ياسر الزعاترة
لا خلاف على أن هناك بعض الجديد؛ أولا لجهة المطالبة بتخفيف حدّة الإبادة الجارية، وثانيا لجهة الأبعاد الإنسانية المتعلقة بالمساعدات.
هذا كله، بجانب الأهم (في الظاهر) ممثلا في المطالبة
بإنهاء الحرب سريعا.
تفسير الموقف له علاقة بوضع "بايدن" الداخلي
(انتخابيا) من جهة، وبتقدير آخر لـ"الدولة العميقة" يتصل بخسائر
الولايات المتحدة في علاقاتها بالعالم الإسلامي (شعبيا)؛ في وقت تخوض فيه صراعا مع
الصين وروسيا، ولا مصلحة لها بتجيش ربع سكان العالم ضدها، بالكامل، مع فضح
شعاراتها أمام البقية. أضف أن جرأة "بايدن" على نتنياهو ذات صلة أيضا
بالقناعة بما يعانيه الأخير من عزلة داخلية.
هل هناك ما يبشّر في الموقف الأمريكي حقا؟
ليس هناك الكثير؛ ما لم يتحرك الوضع العربي والإسلامي نحو
مزيد من الضغط عليه.
هو حتى الآن لم يخفف الدعم العسكري اليوم، أعني بالعتاد،
ولم يطالب بوقف الحرب (دعا لهُدن إنسانية عنوانها إطلاق الأسرى أكثر من الرأفة
بشعبنا)، ثم من المشكوك فيه أن يفرض توقيتا لوقفها.
يبقى القول إن التغير الطفيف الذي شهدناه ليس سوى استجابة
لفشل العدو في كسر المقاومة، بجانب حراك الأحرار في العالم، بخاصة في عواصم الغرب.
تغيير يمكن دفعه إلى الأمام، كما أسلفنا، إذا كانت هناك
مواقف جدّية من النظام العربي والإسلامي الرسمي، وليس مجرّد بيانات وحسب.
تعليقات
إرسال تعليق