الناتج الصيني بات يقارع الناتج المحلي في الولايات المتحدة ويكاد يتساوى معه. في العام 2021 حققت الصين نموا في الناتج المحلي بنسبة 8.1 في المئة بحسب مكتب الاحصاءات الصيني، ووصل إلى 17.7 ترليون دولار متخطيا بذلك الإتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن يصبح الاقتصاد الصيني خلال سنوات قليلة أكبر اقتصاد عالمي".
وتُعتبر "أكاديمية المسؤولين التجاريين الدوليين في
وزارة التجارة الصينية" AIBO التي
نظّمت ورشة العمل، مركزا تدريبيا تابعا لوزارة التجارة الصينية، وهي جهاز التعليم
والتدريب الوحيد الذي تُشرف عليه بشكل مباشر وزارة التجارة. ويعود تاريخ إنشاء
الأكاديمية إلى نحو 40 عاما، وهي تشكل مرجعية رئيسية في مجال التدريس والتدريب،
وباتت قاعدة تدريب ومنصة نقاش بالغة الأهمية للوزارء والمسؤولين وقادة الأعمال من
الصين وجميع أنحاء العالم.
وأضاف العبد الله: "الصين قوة عظمى، وعلينا فهم كل
ما تنطوي عليه هذه المكانة الدولية للصين. ومن المتوقع أن تواصل الصين تكبير
اقتصادها على مدى السنوات المقبلة، خصوصا مع انتقال الثروات والصناعات التكنولوجية
والعلمية من الغرب إلى الصين. ومن المتوقع أن يتفوّق حجم الناتج المحلي الاجمالي
الصيني على حجم الناتج في الولايات المتحدة بحلول العام 2025، وهو أبلغ مؤشر على
الصعود الصيني التاريخي".
وتستهدف هذه الورشة التي تمتد لنحو 14 يوما تقديم صورة
واضحة حول الوضع الحالي لتنمية التجارة الإلكترونية العابرة للحدود والسياسات
المتبعة حيالها في الصين، إضافة إلى تسليط الضوء على تطوّر صناعة التجارة
الإالكترونية حول العالم وأهمية ترسيخ التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي بين
الصين والدول العربية.
وشارك في الورشة 11 شخصية صينية مثلت كبرى الشخصيات
المعنية بمجالات مثل: العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الصين والدول العربية،
التجارة الإلكترونية، سياسة التجارة الإلكترونية العابرة الحدود في الصين
وأنماطها، التعاون الدولي في مجال التجارة الإلكترونية العابرة الحدود، مبادرة
الحزام والطريق، مفهوم الحكم والإدارة عند القادة الصينيين، المبادرات الصينية
الدولية، الثقافة الصينية، التجربة الصينية في الإصلاح والإنفتاح والتنمية
الاقتصادية وغيرها من المجالات. وشارك من العالم العربي 25 شخصية عربية متخصصة في
المجالات الاقتصادية والحكومية وباحثون في المجالات التجارية.
وختم العبد الله قائلا: "هذا النوع من ورش العمل
الاقتصادية التي تنظمها AIBO تتيح
لكل القادة حول العالم التعرّف على السياسات الصينية، وتحقيق فهم واقعي وحقيقي حول
التطورات الاقتصادية الصينية".
الجدير ذكره أن AIBO بدأت بتنفيذ مهام التدريب على المستوى الخارجي في العام 1998،
وأطلقت أولى دوراتها التدريبية من الدائرة الاقتصادية الخاصة بالبلدان العربية.
وتشمل المجالات التي تركز عليها الأكاديمية: الادارة الاقتصادية، التجارة
والاستثمار، بناء المناطق التنموية، تنمية الموارد الطبيعية، التنمية المنسّقة
للمناطق الحضرية والريفية، الاتصالات والتكنولوجيا، الطاقة النظيفة وغيرها من
المجالات.
تعليقات
إرسال تعليق