مسؤولية تربية الابناء اكثر اهمية من انجاب الاطفال..

سهى خيزران

مما لا شك فيه ان العائلة هي اللبنة الاولى في بناء مجتمع سليم متعافى، والعائلة تتكون من أب وأم واطفال، بعد الزواج يبدأ حلم الزوجين بإنجاب اطفال والحصول على ذرية صالحة، متناسيين شروط الحصول على الذرية الصالحة.. وهي التالية:

اولاً..  من اهمها الوعي الكبيرعند الاهل بمسؤولياتهم الجسام تجاه الابناء وكيفية العمل على الاهتمام بالتربية العقلية والصحية والنفسية عند الاطفال، بما ان هؤلاءالاطفال امانة لدى عائلتهم اولا، ثم مسؤولية لدى المجتمع لضمان مستقبل حياتهم ثانياً،

 ثانياً: ان يُحسن كل من الزوجين إختيار شريك حياته، كونك أب وأم هذا يُعتبر من اكبر واهم واعقد الادوار تحديا في العالم، مسؤولية تربية الاطفال تقع على عاتق الزوجين، الام والاب، ولا يُسمح ومن غير المقبول لاي طرف منهما بان يرمي بهذه المسؤولية على عاتق الطرف الآخر ويتنصل من مسؤوليته تجاه ابنائه، بحجة إنشغال اي منهما بتأمين مستقبل العائلة المادي والضغوطات الاقتصادية، والعودة من العمل متعبين، وعدم توفر وقت لهؤلاء الابناء للاهتمام بهم ورعايتهم ومجالستهم ومتابعة شؤونهم،  بينما يجدون وقت لزيارة الاصدقاء واستقبال الزوار،

وعادة ومن الطبيعي والمألوف ان الاهل يبذلون كل غالي ونفيس من اجل اولادهم وتأمين متطلباتهم، وينسوا توفير علاقة موضوعية وصحية وايجابية مع اطفالهم، مما يعطي الاطفال فرصة  لتطوير علاقات ايجابية مع الآخرين، والعلاقة الصحية عند الاطفال تبدأ من خلال العلاقة الصحية اي الرصينة والمستقرة بين الزوجين من اجل بناء جيل سليم.

الطفل انسان، صفحة بيضاء نقية، علينا نقش الوان الحب والسعادة والامل عليها، منذ ولادة الطفل تتكون لديه احاسيس ومشاعر ومتطلبات وقدرات واحلام وآمال وطموحات، التربية الصحيحة ترسم اولى خطوط مسار الحياة السليمة الناجحة، وحسب رأي احد علماء النفس...(الرجال لا يولدون بل يُصنعون )، يولد الذكر من رحم امرأة، اما شخصية الرجال فهي تُصنع في رحم الحياة، ومن المعروف ايضا ان اهم عناصر العائلة المؤثر بشكل مباشر على افرادها هو الام، (الام مدرسة إن اعددتها.. اعددت شعباً طيب الاعراق)، إهمال تربية الابناء تُعتبر جريمة بكل ما للكلمة من معنى بحق الطفل وبحق المجتمع، ويترتب عليها اوخم العواقب، لهذا قبل ان يفكر الزوجين  بانجاب طفل، عليهم  ان يسألوا انفسهم عن قدرتهم في تحمل مسؤولية هذه النفس البشرية وكيفية الوصول بها الى شاطىء الامان والسلامة والنجاح، الكثيرين من ازواج مجتمعنا يخوضون تجربة التربية دون سابق تأهيل او تعلم، وعندها يجدون انفسهم غير راضين عن ادائهم، فيدخلون في حالة من التأنيب والتشتت والحيرة.،وربما العجز والفشل..

