سننفض رماد حروبكم ونحلق ببلادنا

بقلم امل جفال : مديرة البيئة والتنمية في نقابة الغواصين المحترفين في لبنان 

انواع لاحصر لها من العدوان والظلم دون مراعاة حقوق الإنسان والطفولة تخطت بها جميع المواثيق والقوانين حتى الحجر والشجر لم يسلم منها ،لكن لابد لإسرائيل أن تحاسب على جرائمها واستعمالها لاسلحة محرمة دوليا كالفسفور الأبيض،ماهو لماذا حرّم دوليا ،ماهي مخاطره؟؟

نصّت المادة الثالثة من اتفاقية جنيف حول الأسلحة الحارقة على تحريم استخدام سلاح الفسفور الأبيض ضدّ المدنيين أو العسكريين، المتواجدين قرب المناطق المدنية. ومع ذلك، فإن لهذه المادة القاتلة تاريخاً أسود لناحية استخدامها .

الفوسفور الأبيض مادة شمعية شفافة، بيضاء مائلة للاصفرار، لها رائحة تشبه رائحة الثوم وتصنع من الفوسفات يتفاعل الفوسفور الأبيض مع الأوكسجين بسرعة كبيرة، وتنتج عن هذا التفاعل غازات حارقة ذات حرارة عالية وسحب من الدخان الأبيض الكثيف.

اذ يحترق الفسفور تلقائياً مع الأوكسجين المتواجد في الهواء  لينتج عنه بينتوكسيد الفوسفور  الذي يتفاعل بدوره مع  جزيئات الماء المجاورة فينتج عن هذا التفاعل قطرات من حمض الفوسفوريك والتعرض له  يؤدي إلى حرق الجلد، والتهاب الملتحمة في العين، كما قد يسبب تسوس الأسنان وتقرحات في الفم يمكنها أن تكسر عظمة الفك، ويؤدي تفاعله الكيميائي إلى توليد حرارة شديدة (حوالي 815 درجة مئوية) وضوء ودخان وعند ملامسته يحرق الناس، حراريا وكيميائيا، وصولا إلى العظم لأنه قابل للذوبان بدرجة عالية في الدهون و اللحم البشري وشظاياه تعمل على  تفاقم الجروح حتى بعد العلاج و تدخل مجرى الدم وتتسبب في فشل العديد من الأعضاء و تشتعل الجروح التي سبق تضميدها عند إزالة الضمادات وإعادة تعريض الجروح للأكسجين، حتى الحروق الطفيفة نسبيا غالبا ما تكون قاتلة بالنسبة للناجين و تؤدي الندبات الواسعة إلى شد الأنسجة العضلية وتسبب إعاقات جسدية وصعوبة  الصدمة والعلاج المؤلم الذي  تتركه الإصابة كالندوب المتغيرة للمظهر والأذى النفسي والانعزال .القذيفة الواحدة من الفوسفور الأبيض تقتل كل كائن حي حولها على مساحة 150 م إلى جانب قوتها التدميرية، فهي تنشر النار على مساحة تصل إلى  مئات من الامتار،

إستهدف القصف بشكل أساسي ومتعمد مناطق مدنية و حرجية وزراعية مفتوحة، مما أدى إلى اشتعال الحرائق  وتلويثها بالفسفور الأبيض، وهو ما يحمل مخاطر عديدة على الأهالي كما على البيئة والحياة البحرية فاتورتها  كالتالي :

_ تدمير النظم البيئية البرية و البحرية وهدم الموائل للكائنات فيها.

_ اتساع ثقب الاوزون .

_ تلوث الهواء ومما يساهم في زيادة التغيير في المناخ الى الاسوء .

_ ارتفاع نسبة الغازات  الدفيئة بسبب الفوسفور وتفاعله مع الغازات الموجودة في الجو مما يؤدي الى الاحتباس الحراري .

_ تدمير المواسم الزراعية و تلويث التربة مما يجعلها غير صالحة للزراعة لفترة طويلة حسب مستوى ودرجة التعرض والتلوث وهو ما يستدعي معالجة معقدة ومكلفة ويمكن للمخلفات السامة في التربة أن تؤثر على نمو المحاصيل.

 لذلك يجب إزالة أي قطعة عالقة من سلاح الفوسفور عن الجسم فوراً، ثم غمر مكان الإصابة بالماء البارد. ولتجنب غبار دخانه، عليكم بقطعة قماش مبللة توضع على الفم والأنف.

ندين وبشدة هذا العدوان الغاشم لاستخدامه قنابل الفوسفور الأبيض المحرم دوليا وندعو  لتقديم شكوى لمنظمة الأمم المتحدة، اعتراضاً على وحشية العدو، وانتهاكه القانون الدولي وسيادة لبنان ونؤكد أننا سننفض رماد حروبكم ونحلق ببلادنا إلى غد مشرق.

تعليقات