السفير الجزائري عبد الكريم ركايبي خلال حفل وداعي لمناسبة انتهاء مهامه الدبلوماسية: الجزائر تولي اهتماما كبيرا لعلاقاتها مع لبنان (خبر + صور)
قال السفير الجزائري عبد الكريم ركايبي الذي يودع لبنان قريبا مع انتهاء مهامه الدبلوماسية، إن رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون يولي لبنان أهمية كبيرة، وقد تم تعيين سفير جديد في لبنان يمتلك تاريخا وخبرة طويلة في المجال السياسي. كلام السفير ركايبي جاء خلال حفل غذاء أقامه على شرفه رئيس مجموعة أماكو علي محمود العبد الله في صيدا، الذي قدم له أيضا درعا تكريميّا بمناسبة انتهاء مهامه الدبلوماسية في لبنان.
وقال النائب قاسم هاشم
خلال الحفل: "يُسعدنا أن تكون لنا أطيب العلاقات مع شقيقتنا الجزائر، هذه
الدولة التي كانت ولا زالت عنوانا ورمزا للتضحية وللهوية والانتماء، فكانت دولة
المليون شهيد". أما علي محمود العبد الله فقال أنه عندما ننظر إلى العلاقات
اللبنانية الجزائرية نتيقن فورا أن ثمة ما يجب معالجته خصوصا على مستوى التبادل
التجاري المتواضع بين البلدين. ولعلنا نحن اللبنانيون مدعوون لإعادة قراءة العلاقة
مع هذا البلد الصديق الذي لم يتردد لحظة في دعم لبنان.
وشارك في حفل الغذاء
مجموعة من الشخصيات يتقدمهم رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية اللبنانية
النائب قاسم هاشم، النائب د. أسامة سعد ممثلا بالسيد طلال أرقدان، السفير الأردني
وليد الحديد، السفير التونسي بوراوي الإمام، سفير سلطنة عمان د. أحمد بن محمد
السعيدي، سفير ساحل العاج كريستوف كواكو، سفير نيجيريا فوق العادة في لبنان غودي
مودو زنابورا، الوزير السابق عماد حب الله، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان،
رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح، بالإضافة إلى عضو هيئة الرئاسة في حركة
أمل د. خليل حمدان، الشيخ زيد ضاهر، د. بسام محمود، رؤوف أبو زكي، علي الشريف
والقضاة ماهر الزين، هاني البرشا، نور الدين صادق. كما شارك في الحفل رؤساء
البلديات جورج سعد، بيار صليبا، ابراهيم مزهر، والسادة نادر عزام، سامر عبدالله،
طارق عكاوي، د. قيصر حجازي. و عدد من رؤساء الهيئات والجمعيات الاقتصادية
والصناعية وغيرهم من الشخصيات.
وجاء حفل الغذاء وسط
نهار طويل للسفير الجزائري في صيدا برفقة علي العبد الله، تخلّلته زيارات مشتركة
إلى كل من النائب الدكتور عبد الرحمن البزري و رئيسة "مؤسسة الحريري للتنمية
البشرية المستدامة" النائبة السابقة بهية الحريري، ورئيس غرفة التجارة
والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد صالح.
وخلال حفل الغذاء كانت
كلمات لكل من النائب قاسم هاشم والسفير عبد الكريم ركايبي وعلي العبد الله. وتحدث
النائب هاشم، فقال: "يطيب لي أن أكون بينكم اليوم لنكرّم معا أخا وصديقا من
بلد يمثل أحد أبطال هذه الأمة، ونحن نعتز بتاريخه وإنتمائه، وهو الذي عبّر دائما
وأبدا عن صدق الالتزام بقضايا الأمة، كل الأمة، بكل أبطالها وفي كل المراحل وفي كل
الأزمات". وأضاف: "يُسعدنا أن تكون لنا أطيب العلاقات مع شقيقتنا
الجزائر، هذه الدولة التي كانت ولا زالت عنوانا ورمزا للتضحية وللهوية والانتماء،
فكانت دولة المليون شهيد. ولا غرابة أن يُكرّم اليوم هذا السفير في هذه المدينة،
بوابة الجنوب، عاصمة الجنوب، عاصمة المقاومة في هذا الوطن لنؤكد أن ما يجمعنا في
لبنان والجزائر هو هذه الهوية وهذا الانتماء، في مواجهة الاستبداد والعدوان،
ودائما من أجل الكرامة، من أجل العرب، من أجل العروبة، من أجل الإسلام ومن أجل
الانسان دائما وأبدا".
