بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث
والاستشارات.. حسان القطب..
الاعتداء الاخير على قوات اليونيفل
في جنوب لبنان ليس الاول من نوعه، فقد سبقه اعتداءات كثيرة تحت مسمى (الاهالي)..
ولكن المفارقة هذه المرة ان العدوان تم باستخدام الرصاص وليس الحجارة.. مما ادى
الى سقوط قتيل من القوات الدولية..
حزب الله وقف امام هذه الجريمة
مرتبكاً محاولاً لملمة تداعياتها لانها تضعه في مواجهة المجتمع الدولي، وتكشف دوره
التحريضي.. على القوات الدولية.. والتصريحات المتباينة وذات النبرة المنخفضة..
تؤكد ان الوضع يكاد يخرج عن السيطرة وان اطلاق العنان للغرائز واللغة التحريضية
كاد يتجاوز استخدام المفردات اللغوية ليتحول الى ممارسات اجرامية ودموية.. وتقود
لبنان الى الهاوية ..
والدليل على الارباك هو انقسام اتباع
ومؤيدي حزب الله من الاعلاميين الى فريقين.. فريق يؤيد ما جرى ومدافعا عمن اطلق
النار.. باعتبار ان (الاهالي) كانوا يدافعون عن كرامتهم وسيادتهم.. فهم كيان مستقل..؟؟؟؟؟؟
وفريق لزم الصمت لا يعرف ماذا يقول..
ولن ندخل في تسميتهم..؟؟؟؟ او انهم بانتظار الارشادات والتوجيهات السامية.. طبعا
سيتوجهون بالدعوة للحوار وحماية الاستقرار...؟؟
بالعودة الى تقييم ما جرى.. في مطلع
شهر كانون الثاني /يناير من هذا العام 2022.. ورد التالي.. (أثار الاعتداءان
اللذان تعرضت لهما قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان من قبل أهالي المنطقة
خلال أقل من شهر، التساؤلات حول ما إذا كان هناك مخطط مدروس يقف خلفه “حزب الله”
أعطى من خلاله الضوء الأخضر للبدء بتنفيذه، أو فيما إن كان ما حصل مجرد إشكالات
عابرة لا أبعاد لها ولا رسائل وراءها. في 22 ديسمبر الماضي،.. تعرضت دورية لقوات
“اليونيفيل” في بلدة شقرا الجنوبية للاعتداء بحجة التقاط صور داخل البلدة وذلك
بالتزامن مع مغادرة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لبنان بعد زيارة
استمرت لأربعة أيام، طالب خلالها بتحول “حزب الله” إلى حزب سياسي كبقية الأحزاب.
بعد الاعتداء أكدت نائبة مدير المكتب الإعلامي لليونيفيل، كانديس آرديل، أن “حرمان
قوات الطوارئ من حرية الحركة والاعتداء على من يخدمون قضية السلام أمر غير مقبول،
وخرق لاتفاقية وضع القوات التي وقع عليها لبنان”..)
إذاً ظاهرة الاعتداء ليست جديدة، بل
ظاهرة متكررة.. وبالطبع مدروسة ومنسقة ومنمقة، وهادفة لترويع القوات الدولية
ومنعها من تادية مهامها.. كل ما هو مطلوب من القوات الدولية بالنسبة لحزب الله
..هو التالي..
(مباراة ودية واستلام حاويات
للنفايات من القوات الفرنسية... برعاية بلدية عديسة، وبهبة من القوات الفرنسية
التابعة لليونيفيل، تم استلام حاويات للنفايات عبارة عن ١٠٠ حاوية ذات الحجم
الصغير و٢٠ حاوية ذات الحجم الكبير.. وبعد حفل الاستلام أُقيمت مباراة ودية بين
قوات الطوارئ ونادي الاتحاد عديسة كعربون شكر وتقدير للهبة المقدمة..)...
ما نريد ان نتوقف عنده هو ظاهرة
التعامل مع هذه الجريمة من قبل حزب الله ومحاولة تبريد تداعياتها وتصويرها على
انها مجرد حادثة عابرة لا خلفيات امنية او سياسية لها.. وانها لا تفسد علاقة حزب
الله بالقوات الدولية..
جريدة الاخبار الناطقة بشكل غير
مباشر باسم حلف طهران في لبنان.. ذكرت ما يلي..(وصف مصدر عسكري غربي تشارك قوات
بلاده في اليونيفيل لـ«الأخبار» بأن ما حصل، بناءً على ما توافر من معلومات، هو
«نتيجة سلسلة من الأخطاء غير المقصودة من الجميع». وظهرت أيضاً رغبة لدى اليونيفيل
وحزب الله على حدٍّ سواء للملمة ذيول الحادثة وعدم إعطائها أبعاداً سياسية. فسارعت
اليونيفيل إلى إصدار بيان هادئ يشرح ما حصل من دون أي اتهام واصفةً الأمر
بالحادثة، فيما قدّم مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا تعازي
الحزب للقوات الدوليّة، مؤكّداً أن لا علاقة لحزب الله بالموضوع لا من قريب أو من
بعيد.).. وكذلك فقد قال مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا في
حديث لرويترز "نتقدم بالتعزية من قوات اليونفيل لسقوط قتيل. ونتمنى الشفاء
للجرحى في الحادث غير المقصود الذي وقع بين الاهالي وافراد من الكتيبة
الايرلندية”. وطالب صفا "بترك المجال للاجهزة الامنية للتحقيق في الحادث وعدم
إقحام "حزب الله" في الحادثة"..
