كتبت
صحيفة "الأخبار": مع تقدم ساعات النهار، ضاق الخناق على فتح بعد مرور
ثلاثة أيام من المعارك من دون أن تحقيق مكاسب عسكرية. مدير المخابرات في الجيش
اللبناني العميد طوني قهوجي اتصل بقيادات الصف الأول في الحركة وأبلغهم بضرورة حسم
المعركة خلال ساعات فقط وفي حال فشلوا، فإن الجيش لن يسمح بإطلاق رصاصة واحدة بعد
ذلك. بالتزامن، استمر توافد آليات المغاوير في الجيش إلى محيط المخيم في ظل تحليق
طائرات الإستطلاع التابعة له.
وبناء
على الوقائع التي لم تكن لمصلحة فتح، اجتمعت هيئة العمل المشترك الفلسطيني في مقر
السفارة الفلسطينية في بيروت في حضور ممثلين عن القوى الإسلامية والفصائل. وبرز
سريعا الخلاف بين السفير الفلسطيني أشرف دبور من جهة وممثلي حركة حماس وعصبة
الأنصار على خلفية عرقلة رئيس الفرع المالي في فتح منذر حمزة، التوصل لاتفاق وقف
النار. إذ كان يهمس في أذن دبور كلما اقتنع الأخير ويدفعه الى تغيير موقفه، ما دفع
بممثلي حماس والعصبة إلى مغادرة الإجتماع احتجاجاً. وقال مندوب عصبة الانصار: «نحن
هنا لوقف حمام الدم، لكن هناك من يغدر بنا على الارض».
وتشير
مصادر الى ضغط كبير مارسه الرئيس نبيه بري الذي كان يتابع مجريات الإجتماع عبر
مسؤول الملف الفلسطيني في حركة أمل محمد الجباوي. وتوجه الأخير مع عدد من ممثلي
الفصائل ورئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني باسل الحسن إلى صيدا لفرض تنفيذ
الإتفاق. وقبل وصولهم، هدأ إطلاق النار. فانقسموا إلى وفدين، الأول توجه إلى
البراكسات للتفاوض مع فتح على سحب المظاهر المسلحة وتسليم أسرى المعركة من
الإسلاميين. فيما توجه الوفد الآخر إلى مسجد النور في الشارع التحتاني للقاء رئيس
الحركة الإسلامية المجاهدة جمال خطاب ومسؤولي العصبة الذين يتولون التفاوض مع
الشباب المسلم لوقف الإقتتال وتسليم المطلوبين باغتيال العرموشي ومرافقيه.
وفي
ساعات الليل، كانت الاتصالات جارية مع القيادة الفلسطينية خارج لبنان، لاقناعها
بضرورة منع عناصر فتح من معاودة اطلاق النار، بينما تتولى القوى الإسلامية في
المخيم «تنظيم» عملية سحب المسلحين من الشوارع، ووقف اي تحركات تقود الى تصعيد
جديد. علما ان السفارة الفلسطينية ابلغت جهات اهلية في المخيم بأنها ستتولى دفع
تعويضات مالية سريعة لعائلات الضحايا والجرحى وللمتضررين من الإشتباكات، على ان
يصار الى اطلاق ورشة لرفع اثار الاشتباكات اليوم من كافة مناطق المخيم، وان يترافق
ذلك مع تثبيت الية وقف اطلاق النار.
اما
الجيش اللبناني، فقد ابلغ جميع من في المخيم، بأن اجراءاته الامنية ستكون اكثر
تشدداً، بهدف منع دخول اي مقاتل تحت ستار مدني، ومنع دخول اي ذخائر او اسلحة الى
المخيم. ونفذت وحدات الجيش مساء أمس انتشاراً في الملعب البلدي عند مدخل صيدا
الشمالي وفي محيط عين الحلوة وفي ثكنة محمد زغيب وبلدة مغدوشة المشرفة على المخيم.
تعليقات
إرسال تعليق