وأضاف هاشم: "نعم،
أؤكد على ما تفضل به أخي علي العبد الله صاحب هذه المبادرة الطيبة، وهو الذي
عوّدنا دائما أن يكون طليعيا في كل المحطات وأن يكون صاحب مبادرة، شكرا له على هذا
اللقاء الطيب، وعلى هذه المناسبة التي لا بد أن تتكرر مع كل أشقائنا ومع كل
سفرائنا العرب، لأننا نطمح دائما إلى أفضل العلاقات مع أشقائنا العرب. وهذا الوطن
له ما له من تاريخ، ومن عناوين في تاريخ العروبة وتاريخ هذه الهوية، ولنا من خلال
علاقاتنا مع أشقائنا في الجزائر الكثير الكثير، وهم الذين بادروا دائما إلى مد يد
العون إلى هذا الوطن في كل المناسبات. لكن قد يكون التقصير منّا ومن حكوماتنا ومن
بعض مؤسساتنا، ولكن نقول لنا كل الخير في هذه الجمهورية وفي كل ما يمكن أن تمدّ
وطننا به، سواء في المرحلة الماضية أم في المستقبل القريب والبعيد. شكرا سعادة
السفير على كل ما أعطيته لوطنك الثاني لبنان، شكرا أخي علي العبد الله وشكرا لكم
جميعا".
أما السفير ركايبي، فقال
في كلمته: "لقد قال أخي علي العبد الله كل شيء، وبالتالي لن أكرر الكلام عن
الجزائر وعن العلاقات اللبنانية الجزائرية، وإنما ستقتصر كلمتي على الشكر. الشكر
أولا إلى أخي علي العبد الله الذي أتاح لنا الفرصة، وهذه المبادرة الطيبة التي
سمحت لنا بلقاء أصدقاء وأخوة لم نلتقي بهم منذ فترة. كما أشكر أيضا جميع
اللبنانيين دولة وشعبا الذين تعاونوا معنا على تمتين و تطوير العلاقات اللبنانية
الجزائرية، والشكر موصول للحضور الكريم، شكرا لكم جميعا على حضوركم رغم انشغالكم
بأعمالكم وبُعد المسافة بين بيروت وصيدا".
وأضاف: "أود أيضا، وكما وجّه أخي علي العبد الله رسالة من اللبنانيين إلى الجزائر، أن أوجه رسالة من الجزائر إلى اللبنانيين، وأقول إن هناك اهتماما كبيرا من الجزائر بلبنان، والدليل على ذلك هو تعيين السفير الجديد، وهو يمتلك تاريخا وخبرة طويلة في المجال السياسي، وهذا ينطوي على الأهمية الكبيرة التي يوليها رئيس الجمهورية الجزائرية للبنان. أطلب من الأخوة اللبنانيين استغلال هذه الفرصة، الجزائر تفتح أبوابها للمستثمرين في كل المجالات. كما أغتنم هذه المناسبة لأقول لكم إن مشاركتي اليوم في هذا اللقاء ليست وداعا، بل تأكيد على أن لكم في الجزائر أخا، طبعا أن لا أقول أنني سأكون "السفير" اللبناني الثاني في الجزائر بل أخ تربطكم به علاقات. وأدعوكم لزيارة الجزائر حيث ستجدون لكم أخا يرحب بكم في وطنكم الثاني".
وفي كلمته قال علي العبد
الله: "بين لبنان والجزائر ما هو أبعد من التاريخ والجغرافيا والجيرة الطيبة،
وأعمق من الثقافة واللغة وأبعد من الجامعة العربية على أهميتها، وأكثر أهمية من
محبة الشعبين لبعضهما وحتى أعمق من عروبتنا المشتركة. إن ما يجمع بلدينا أيها
السيدات والسادة هو تقديسنا للحرية، ورؤيتنا لمعنى الكرامة الانسانية ونظرتنا
للأخلاقيات والأصول التي تحكم حياتنا ومجتمعنا، وتصنع غدا أفضل للأجيال المقبلة.
وهي العوامل التي تجمعنا أيضا بأخوتنا في البلدان العربية من المحيط إلى الخليج،
وباقي أصدقائنا في دول العالم".