عوامل عديدة واساسية تؤثر في تشكيل شخصية الانسان ونمط تفكيره، واول عالم ومجتمع اجتماعي يواجهه  الطفل هو العائلة، التي لها الاثر الاكبر في تنشئته  الاجتماعية وبشكل اساسي في تكوين شخصيته، من خلال التفاعل والعلاقات بين الافراد والاساليب والصفات التي تتمتع بها وتتبعها الاسرة، اولا، في كيفية تعامل الزوجين بين بعضهما واحترامهما لبعضهما واحترام كل طرف رأي الطرف الآخر وسهولة الحوار والنقاش داخل العائلة، ثم العلاقات والاساليب التي تتبعها الاسرة في تعاملها مع الآخرين، من ناحية الصدق والاحترام والتفكير بعواقب ارتكاب اي خطأ بحق الآخرين او بحق المجتمع، الامر الذي يجعل الاولاد فعالين في تنمية المجتمع فيما بعد، التربية والتوجيه الصحيحان للطفل يزيدان من وعيه وينميان لديه القدرة على وضع اهداف واقعية يُمكن تطبيقها على المدى القصير والطويل، ليبني حياة سعيدة وفق هذه الاهداف، الانسان الطفل، ليس شيء ملك لنا، بل هو روح ونفس واحساس وبالتالي هو ملك نفسه وملك الحياة القادمة التي سيعيشها، لهذا علينا ان نساعده على الشعور بالثقة ( من خلال عدم المبالغة بالخوف والقلق عليه، بل مراقبته عن بعد) والرضا والقناعة بظروف اهله وايضا نساعده في رسم احلام جميلة حتى يستطيع ان يحلم بمستقبل جميل وتنمية الشغف لديه وتدريبه على كيفية تحقيق اي هدف وعدم توجيه التوبيخ له بشكل دائم خاصة بوجود اشخاص غرباء عن العائلة وحتى اخوته، مما يجعل الطفل في حالة من التوتر الدائم وانعدام الثقة بالنفس،  وتعليمه معنى الكرامة والدفاع عنها، ولا ننسى اظهار الحب للطفل واشباعه عاطفياً حتى لا يطلبه في اماكن اخرى.

هذا كله يُعتبر عوامل داخلية، اما العوامل الخارجية والتي ايضا تلعب دوراً كبيرا في بناء شخصية الفرد، الحضانة ثم المدرسة وبعد ذلك الجامعة والاصدقاء والمعارف الذين يمرون في حياة الانسان، المدرسة هي البيت الثاني للطفل، الذي تتبلور به شخصيته، المدرسة هي ليست مكان فقط لتلقي العلم والمعرفة، هي المكان الذي تتكون فيه شخصية الطفل من خلال تعامل المدرسات والمدرسين معه، وحتى ادارة المدرسة، ورفاق الصف، ولطالما إتخذ الكثير من الاطفال بعض من معلميهم قدوة لهم، دور المعلم مهم جدا في بناء البعد الاخلاقي او هدمه عند الطفل، لهذا اختيار المدرسة امر مهم .

انجاب طفل مسؤولية كبيرة، يترتب عليها تحمل مسؤولية انسان، كنتَ من اسباب وجوده في هذه الحياة، تربية الطفل لا تتوقف عند تأمين افضل انواع الطعام وافخم انواع الثياب والعمل على ادخاله افضل المدارس واهم الجامعات، بل التركيز على الغذاء العقلي للطفل وتدريبه على اتخاذ قرارات صغيرة بما يتناسب مع مرحلة عمره، كاختيار لعبة او ثياب، مما يجعله يتحمل نتائج خياراته الكبيرة فيما بعد، ويبتعد عن الاتكالية وان لا نتدخل في اختياراته وقراراته الصغيرة بشكل أولي وان يكتفي الاهل بتقديم النصح وبعض الارشادات وان نفتح مساحة الحوار بشكل دائم ومستمر، حتى لو كنا نعلم انه على خطأ، الحوار يجعل الانسان يفكر بما يتفوه به، الحوار يجعل العائلة قريبة من بعضها، تتشارك في كافة المواضيع الحياتية، من أجّل مهام الوالدين الاهتمام ببناء شخصية الطفل والعمل على بناء فكره بشكل صحيح وسليم بعيدا عن مشاكلهم وخلافاتهم الخاصة، حتى يكون انسان فعال في مجتمعه وبيئته.

 

تعليقات