كشف مركز "ألما" البحثي
الإسرائيلي في تقرير عن تورط شركة طيران "ماهان" الخاصة الإيرانية بنقل
أسلحة من إيران إلى وكلائها في سوريا ولبنان، في حين أشارت وسائل إعلام إسرائيلية
إلى احتمالية قصف مطار بيروت في حال استمرار نقل الأسلحة لميليشيا حزب الله
اللبناني عبره.
وذكر التقرير أنه رصد نشاط شركة
"ماهان" التي تقوم بتسيير رحلات جوية من إيران إلى عدة وجهات، منها
سوريا ولبنان وتركيا ودول أوروبا الشرقية وغيرها، مشيراً إلى أنها تنقل أسلحة
ومعدات حساسة لميليشيا حزب الله اللبناني.
ولفت إلى أن شركة "ماهان"
تعدّ ذراعاً مركزياً لـميليشيا "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني،
كجزء من الغطاء المدني لنقل مكونات الأسلحة من إيران إلى سوريا ولبنان.
ورصد التقرير خلال العام الحالي 110
رحلات لشركة "ماهان" إلى مطار دمشق الدولي، و39 رحلة على الأقل إلى مطار
رفيق الحريري الدولي في بيروت، و12 رحلة إلى مطار النيرب في حلب)، إضافة إلى رحلات
إضافية لم يتم تسجيلها كرحلات مدنيّة قياسية، وبالتالي يصعب تحديد موقعها في
تطبيقات التتبع.
تورّط حزب الله و63 طياراً
وعرض مركز "ألما" تفاصيل
عديدة عن أشخاص متورّطين بنقل الأسلحة الإيرانية، منهم رضا هاشم صفي الدين، وهو
ابن رجل الدين ورئيس المجلس التنفيذي لـميليشيا حزب الله في لبنان وأحد القادة
البارزين، وعمه هو عبد الله صفي الدين ممثل الميليشيا في إيران.
وقال المركز الإسرائيلي، إن رضا
المتزوج من ابنة قاسم سليماني، يتنقل كثيراً بين طهران وبيروت، وهو الذي ينسّق
عملية نقل الآليات العسكرية المتطورة والطيارات المسيّرة. وأورد التقرير أسماء
مسؤولين و63 طياراً في شركة "ماهان" متورّطين بتهريب الأسلحة الإيرانية
إلى وكلاء طهران في سوريا ولبنان خلال عام 2022.
وكان على رأس القائمة اسم المدير
العام للشركة حامد عرب نجاد خانوكي، وذكر التقرير إنه ضابط سابق في الحرس الثوري،
وكان صديقاً قريباً من قاسم سليماني قبل اغتياله.
ولا يرتبط طيارو "ماهان علناً
بالحرس الثوري الإيراني، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن بعض الطيارين ينتمون
رسمياً إلى الحرس الثوري، ومهمتهم هي التأكد من أن الشحنة الحساسة على متن طائرتهم
تصل إلى وجهتها بأمان، بينما يغض الطيارون الآخرون الطرف عن السلوك المشترك للشركة
مع فيلق القدس.
تهديد بقصف مطار بيروت
ويأتي الكشف عن هذه الطريقة الجديدة
لتهريب الأسلحة الإيرانية، في إطار الحملة الإسرائيلية لإحباط مسار التهريب
الإيراني الجديد عبر مطار بيروت والتحذيرات التي توجهها إسرائيل للبنان وتهدد بقصف
المطار، بحسب صحيفة "هآرتس".
وتستأجر "الوحدة 190"
التابعة لـ"فيلق القدس" والمتخصصة في مجال تهريب الأسلحة الإيرانية في
جميع أنحاء الشرق الأوسط، طيارين خصوصيين لهذه المهمة، يُعرفون بأنهم يحملون
الأسلحة والمسافرين المقاتلين والخبراء، لأنها تريد أن تضمن أن يكون النقل آمناً،
والحقائب التي يحملها مسافرون، تُنقل جواً من خلال رحلات جوية مدنيّة وتتوقف في مطار
كبير في دولة أوروبية، بحسب التقرير وأفادت الصحيفة بأن إسرائيل نقلت أخيراً
تحذيراً إلى الدولة الأوروبية حول أنشطة إيران، في موازاة تحذير مباشر للإيرانيين
بواسطة وسائل إعلام.
وأشارت إلى أن "التهديد واضح
هنا، مركز مدني إسرائيلي (ألما) له علاقة بأجهزة الاستخبارات، يشير إلى وجوه
وأسماء مواطنين إيرانيين، بادّعاء أنهم ضالعون في أنشطة خطيرة، وهذا قد يكون بداية
لعقوبات شخصية تفرضها هيئات دولية، وفي سيناريو آخر قد تكون تهديداً مبطناً
لاحتمال استهداف أشد".
وبحسب الصحيفة، بث مسؤولون
إسرائيليون في وقت سابق رسائل مختلفة إلى لبنان، تحمل تهديداً بقصف مطار بيروت إذا
استمرت إيران في نقل الأسلحة عبره. وكانت إسرائيل قد قصفت مطاري دمشق وحلب أكثر من
مرة خلال العام الجاري، ضمن ما تسميه "المعركة بين الحروب" التي تهدف من
خلالها منع التموضع العسكري للإيرانيين وإفشال مخططاتهم في تحويل سوريا إلى جبهة
متقدمة ضد إسرائيل وممر لتهريب الأسلحة لميليشيا حزب الله اللبناني.
(المصدر: أورينت نت)
تعليقات
إرسال تعليق