"استعراض عوني" في الفياضية: "رفع سيوف" على بري وميقاتي... هوكشتاين يتجاهل "مهلة" نصرالله وتفاؤل بعبدا "مصطنع"!
كتبت صحيفة "نداء الوطن":
نجح الوسيط الأميركي
آموس هوكشتاين بجمع الرؤساء الثلاثة على "كلمة واحدة"، بعدما لم تستطع
كل المصائب التي نزلت على الشعب اللبناني أن تجمعهم على كلمة سواء، فسمع أمس من
رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال
نجيب ميقاتي موقفاً حضورياً موحّداً في ملف الترسيم، بينما لم تحلّ النعمة
الرئاسية على الملف الحكومي فغاب "الموقف الموحّد" ولم يأت أي ذكر لكلمة
"حكومة" في فهرس الخلوة الرئاسية التي سبقت الاجتماع الموسّع، وكأن
الفراغ أصبح مفروغاً منه، وتقرّر ترك إدارة شؤون الناس والدولة لحكومة تصريف
الأعمال، مع تلميح صريح من الكلية الحربية على لسان عون إلى احتمال أن يلقى مصير
الاستحقاق الرئاسي مصير الاستحقاق الحكومي.
وإذ سارعت الدوائر
الرئاسية إلى تعميم أجواء مفعمة بـ"الإيجابية" من أروقة قصر بعبدا حيال
مفاوضات الترسيم، جزم مصدر واسع الاطلاع بكونه "تفاؤلاً مصطنعاً لا يرتكز على
أي أساس ملموس بعد"، ملمّحاً إلى أنّ الغاية من ورائه "إعطاء انطباع
بأنّ الأمور تسير وفق الخطوط العريضة التي وضعها الأمين العام لـ"حزب
الله" السيد حسن نصرالله وتحت سقف المهلة الزمنية التي حددّها لإنهاء مفاوضات
الترسيم والسماح للشركات بالبدء بالتنقيب في الحقول اللبنانية تحت طائل استهداف
الحقول الإسرائيلية".
غير أنّ المصدر نفسه لفت
إلى أنّ مجرد عودة الوسيط الأميركي إلى بيروت "من دون أن يحمل أي طرح جديد
بالتوازي مع إعلان الخارجية الأميركية استحالة توصل لبنان إلى اتفاق حدودي مع
إسرائيل خارج إطار التفاوض الديبلوماسي، فذلك بحد ذاته مؤشر بالغ الدلالة على كون
هوكشتاين يواصل جهوده بمعزل عن مهلة نصرالله، بل هو تعمّد تجاهل هذه المهلة حين لم
يضرب موعداً محدداً لعودته إلى بيروت، مكتفياً بالإشارة إلى أنها ستكون خلال الأسابيع
المقبلة ما يعني حكماً استنفاد شهر آب في عملية التفاوض وعدم إمكانية التوصل إلى
اتفاق حدودي نهائي قبل حلول شهر أيلول المقبل وفق ما شدد الأمين العام لـ"حزب
الله" في إطلالاته الأخيرة".
أما في المعلومات
المستقاة من مصادر الاجتماع الرئاسي مع هوكشتاين، فأفادت المصادر "نداء
الوطن" أنّ "موقف لبنان في الاجتماع كان واحداً موحداً، بحيث أبلغ
الرؤساء الثلاثة الوسيط الأميركي تمسك لبنان بالاقتراح الذي قدمه سابقاً لناحية
الخط 23 وحقل قانا كاملاً، كما ابلغوه تمسك لبنان بكافة حقوله النفطية".
وأضافت المصادر أنّ
"المحادثات كانت جيدة ولم يحمل هوكشتاين اي اقتراح أميركي لاستخراج مشترك من
حقول المنطقة المتنازع عليها ولا أي طرح عن المشاركة في الحقول الخاصة بلبنان،
إنما حمل جواباً إسرائيلياً يتضمّن القبول بالطرح اللبناني شرط أن يبادر لبنان إلى
التخلي عن مساحة شمال الخط 23 موازية لتلك التي تنازلت عنها اسرائيل في حقل قانا،
مع التأكيد على أن الأجواء إيجابية وفي خلال اسبوعين يصل الردّ إلى لبنان بعدما
أكد لبنان تمسكه بالخط 23 وقانا كاملاً و... هذا آخر ما يمكنه التنازل عنه".
ونفت المصادر الشائعات
التي سرت في الأيام الأخيرة مؤكدةً أن "لا تقاسم ثروات في البلوكات التي هي
ضمن سيادة لبنان كاملة ولم يطلب احد من لبنان تمرير أي أنابيب غاز عبر الحقول
اللبنانية"، وأشارت إلى أنه "ليس هناك فترة زمنية محددة لعودة هوكشتاين
إلى لبنان لكن يُرجّح أن تكون ضمن أسبوعين، في ضوء توافق الجانبين اللبناني
والأميركي على أنّ الفجوة ضاقت".
وقبل بعبدا، كان الشمل
الرئاسي قد التأم صباحاً على منصة الاحتفال بعيد الجيش في الفياضية، حيث بدا
لافتاً استغلال رئيس الجمهورية المناسبة لتمرير الرسائل السياسية فبادر إلى
"رفع السيوف" في وجه كل من رئيس المجلس والرئيس المكلف، مقابل تقديم
"استعراض عوني" على هامش الاستعراض العسكري، كما وصفته مصادر حكومية،
كال من خلاله عون "المديح لنفسه ولعهده وألقى بلائمة الانهيار على كل من سواه
في البلد، على اعتبار أنه من يقود دفة الإصلاح بينما باقي اللبنانيين فاسدون
يحاربونه ويعيقون جهوده الإصلاحية"، لتكتفي رداً على خطاب الفياضية بالقول:
"لعلّ أكثر ما أرعب اللبنانيين أمس كان تلك العبارة التي قالها فخامة الرئيس
وأعرب فيها عن الأمل بأن يأتيهم رئيس جديد يواصل مسيرته"!
تعليقات
إرسال تعليق