العطش الدموي الصهيوصليبي لا يرتوي من دماء المسلمين

أ.د. علي محمد عودة

فما يقترفه الصهاينة اليوم من مجازر ضد المسلمين في فلسطين ،  إنما هو بتأييد غربي صليبي.

وقد رأينا نفاق الغرب ومقاييسه المزدوجة في حرب روسيا وأوكرانيا، مقارنة بما يفعله الكيان الصهيوني في فلسطين اليوم، فلم نسمع ان روسيا قصفت ودمرت مشافي ومدارس ومساجد وكنائس في أوكرانيا، ولم تقتل آلاف كثيرة من الأطفال والنساء مثلما فعل الصهاينة في فلسطين، ورغم ذلك اقام الغرب العالم ولم يقعده ضد روسيا، وجَيَّشَ ضدها كل وسائل الإعلام، وكل المنظمات الدولية وفرض عليها عقوبات قاسية.

وفي فلسطين ظهر نفاق الغرب ومقاييسه المزدوجه على نحو بارز، بل وكشف عن وجهه القبيح بتأييد الكيان الصهيوني في مجازره، وتزويده بكل مايحتاجه من الأسلحة والذخائر الفتاكة. وتقاطر زعماء الغرب إلى الكيان الصهيوني معلنين وقوفهم إلى جانبه ومباركة كل ما يقترفه من مجازر، كما حضر زعماء الكنائس الغربية إلى الكيان الصهيوني لشد أزره وعلى رأسهم القس فرانكلين جراهام " مرشد المحافظين الجديد في أمريكا " الذي أعلن مع نتنياهو أنهم يمثلون الخير وأن المسلمين هم الشر.

 ومن عجب أننا شاهدنا الصمت المطبق لبابا الكنيسة الكاثوليكية في روما، ولم ينبس ببنت شفة تجاه المجازر المروعة التي يرتكبها الصهاينة بحق الأطفال والنساء.

ولا عجب في مجازر الكيان الصهيوني في فلسطين، فكل من يعرف تاريخ القضية الفلسطينية، يعلم أن الصهاينة اقترفوا في فلسطين مجازر يصعب حصرها، بعد وعد بلفور سنة ١٩١٧م ، وبمساعدة الاستعمار الأنجليزي، وقبل واثناء وبعد حرب سنة ١٩٤٨م. ومنذ سنة ١٩٤٨ وحتى حرب تدمير غزة الحالية.

ولا عجب في تأييد الغرب للكيان الصهيوني في مجازره ضد المسلمين في فلسطين. فالغرب لم يرتوي من دماء المسلمين خلال الحروب الصليبية التي شنها ضد المسلمين وارتكب بحقهم مذابح تفوق مذابح الكيان الصهيوني الحالية، مثل مذبحة المعرة سنة ٤٩١ هجرية، ومذبحة القدس سنة ٤٩٢ هجرية، ومذبحة قيسارية في فلسطين سنة ٤٩٢ هجرية، ومذبحة أنطاليا سنة ٧٦٢ هجرية، ومذبحة الأسكندرية سنة ٧٦٦ هجرية، ومذابح اخرى كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.

وما اقترفه الغرب الصليبي من مذابح بحق المسلمين، في العصر الاستعماري في الهند والفلبين، وفي مصر والجزائر وتشاد وليبيا وفي سائر بلدان أفريقيا وآسيا، وما فعلوه في العراق وافغانستان وغيرها في العصر الحالي.

ولا سبيل لإرواء العطش الصهيوصليبي لدماء المسلمين إلا بيقظة المسلمين ووحدتهم والتمسك بدينهم وبناء قوتهم وإنزال العقاب الصارم بعدوهم.

تعليقات