كذلك وعلى هامش مشاركته في زيارة
التعزية النيابية لقيادة اليونيفيل بالجندي الإيرلندي الذي قضى في حادثة العاقبية،
شدّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة»، النائب ابراهيم الموسوي، لـ«الأخبار» على
العلاقة الطيّبة مع اليونيفيل. وطالب عضو لجنة الشؤون الخارجية «الأجهزة الأمنية
بكشف ملابسات حادثة العاقبية ومواصلة التحقيق». وخلال لقاء جانبي مع قائد قوات
اليونيفيل الجنرال آرولدو لاثارو، أبدى الموسوي تضامنه مع قوات حفظ السلام مشدّداً
على «العلاقات الطيبة بين اليونيفيل وأبناء المجتمع المحلي»، وعلى «احترام مهمة
اليونيفيل والقرارات الدولية».
كيف نقرأ تناقض وارتباك هذه
المواقف..
إن ما جرى حادثة وليس جريمة قتل..
وقعت نتيجة اخطاء غير مقصودة.. وهي موزعة بالتساوي بين الاهالي..؟؟؟ والقوات
الدولية..؟؟
ما قاله الموسوي نائب حزب الله يناقض
الواقع.. كيف تكون علاقة الاهالي وحزب الله جيدة مع القوات الدولية.. والاعتداءات
متكررة بوتيرة عالية...؟؟؟ وصولا الى ارتكاب جريمة قتل..؟
وكيف يعلن الموسوي عن احترام
القرارات الدولية وحزبه يرفض تسليم قتلة الرئيس الحريري للمحكمة الدولية.. ويرفض
رسمياً قرار مجلس الامن الذي ادى الى تعديل مهام القوات الدولية في جنوب
لبنان..؟؟؟ (في 31 أغسطس الماضي، أصدر مجلس الأمن القرار الرقم 2650، وجاء فيه:
"بناءً على طلب من الحكومة اللبنانية، مدّد مجلس الأمن الدولي اليوم ولاية
قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لسنة أخرى، بعدما تبنّى القرار
2650". "حزب الله" اللبناني، اعترض على ما ورد في القرار بأن
"يونيفيل لا تحتاج إلى إذن مسبق أو إذن من أي شخص للاضطلاع بالمهام الموكلة
إليها"، مضيفاً: "يُسمح لها بإجراء عملياتها بشكل مستقل". ودعا
الأطراف إلى "ضمان حرية حركة يونيفيل بما في ذلك السماح بتسيير الدوريات
المعلنة وغير المعلن عنها". ولم تتوقف أوساط "حزب الله" عند
الاعتراض، إذ هاجم الوكيل الشرعي للمرشد الإيراني علي خامنئي في لبنان محمد يزبك،
التعديلات، قائلاً: "أين المسؤولين عن قرار مجلس الأمن بإعطاء القوات الدولية
في الجنوب حرية الحركة"، معتبراً أن هذا "تطوراً خطيراً يحوّل القوات
إلى قوات احتلال".)
من ينطق باسم الاهالي للتفاوض مع
القوات الدولية..؟؟ وعلى ماذا..
تعازي حزب الله مشفوعة ومرتبطة كما
قال وفيق صفا.. "بترك المجال للاجهزة الامنية للتحقيق في الحادث وعدم إقحام
"حزب الله" في الحادثة"..
الخلاصة...
احداث دموية وقعت في السابق ولم
يتعامل معها حزب الله بنفس الاسلوب واللغة والمفردات ..
حادثة الطيونة... مباشرة حدد حزب
الله المتهم، واطلق العنان لاعلامه، بالاتهام والتخوين واستعادة عناوين الحرب
الاهلية، ولم ينتظر التحقيق..
احداث خلدة.. توازي في شكلها وحجمها
وتداعياتها حادثة الطيونة وتعامل معها حزب الله بنفس الطريقة محدداً ومتهماً
ومطالباً.. مستبقاً التحقيق ونتائجه..
وهنا نتساءل لو ان جريمة العاقبية
جرت في بيئة غير بيئة حزب الله وفي منطقة لا يهيمن عليها حزب الله.. هل كان اعلام
ومسؤولي ومؤيدي حزب الله تعاملوا معها بهذا الهدوء..؟؟ طبعا كان سيطلق العنان
لاتهام داعش والقاعدة والمتطرفين والتكفيريين بارتكاب الجريمة لضرب علاقات حزب
الله بالقوات الدولية.. وطالب باعتقال المرتكبين والمحرضين.. وربما اتهم محور
اميركا – اسرائيل- والعرب ايضاً بالتأمر..؟؟؟؟ وكذلك سوف يتم اتهام البيئات غير
المؤيدة لحزب الله بانها بيئات محرضة ومعادية ..؟؟ وربما حاضنة ايضاً..؟؟
وهنا يجب التوقف ايضا للاشارة الى
انه للان لا اعتقالات ولا توقيفات رغم وجود فيديوهات وصور وتصريحات.. والمفارقة
ايضاً انه في احداث داخلية محلية تم توقيف العشرات مباشرة مع اتهامات وجاهية
وغيابية..؟؟؟ كيف..؟؟؟ وبعضهم لا زال موقوفاً الى الان.. !!
المشترك الوحيد بين ما جرى في
العاقبية وما جرى قبلها من احداث مع القوات الدولية او مع اطراف وبيئات داخل لبنان
وبالتحديد بين ميليشيا حزب الله واهالي الطيوية وخلدة.. هو انه لا معتقلين من
بيئته او عناصره او مؤيديه..؟؟؟
انهم فوق القانون وخارج دائرة
الاتهام..؟؟؟
ويطالبون اللبنانيون بالجلوس الى
طاولة الحوار والتفاهم..؟؟؟ كيف..؟؟
تعليقات
إرسال تعليق