أكد رئيس مجموعة أماكو علي محمود العبد الله أن الصناعة اللبنانية أقوى من العاصفة العاتية التي يمرّ فيها لبنان، ومن التحديات الهائلة التي نتعرض لها وسط الأزمة الاقتصادية الكبرى التي نعيشها، وجزم قائلا: "ستمرّ العاصفة وسيبقى لبنان". واعتبر العبد الله أن الصناعي اللبناني هو ركن أساسي في الاقتصاد الوطني، وجزء رئيسي من الحلول الاقتصادية المقترحة لإنتشال لبنان من أزمته.
العبد الله الذي شارك في
مؤتمر "نبض لبنان الصناعي 2022" الذي تنظمه شركة باراغون Paragon برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ممثلا بوزير الصناعة جورج
بوشيكيان وبحضور وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام ووزير الصناعة
السابق عماد حب الله، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال
توفيق دبوسي، مدير عام وزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر، رئيس غرفة التجارة والصناعة
والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، نائب رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين جورج
نصراوي، رئيس المجلس الاغترابي اللبناني نسيب فواز، وعدد من السفراء، وقال
بوشيكيان إن القطاع الصناعي اللبناني الذي يعاني من حدة المشاكل الاقتصادية، قادر
على تقديم حلول فعّالة تتيح جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من جهة وتوفير
العملات الصعبة من جهة أخرى. لكنه أضاف، إن هذه الانجازات لا يمكن أن تتحقق من دون
إصلاحات جوهرية في الاقتصاد الوطني وفي المالية العامة، وإقرار قانون لضبط
السحوبات والتحويلات، وإقرار موازنة 2022، وتشريع قانون لإعادة هيكلة القطاع
المصرفي. وتابع قائلا: "علينا أن نبدأ اليوم قبل الغد بالإصلاحات، لا يمكن أن
نتأخر في إطلاق قطار إعادة النظر الاقتصادية والمالية الشاملة".
وشدّد العبد الله على
أهمية الكلمة التي ألقاها وزير الصناعة جورج بوشيكيان في المؤتمر، وقال:
"الوزير بوشكيان كان دقيقا وواضحا عندما قال أن لبنان ليس فقيراً وأنه على
مسار التحوّل إلى بلد نفطي، وأن هذا الأمر مرتبط بالصناعة التي سيخوض لبنان غمارها
مع بدء عمليات الاستخراج". وثمّن العبد الله تصريحات الوزير بوشكيان خلال
المؤتمر والتي دعا فيها إلى تحضير الأرضية العلمية والفنية واللوجستية للتحوّل
النوعي الذي سيشهده لبنان".
وقال العبد الله خلال
الجلسة التي استضافها مركز التدريب والطيران التابع لشركة طيران الشرق الأوسط
وحضرها عدد كبير من الصناعيين والشخصيات وفعاليات اقتصادية ودبلوماسية ورجال أعمال
مغتربين وخبراء وملحقين اقتصاديين: "اجتماعنا اليوم هو فعل صمود اقتصادي
ووطني وإنساني لا مثيل له في العالم، لأن ما يحدث في لبنان لا مثيل له في العالم.
لقد أمضيت 40 عاما من عمري في القطاع الخاص، أسسنا شركات وأطلقناها إلى العالمية،
وكنت شاهدا على حروب، وأزمات وكوارث. وكنا في كل محطة من محطات الشدائد والصعوبات،
ننهض مع فريق العمل، لننطلق من جديد نحو آفاق جديدة من النجاح والتألق".
واستضاف مؤتمر "نبض
لبنان الصناعي 2022" ورش عمل وجلسات حوار ولقاءات أدارها وشارك فيها مجموعة
من الصناعيين والاقتصاديين. وسلّط المؤتمر الضوء على الصناعات اللبنانية وأهميتها
وعلى تطورها رغم الصعوبات والعراقيل والتحديات، وعلى ومحاولة ايجاد اسواق خارجية
لتحسين واقع الاقتصاد في لبنان.
كما قدم العبد الله في
كلمته موجزا عن تأسيس وإنطلاقة مجموعة أماكو وعن انتشارها العالمي والأسواق
الرئيسية التي تنشط فيها. كما تحدث عن تطور أعمال مجموعة أماكو على المستويات
المحلية، الاقليمية والعالمية، قبل أن يعرض فيلما قصيرا عن إعادة إعمار مستودعات
الشركة في المرفأ بعد تضررها بشدة نتيجة إنفجار مرفأ بيروت.
وقال العبد الله أن انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020 شكل محطة مؤلمة في تاريخ لبنان، وتسبّب بخسائر هائلة، لكن إرادة الحياة لدى الشعب اللبناني كانت أقوى. وأضاف أن مجموعة أماكو الصناعية التي تضرّرت مستودعاتها في المنطقة الحرة من المرفأ، بادرت بسرعة فائقة إلى المساهمة في إعادة الأعمار، إيمانا منها بدورها الوطني والاجتماعي. وختم قائلا: "هذا الفيلم يروي قصة قصيرة، تجسّد موقفنا الوطني من هذا الحدث الرهيب، ويؤكد إيماننا بقطاع الصناعة اللبناني وبعظمة لبنان وشعبه".
تعليقات
إرسال تعليق