رأفت نعيم ـ المستقبل
انشغلت مختلف الأوساط ووسائل التواصل الاجتماعي في مدينة صيدا بمتابعة حقيقة خبر فرار فتى يعمل في مجال التداول بالعملات الرقمية" crypto trader" وبحوزته مئات آلاف الدولارات الأميركية تعود لأشخاص يشغل لهم أموالهم .
وفي هذا السياق ، كشفت مصادر مطلعة في المدينة لـ"
مستقبل ويب" ان الفتى المذكور وهو القاصر "م. ش." طالب ثانوي في
احدى مدارس المدينة ، وناشط ومتمرس في مجال التداول بالعملة الرقمية "
كريبتو" ، وكان عمله في البداية يقتصر على تشغيل مبالغ صغيرة يودعها بعض
المعارف والأصدقاء لديه مقابل هامش ربح يوزعه عليهم ، ولكن سرعان ما اتسع نشاطه
وكبر وبدأ يقبل بأخذ مبالغ كبيرة لتشغيلها في التداول الرقمي ، حتى استطاع جمع مبلغ
ضخم جدا بالدولار الأميركي.
وذاع صيته بين
الناس حتى بات مقصداً للمزيد من الراغبين في تشغيل أموالهم ، ومن بينهم سماسرة
ووسطاء لمودعين لا يعرفونه ، كانوا يأتون بالأموال من اصحابها ويسلموه اياها
ويأخذون عمولات عليها ..
لكن - بحسب المصادر نفسها- بعد فترة قصيرة ، وقع الفتى الطموح في خسارة كبيرة بعدما وضع جزءاً كبيراً من المال الذي جمعه في تداول رقمي فيه شيء من المغامرة يطلق عليه اسم "الفيوتشر " وهو عبارة عن شراء أو بيع أصول مالية معينة في تاريخ مستقبلي، وبسعر معين بغض النظر عن سعر السوق في وقت الاستحقاق.عندها اضطر المذكور للإستعانة بجزء من أموال المودعين، واضطره بالتالي الى تخفيض نسبة الربح التي كان يعطيها لكل منهم ما اثار استياءهم .
وتضيف المصادر : ولما زاد الضغط عليه في هذا الخصوص ، أوكلت عائلة الفتى المذكور الى محام من منطقة شرق صيدا مهمة التفاوض مع مودعين لديه ، وبالفعل اتصل المحامي ببعضهم وابلغهم ان وكيله على استعداد لإعادة المبلغ الأساسي الذي اودعوه لديه ، فقبل بعضهم وآخرون فضلوا الانتظار لأخذ الربح كاملاً .
وتتابع هذه المصادر : لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد ، لأن أصحاب الأموال المودعة سرعان ما استشعروا ان ثمة أمراً غير طبيعي فراحوا يطالبون بأموالهم مع أرباحها كاملة ، لكنه لم يستطع تلبية الجميع ، واصبح يأخذ من المودع الجديد ليسدد للقديم .. علما أن هذه الأزمة جعلته غير قادر على متابعة نشاطه المعتاد بالتداول الرقمي .ولما توالت الاتصالات عليه وعلى عائلته ، غاب عن السمع ثم عن النظر، ما عزز الشكوك لدى المودعين بأنه ربما قد يكون فر بالمال الى جهة مجهولة.
حتى الآن لا شكوى او دعوى قضائية بحق " م. ش."، وهناك من يقول أنه فر بالأموال التي جمعها ، لكن الثابت حتى الآن أنه متوار عن الأنظار، وأن هذه القضية تبقى حديث الساعة في صيدا والناس على وسائل التواصل الاجتماعي لحين جلاء حقيقة ما جرى !
تعليقات
إرسال تعليق