الدنمارك تدين حوادث حرق المصحف وتدرس إصدار قوانين لمنع تكرارها

قال وزير الخارجية الدنماركي لارس راسموسن، إن بلاده تدرس حالياً اتخاذ عدد من الإجراءات واستصدار قوانين تحول دون تكرار أحداث حرق نسخ من القرآن الكريم.

جاء هذا خلال محادثة هاتفية، الجمعة، مع نظيره المصري سامح شكري، تناولت الحوادث المكرَّرة لحرق وتدنيس المصحف الشريف وما تمثله من جرائم مشينة تصل إلى حد ازدراء الأديان، وتهدد التعايش السلمي في المجتمعات.

وبحسب  أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، فقد أعرب راسموسن عن أسفه واستياء بلاده لوقوع حوادث حرق وتدنيس المصحف الشريف في الدنمارك، مؤكداً أن هذه التصرفات غير المسؤولة لا تعبر عن القيم المجتمعية في الدنمارك.

وأضاف راسموسن أن حكومته تدرس حاليا اتخاذ عدد من الإجراءات واستصدار قوانين تحول دون تكرار مثل تلك الأحداث المؤسفة، مبينا أن بلاده ملتزمة بتوفير الحماية لمقرات البعثات الدبلوماسية الأجنبية في الدنمارك، وفي مقدمتها مقر البعثة المصرية.

من جهته جدد شكري موقف مصر الرافض بشكل قاطع لكافة جرائم حرق المصحف الشريف، والاستياء من تكرار هذه الجرائم في الدنمارك دون وجود إجراءات حاسمة ضد مرتكبيها، وهو ما من شأنه أن يستفز مشاعر المسلمين، ويناقض قيم حقوق الإنسان والتعايش السلمي، ويعزز من صور التطرف داخل المجتمعات.

و شدَّد على ضرورة تحمل الدول مسؤولياتها بشكل حاسم لوقف هذه الحوادث ومنع تكرارها مستقبلاً، مؤكدا أن من الواجب رؤية الدلائل الملموسة حول التزام الحكومات باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية قدسية معتقدات الأفراد.

وفي 27 تموز/ يوليو الماضي، استدعت الخارجية المصرية سفيرة الدنمارك في القاهرة وأبلغتها باستياء وإدانة مصر الشديدين ورفضها لحوادث حرق المصحف التي تمت أمام مقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية في الدنمارك أخيرا، ومنها السفارة المصرية.

وفي 26 يوليو/ تموز الماضي، تبنت الأمم المتحدة قرارا يدين جميع أعمال العنف ضد الكتب المقدسة، باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي.

وأثارت حوادث حرق المصحف ردود فعل عربية وإسلامية غاضبة رسميا وشعبيا، إضافة إلى استدعاءات رسمية لدبلوماسيي الدولتين في أكثر من بلد عربي.

وفي الـ 20 من تموز/ يوليو الماضي اقتحم متظاهرون غاضبون السفارة السويدية في بغداد وأضرموا فيها النار احتجاجا على تمزيق نسخة من المصحف، على يد اللاجئ العراقي سلوان موميكا، الذي أهان العلم العراقي أمام السفارة العراقية في ستوكهولم تحت حماية الشرطة السويدية.

وعلى إثر ذلك قطعت الحكومة العراقية علاقاتها الدبلوماسية مع السويد، بالتزامن مع إحراق السفارة السويدية في بغداد على يد أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.

وفي 28 من حزيران/ يونيو الماضي أحرق موميكا المصحف أمام أكبر مسجد في ستوكهولم يوم عيد الأضحى.

وأحرقت أول نسخة من المصحف في يناير الماضي، على يد المتشدد السويدي الدنماركي اليميني راسموس بالودان، للتنديد بطلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والتفاوض مع تركيا لهذا الغرض. 

(عربي 21)

تعليقات