العدو يستأنف عدوانه.. لماذا؟

ياسر الزعاترة

كان ذلك متوقّعا، وإن كانت المفاجأة في أنه فعل اليوم، وليس بعد 3 أيام، كما كان المرجّح، لاستعادة مزيد من أسراه.

تبرير التسريع بقصة الصاروخ الذي انطلق من غزة؛ لا يبدو مقنعا، وهو ما ينطبق على تعثّر مفاوضات الأسرى، وإن كان الأخير واردا، لجهة ضغط العدو لتحسين شروط التفاوض.

لا يُستبعد أن هدفا ما قد تمّ رصده، فأراد العدو اغتنام الفرصة، مع أن الأمر ربما انتهى إلى خيبة؛ تبعا لحرص "القسام".

حتمية استئناف القتال كانت واضحة، ليس فقط بتأكيدات قادة العدو (بإجماع بينهم، وبنبرة لا تحتمل التراجع)، بل أيضا بعموم التقييم الإسرائيلي لتبعات التهدئة من حيث خدمتها لحماس أكثر من "الكيان"؛ باستثناء استعادة عشرات من أسراه.

تقييم التهدئة لخّصتها "إسرائيل اليوم"؛ بتوقيع كاتبة صحفية فيها (سارة هاتساني كوهين)، وبعنوان "علينا أن نواصل القتال"، ومع إضافة 10 أيام تهدئة، وليس 7 فقط.

قالت بالنص: "في نهاية الأيام العشرة لوقف إطلاق النار، يجب أن يعود القتال، رغم أنه سيكون أصعب بكثير مما كان عليه في البداية. لم يتوقف الزخم العسكري فحسب، بل تراجع الغضب الشعبي المشتعل قليلا أيضا. لقد حدث انخفاض في يقظتنا، بما في ذلك تخفيف القوات. هناك انخفاض في الروح المعنوية لنا جميعا عندما نرى احتفالات سكان غزة بإطلاق سراح الإرهابيين، وهناك أيضا انخفاض في تماسكنا، خاصة فيما يتعلق بمسألة صفقات الرهائن. ومن ناحية أخرى، أصبح العدو أقوى بالفعل".

وأضافت: "وتحت رعاية وقف إطلاق النار، تمكّنت حماس من تجديد قيادتها وسيطرتها على المنطقة المحيطة بقواتها، وصياغة صورة حديثة للوضع، بما في ذلك معلومات استخباراتية عن قواتنا. وعادت إلى بث السياسات تجاه سكان غزة، سواء في جلب البضائع أو في التعامل مع المختطفين. حصلت على الوقود بكميات، والأهم من ذلك؛ تعزّزت روحها المعنوية. كما أن الشرعية الدولية لعملية عسكرية قوية تتآكل أيضا، وسوف تشكّل تحديا كبيرا أمام استمرار القتال". (انتهى تقييم الصحيفة).

عودة العدوان سيعيد طرح أسئلته الكثيرة؛ إن كان لجهة طبيعته في ظل الضغوط الدولية وطبعا بسبب معضلة جنوب القطاع بعد نزوح مئات الآلاف إليه، أم من حيث مداه الزمني تبعا لضغوط الأمريكان لتسريعه، أم لجهة الفشل في استعادة الأسرى والخوف على مصيرهم، أم لجهة خسائر العدوان وبسالة المقاومة.

عودته تعيد أيضا أسئلة الموقف العربي والإسلامي، والذي كان بوسعه، وما يزال فعل الكثير لوقف العدوان عبر ضغوط جديّة وحقيقية، والأهم مواقف قيادة رام الله من تصعيد الضفة، وإن كان ميؤوسا منها.

يبقى القول إن عودة التهدئة لمدة 3 أيام جديدة يبقى احتمالا واردا، بخاصة أن ضغوط أهالي من لم يَعُد من الأسرى ستظل حاضرة، وإن تراجع هذا الاحتمال بمرور الوقت.   

تعليقات