نوع آخر من المخذلين من ذوي النوايا الحسنة

* أحمد السيد

كما كشفت لنا أحداث غزة عن المخذلين المرجفين من ذوي النوايا السيئة؛ فقد كشفت لنا كذلك عن نوع آخر من المخذلين من ذوي النوايا الحسنة، وهم الذين لا يتركون أحداً ممن يناصر هذه القضية إلا ويعترضون عليه ويزايدون، وكأن الجيوش محبوسة بسبب عدم كتابة تغريدة آمرة لها بالتحرك!

هؤلاء لا ينظرون إلا بعين واحدة، بينما متطلبات الحدث كثيرة وليست محصورة في أمر واحد:

- فهناك من اضطرب قلبه فيحتاج إلى التثبيت،

- وهناك من اضطرب إيمانه فيحتاج إلى بيان الحكمة والتوجيه إلى حسن الظن بالله،

- وهناك من هو غافل فيحتاج إلى تذكير،

- وهناك من استيقظ للتوّ من مسيرة غفلته فيحتاج إلى فهم وتوعية،

- وهناك من لا يبذل شيئا بسبب عدم معرفته بما يجب بذله، فيحتاج إلى نصح وتوجيه،

- وهناك من فتر من البذل بسبب طول المدة والانشغال، فيحتاج إلى وعظ وتذكير بعدم ترك النصرة من مقاطعةٍ أو غيرها

- وهناك من هو متشائم فيحتاج إلى جرعات تفاؤل،

- وهناك من يبالغ في التفاؤل فيحتاج إلى جرعة وعي حتى لا يُصدم لاحقا،

- وهناك مخذِّلون مرجفون مشككون، ومجرمون محاربون بالإعلام والتشويه والتثبيط، فهؤلاء لهم خطابهم أيضا

- وهناك من لم يدرك حجم الحدث بعد فيظنها حرباً عادية فيها شيء من الظلم، فيحتاج إلى إيقاظ لحقيقة ما يجري وأنه أمر عظيم بالغ الخطورة ليس من جهة القتل والجراح فقط، وإنما من جهة الكيد الذي يراد بأمة الإسلام من خلال هذه الأحداث العظيمة الاستثنائية في التاريخ المعاصر، وأن لها ما بعدها، فهذا كذلك نوع من الخطاب يُحتاج إليه،

- وهناك -وهو الأهم- من هم تحت الألم والقصف واحتياجاتهم كثيرة من جهات متعددة، فيها بعض ما ذُكر بالأعلى وفيها غير ذلك؛ فكلٌّ يبذل فيها وسعه وما يستطيع، ويواظب ويطوّر ويتعاون مع من في التعاون معه زيادة إحسان.

فاربعوا على أنفسكم، وتآزروا، وتناصروا، وكلٌّ يبذل ما يستطيع، وافهموا طبيعة المعركة، والله المستعان.

 

* أحمد السيد: المشرف العام على أكاديمية الجيل الصاعد و البناء المنهجي والبناء الفكري.

له من الكتب: بوصلة المصلح، سابغات،محاسن الإسلام، الجيل الصاعد

 

تعليقات