كتب
"عيناب شيف" في "يديعوت" يقول:
كشف
مقتل المخطوفين الثلاثة على أيدي قوات الجيش الإسرائيلي؛ ليس فقط إخفاقات عملياتية
خطيرة وخسوف أخلاقي؛ بل وأيضا الواقع الأليم الذي يقيّد المناورة البرية في
القطاع.
عمليا،
لا حاجة لأن يكون المرء لواء في الاحتياط بالحد الأدنى كي يشخّص الفجوة بين
الحقائق الجافة على الأرض؛ مقابل التوقعات العالية التي تمّت تغذية الجمهور بها.
لشدة
الأسف، فإن أساس الخطاب الإعلامي في التلفزيون، في الشبكة وفي الصحف، باستثناء
أصوات قليلة، مكرّس للحفاظ على المعنويات من جهة، إلى جانب ذلك العمى الهدّام تجاه
الجيش.
"عمليا،
يصعب على القيادات السياسية والعسكرية أن يُخرجوا الحقيقة من حلوقهم: "القضاء
على حماس" هو شعار جيد، لكنه ليس هدفا واقعيا في الظروف الحالية.
فبعد
نحو شهر ونصف من القتال بكثافة لن يتجرّأ أحد على تخيّلها، ليست للجيش سيطرة كاملة
في شمال القطاع. وكل يوم يسقط جنود هناك في المعارك التي تُخاض في ظروف معقدة
وقاسية، رغم المساعدة المكثفة من سلاح الجو والمدفعية.
كل
التقديرات الزمنية التي نشرت بالنسبة للموعد الذي سيكون ممكنا فيه الإعلان عن
سيطرة كاملة على مناطق كجباليا والشجاعية، انكشفت كأمنيات في أفضل الأحوال.
في
الجنوب، حسب التقارير، الوضع معقد حتى أكثر من ذلك، وذلك بسبب ظروف البدء، وكذا
بسبب ملابسات الحرب: حركة اللاجئين، التدهور في المجال الصحي وغيرها.
إن
مصير المناورة في رفح برسم التساؤل، في ضوء التوقّع الأمريكي لتغيير نمط القتال.
"كل
هذه الأمور تؤدي إلى استنتاج محتوم، ومع ذلك لا يكاد يكون موضع حديث: المرحلة
الحالية في المعركة لن تنتهي بـ"إبادة حماس"، وهو الهدف الذي أعلن عنه
عدة مرات وزير الدفاع، مع أقوال بهذه الروح أيضا لرئيس الوزراء ورئيس الأركان.
لأجل
تحريك نقاش كهذا لا يمكن غير النزول عن شجرة الوعود المتفجّرة، لكن ما لم يحدث حتى
في موضوع تكتيكي مثل إدخال الوقود إلى القطاع (لن يدخل)، ليس معقولا أن يحدث في
موضوع استراتيجي كـ "تكييف أهداف الحرب مع الواقع".
نتنياهو
وغالنت غير قادرين على عمل ذلك من ناحية سياسية؛ رئيس الأركان سجين داخل عذابات
مسؤولية الجيش عن قصور 7 أكتوبر، وكذا سوء التقدير لقدرات حماس في غزة؛ غانتس لا
يمكنه أن يظهر كمن منع "النصر"، رغم أنه لا يوجد أمر كهذا في الأفق. لكن
البشرى دوما تصل في النهاية إلى أولئك الذين يهربون منها، والزمن الذي ينقضي
يجعلها فقط أكثر مرارة بكثير".
(نقلاً
عن صفحة ياسر زعاترة)
تعليقات
إرسال تعليق