مؤتمر "إستشراف مستقبل التدريب والتنمية في الوطن العربي" يختتم أعماله في لبنان.. و يُكرم علي العبد الله "لدعمه التدريب والتنمية البشرية وخدمة المجتمع" (خبر + صور)
اختتم "المؤتمر الدولي الأول:
إستشراف مستقبل التدريب والتنمية في الوطن العربي" أعماله في لبنان بعد
استضافته عدد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية ومرجعيات وفعاليات من
القطاعين العام والخاص ووفود من البلدان العربية. وعُقد المؤتمر برعاية وزير العمل
في حكومة تصريف الأعمال د. مُصطفى بيرم، ونظّمته "الدولية للتنمية
والخدمات" IDAS
بالتعاون مع معهد "نيو وورلد الأهلي – الكويت".
وشهد المؤتمر، إقامة رئيس مجموعة
أماكو علي العبد الله حفل عشاء للمشاركين، وتكريمه بـ "دكتوراه فخرية"
من معهد "نيو وورلد" New World Academy في مجال الخدمة الاجتماعية والتدريب نظرا لمساهتمه الفعّالة في
نشر ودعم رسالة التدريب والتنمية البشرية وخدمة المجتمع. وقال المسؤولون عن معهد
"نيو وورلد" أن منح العبد الله شهادة الدكتوراه الفخرية جاء بناء على
ترشيح الجهاز الاستشاري ورئيس فرع لبنان وبعد استيفاء المتطلبات المقررة لمنهجية
الأكاديمية.
وشارك في المؤتمر الذي عُقد على مدى
يومين، عدد كبير من المتحدثين ضمّ وزير الصحة السابق د. حمد حسن، السفير التونسي
في لبنان الدكتور بوراوي الإمام، رئيس مكتب لبنان سامر عفيف غدار ورئيس الجهاز
الاستشاري د. محمد سلمان الغريب، إضافة إلى د. محمد قانصو، المهندس جمال جوني،
رئيس بلدية قناريت زين خليفة، مديرة كلية العلوم الإجتماعية - الفرع الخامس د.
هويدا الترك، مدير شبكة الزهراني الإخبارية ZNN محمد غزالة إضافة إلى شخصيات سياسية وتربوية وإجتماعية وبلدية
ورجال أعمال وسط حضور عربي لافت من: تونس، الكويت، سلطنة عمان، أريتريا، السودان،
سوريا والعراق.
وفي كلمة له قال وزير العمل في حكومة
تصريف الأعمال الدكتور مُصطفى بيرم إن وزارته خاضت خلال الفترة الماضية ورغم
الظروف الصعبة تجربة مشرّفة في مجال التنمية والتدريب، إضافة إلى توفير الفرص أمام
الشباب. كما تحدث علي العبد الله في المؤتمر، فقال إن قطاع التدريب والتنمية هو
واحد من أهم وأخطر التهديدات الوجودية، المسلّطة علينا كالسيف في لبنان كما في
سائر البلدان العربية، وهو القطاع الذي يحصل على فُتات الاستثمارات والانفاق
الحكومي.
حفل العشاء
وإستضاف علي العبد الله ضيوف المؤتمر
في حفل عشاء أقامه في صيدا وشارك فيه عدد كبير شخصيات القطاعين العام والخاص ووفود
الدول العربية التي شاركت في أعمال المؤتمر. ومن بين المشاركين وزير الصحة السابق
حمد حسن، النائب علي عسيران، النائب ميشال موسى، سفير الجزائر عبد الكريم ركايبي،
رئيس مجلس إدارة إيدال مازن سويد، رئيس الدائرة التجارية في السفارة العراقية عماد
سعيدون، المدير العام المساعد لمعهد البحوث الصناعية مارون سيقلي ، رئيس بلدية
البرامية جورج سعد ، رئيس بلدية مجدليون بيار صليبا ، رئيس بلدية بقسطا ابراهيم
مزهر، مصطفى حجازي من بلدية صيدا، رئيس جمعية تجار صيدا علي الشريف، رئيس الجهاز
الاستشاري د. محمد سلمان الغريب ، رئيس مكتب لبنان سامر عفيف غدار ، إضافة
إلى د. محمد قانصوه ، وعدد من المرجعيات
والشخصيات.
