تذاكر الموت نقطعها بايدينا.. تعددت المكبات والخطر واحد

امل جفال / مديرة البيئة والتنمية في نقابة الغواصين المحترفين

تتفاقم الأخطار في ظل الازمة الراهنة في البلد وتغرق الأحياء والشوارع بالنفايات وبدل غيوم الشتاء المليئة بالخير والبركة غطت سماء لبنان دخان المكبات المشتعلة وسجلت القضية تحت اسم مجهول من المسؤول ؟ وما الحل ؟

حرق النفايات في الهواء الطلق في مختلف أنحاء لبنان، يعرّض السكان المجاورين لمواقع الحرق لمخاطر صحية، وينتهك حقهم بالصحة، فوجود 617 مكباً للنفايات الصلبة في جميع أنحاء لبنان لا تخضع للرقابة، وأكثر من 150 منها تُحرَق أسبوعياً على الأقل.

ومن الملاحظ إن العديد يقومون بحرق النفايات في ساحة البيت أو بمكان مفتوح آخر يؤدي إلى انبعاث المواد الخطرة وذلك لان الاحتراق غير كامل، مع العلم ان  الدخان المنبعث من حرق النفايات يحمل الغازات المختلفة والجزيئات السامة التي تضر بالصحة.

ويسبب الدخان الحرقة في العينين و الانف وفي الحلق بالاضافة إلى السعال والصداع وضيق التنفس و الربو أيضا، اما المواد المنبعثة من الاحتراق الجسيمات المتنفسة وخاصة الصغرى منها, والكربوهيدرات والفورمالدهيد وهو مركب عضوي غاز عديم اللون في درجة الحرارة العادية، سريع الذوبان في الماء وقابل للاشتعال، مادة صنفتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان كمادة مسببة للسرطان والديوكسينات .

لايملك لبنان خطة لإدارة النفايات الصلبة للبلد بأكمله، ولكن يجب فرض حظر على حرق النفايات في الهواء الطلق، كما على وزارة البيئة والقضاء محاسبة المخالفين.

على وزارة البيئة مراقبة التلوث البيئي الناجم عن المكبات المكشوفة والحرق في الهواء الطلق ونشر النتائج.

وعلى وزارة الصحة مراقبة الآثار الصحية لهذه المكبات والحرق ونشر النتائج، ونصح السكان حول كيفية التخفيف من المخاطر الصحية.

وعلى البرلمان تبني قانون وطني حول إدارة متكاملة للنفايات الصلبة، يشمل البلد بأكمله وليس فقط بيروت وجبل لبنان، ويأخذ بعين الاعتبار الآثار البيئية والصحية المرافقة.

اما المسؤولية لا تقع على عاتق الدولة وحدها فهذه النفايات هي نتيجة مخلفات استعمالنا اليومي وهي تتراكم بشكل غير صحي وغير واعي ناتج عن استهتار لان أغلبية الشعب أصبح واعيا للمشكلة ويمكنه المساهمة في الحل من خلال الفرز من المصدر وتخفيف استعمال المواد التي تنتج عنها نفايات غير قابلة للتحلل لنعمل معا لاعادة بناء ماتدمره ايدينا.






تعليقات