وأضاف: "الجزائر هي
أكبر بلد أفريقي وأكبر بلد عربي وعاشر أكبر بلد في العالم من حيث المساحة، وواحدة
من أكبر الأسواق في المنطقة، بوجود سوق ناشط يستند إلى عدد سكان يتخطى 44 مليون
نسمة. فضلا عن ذلك، تعد الجزائر بوابة اقتصادية رئيسية للتبادل التجاري بين
أفريقيا والعالم العربي. ولهذا عندما ننظر إلى العلاقات اللبنانية الجزائرية نتيقن
فورا أن ثمة ما يجب معالجته خصوصا على مستوى التبادل التجاري المتواضع بين
البلدين. ولعلّنا نحن اللبنانيون مدعوون لإعادة قراءة العلاقة مع هذا البلد الصديق
الذي لم يتردد لحظة بعد انفجار مرفأ بيروت في إرسال الفرق الطبية والأدوية
والجراحين والدفاع المدني ومختلف المستلزمات الصيدلانية وباخرة تحمل مواد البناء
لدعم الشعب اللبناني. وإنطلاقا من هذه المعطيات، يجب علينا في لبنان أن نعمل بجدية
أكبر على تطوير العلاقات الاقتصادية مع الجزائر، خصوصا من خلال إعفاء مجموعة من
الصادرات اللبنانية والجزائرية من الرسوم الجمركية، وصولا إلى إلغاء الازدواج
الضريبي على السلع والبضائع".
وقال: "سيكون من
الأهمية بمكان دعم رجال الأعمال من البلدين من خلال تحسين مناخ الاستثمار وتسليط
الضوء على المجالات الاستثمارية وفرص تطوير الأعمال في البلدين. ولا ننسى أيها
الأصدقاء أن الجزائريون ناشطون على المستوى الاقتصادي في لبنان، تماما كاللبنانيين
الذين ينشطون في العديد من القطاعات الاقتصادية الجزائرية ابتداءا من المؤسسات
المالية والأعمال مرورا بالخدمات الفندقية والسياحية وصناعة النفط والبناء
والاستثمار في مجال البنى التحتية والتطوير العقاري والصناعة، إضافة إلى مجالات
أخرى كالدراسات الاقتصادية والتجارية والهندسية. لا أريد الإطالة في الجانب
الاقتصادي، لكنني أدعو الجميع في لبنان إلى بذل جهود إضافية لتعزيز العلاقات مع
الجزائر، التي لطالما فتحت لنا أسواقها ودعمت رجال الأعمال. قد تمر علاقات الدول
في مراحل من الصعود والهبوط، لكن من الأهمية تحديد فرص تطوير العلاقات بين البلدين
للعمل على تدعيمها وتطويرها".
وتابع قائلا: "منذ
أن تولّى الصديق والأخ السفير عبد الكريم ركايبي مهامه الدبلوماسية في لبنان،
تيقنت أنني أمام رجل دبلوماسي عربي يمتلك عمقا تاريخيا واجتماعيا وثقافيا مميزا.
لقد ترافقنا في العديد من المناسبات، وأقربها إلى قلبي عندما غرس السفير شجرة أرز
في محمية الباروك بإسم الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. ولمست لدى السفير
ركايبي مدى وطنيته عندما زرناه للمباركة بالاستفتاء الدستوري، الذي دلّ على رقي
الشعب الجزائري، خصوصا وأنه خيار حضاري يرسّخ المفاهيم الديمقراطية ويساهم تاليا
في النمو والازدهار الاقتصادي والاجتماعي. ولن ننسى مواقف السفير ركايبي تجاه
لبنان خصوصا خلال وباء كورونا وبعد انفجار مرفأ بيروت".
وأضاف علي العبد الله: "أريد أن أختم كلمتي برسالة أريد توجيهها بإسم الشعب اللبناني إلى الشعب والقيادة الجزائرية من خلال صديقنا السفير الذي يغادر لبنان مع انتهاء مهامه الدبلوماسية. الشعب اللبناني يا سعادة السفير يكنّ كل المودة والاحترام للجزائر وشعبها، ويتمنى للجزائر السلام والإزدهار والنمو والرخاء. لقد جمعتنا عبر التاريخ مواقف مشتركة، لكن أهم ما يجمعنا كما قلت في بداية كلمتي، هو تقديسنا للحرية ورؤيتنا لمعنى الكرامة الانسانية. الشعب اللبناني يا سعادة السفير الصديق، الذي يقاسي ما يقاسيه في واحدة من أصعب المراحل التي يمرّ فيها منذ أن اختبر ويلات الحرب العالمية الأولى، سينهض من أزمته وسيكون عند حُسن ظنّكم، وسيبقى دوما شعبا صديقا للجزائر، قويا تليق به الحياة. لقد تشرّفنا بكم في لبنان يا سعادة السفير، أتمنى لكم كل التوفيق والخير في مسيرتكم الدبلوماسية".
تعليقات
إرسال تعليق