كلمة العبد الله
وفي كلمة له خلال المؤتمر، قال علي
العبد الله: "ربما جوهر أزمتنا في هذا المجال يكمن في عدم وجود إيمان لدى بعض
القيادات السياسية والحكومية على امتداد بلدان المنطقة بأهمية تأهيل الكوادر ودعمها
وتدريبها، تمهيدا لمساهمتها في عملية الانتاج والابتكار والتغيير. وللدلالة على
مدى تقاعسنا في هذا المجال، يكفي أن نقرأ تقرير اليونسكو الصادر في نيسان من العام
الحالي، والذي يوضح أن حصة العالم العربي من مجموع الانفاق العالمي على البحث
والتطوير، لا تتخطى 1 في المئة، وفي بلدان عربية عدة تصل نسبة الانفاق في هذا
المجال إلى الصفر. فكيف يا ترى سنتوقع سياسات إنفاق محترمة على التدريب والتنمية
في عالمنا؟".
وتابع قائلا: "علينا الاعتراف
أولا أننا على هامش الحضارة العالمية عندما يتعلق الأمر بالتنمية والتطوير والتدريب
والانتاج والابتكار والمعرفة والاكتشاف والابداع. عندما نعترف بذلك، نبدأ بالسير
على الطريق الصحيح. وأظن أن السبب الرئيسي لهذه الأزمة هو وقوع معظم النخب
السياسية والفكرية والأكاديمية في فخّ نموذج الاستهلاك بدلا من نموذج الانتاج.
اقتصاداتنا يا سادة، هي اقتصادات قائمة على مفهوم الاستهلاك، ومجتمعاتنا بمعظمها
هي مجتمعات استهلاكية، تجعل الابتكار أمرا رفاهيا غير مقدّر لدى أحد، وهذه واحدة
من أخطر السياسات المُعتمدة، والتي أدت إلى هجرة الأدمغة من عالمنا".
واضاف: "كلنا نسمع عن شخصيات
عربية أبدعت في بلدان الاغتراب التي تعتمد نموذج الانتاج والابتكار، مدفوعة ببرامج
التدريب والتأهيل وصقل المهارات. مرة نسمع عن طبيب سعودي نجح في إنقاذ حياة طفل
أميركي من خلال عملية جراحية لقلبه وهو في داخل رحم أمه، ثم يصف الاعلام الأميركي
العملية بـ "المعجزة". ومرة نسمع عن انجازات عالم الفضاء اللبناني
الأميركي شارل العشّي. قصص كثيرة نسمعها عن عرب حققوا المعجزات في بلدان الاغتراب.
وبرأيي، السبب الرئيسي لنجاح العرب في بلدان الاغتراب وفشلهم في بلدانهم، هو أننا
نخرّج الأمّيين من مدارسنا وجامعاتنا، فيما البلدان الأخرى تخرّج المبدعين ثمّ
تدرّبهم وتنمّي قدراتهم ومواهبهم كي يحققوا الانجازات والمعجزات ويبنوا دولا
مُنتجة متقدمة ومُبدعة. لن أتحدث كثيرا عن أهمية التدريب والتنمية، خصوصا وأنكم
جميعا خبراء في هذا المجال، لكن دعوني أخبركم عن تجربة بسيطة في مجموعة أماكو
الصناعية على مستوى االتدريب والتعليم وتطوير القدرات. لقد أطلقت مجموعة أماكو منذ
فترة مبادرة تعليمية وتدريبية متكاملة، مخصّصة للقطاع المهني والتقني بالتعاون مع
المديرية العامة للتعليم المهني والتقني. وتستند مبادرة مجموعة أماكو إلى ثلاثة
ركائز: الأولى هي توفير الدعم المادي للتكفّل بدفع بدلات تسجيل الطلاب. والثانية
تتجسّد في تزويد منهاج تدريبي نظري وتطبيقي في مجال صناعة وتشغيل وصيانة آلات
الورق الصحي. أما الركيزة الثالثة فعبارة عن تزويد الطلاب بآلة لصناعة الورق
الصحي، للتدرب عليها واستخدامها في الصفوف النظرية والتطبيقية".
وختم قائلا: "لقد قمنا بهذه المبادرة، إيمانا منا بأهمية التدريب والتنمية والتحوّل من اقتصاد استهلاكي إلى اقتصاد انتاجي، والخطوة الأولى تبدأ عند دعم التدريب وتنمية المهارات. أعلم أن الطريق طويل، لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، تماما كما هو الحال بالنسبة إلى قضية المسؤولية الاجتماعية التي نوليها إهتماما خاصا. وسنشاهد الآن معا فيلما قصيرا يجسّد التزامنا بالمسؤولية الاجتماعية. في هذا الفيلم نسلّط الضوء على مبادرت مجموعة أماكو عامي 2020 و2021 إلى توزيع أجهزة التنفّس على جمعيات ومرجعيات في كل لبنان للمساهمة في إنقاذ أرواح الناس".
تعليقات
إرسال تعليق