حافظ
المرازي
كيسنجر
أوضح في مذكراته ان افضل أسلوب بيتبعه في مفاوضات أو محادثات ثنائية كان إظهار
انبهاره في الجزء الأول من اللقاء بشخصية أو إنجازات محدثه، بعدها يكون الزعيم
أرضى غروره وأصبح ممتنا لتقدير كيسنجر لشخصه وقدراته؛ فيدخل بعدها كيسنجر في
المطلوب بعد بناء الثقة الثنائي، وحتى يصارحه الشخص بالهدف الحقيقي الذي يريد
تحقيقه لعل كيسنجر يساعده في الهدف بغض النظر عن الوسائل والتفاصيل.
هذا
ما فعله مع السادات في أول لقاء بينهما بقصر الطاهرة في القاهرة يوم 7 نوفمبر
1973:
كيسنجر
جاء في جيبه ورقة بست نقاط، تشمل كل ما طلبته جولدا مائير التي كانت قواتها تسيطر
على طريق السويس المتجه للقاهرة وتريد استعادة أسراها.
السادات
ساعد كيسنجر بأخذه منفردا بغرفة المكتب، تاركين وراءهما وفدي المفاوضات المرافقين،
ومنهم إسماعيل فهمي: وزير الخارجيةً، وحافظ إسماعيل: مستشار الأمن القومي، وعبد
الغني الجمسي: رئيس غرفة العمليات العسكرية.
أول
ساعة، من لقاء الساعتين ونصف الحاسم في إنهاء حرب اكتوبر بعد شهر واحد، قضاها
السادات يجيب بفخر على سؤال كيسنجر المنبهر والمُلّح: كيف خدعتنا والعالم جميعا
بما فعلته يوم 6 أكتوبر؟
بعد
ذلك جاء سؤال: رجل لرجل، وبيني وبينك: ماذا تريد في نهاية المطاف؟
أجاب
السادات ان ما يهمه علاقة وثيقة بأمريكا كحليف، اما الباقي فتفاصيل.
بالتالي،
كانت أهم نقطة وجدها السادات في ورقة كيسنجر، إعادة العلاقات الثنائية فورا مع
أمريكا إلى مستوى السفراء. وهو ما تحقق حين تم استدعاء الوفدين للدخول للاجتماع
المحسوم ومنهما رئيسا قسمي المصالح للبلدين قاما بتهنئتهما كسفيرين فورا: أشرف
غربال وهيرمان أيلتس.
الباقي
تفاصيل، تبادل كل الاسرى وبدء مفاوضات فض الاشتباك دون اشتراط انسحاب الإسرائيليين
اولا لشرق القناة، وتخفيض قوات مصر التي عبرت، دون استشارة لا العسكريين ولا
الدبلوماسيين!
يبدو
ان نجاحات كيسنجر توقفت على مدى استعداد مفاوضه لكشف اوراقه بعد إرضاء غروره
واعتراف كيسنجر بزعامته الفذة، حتى يجيب من الآخر
تعليقات
إرسال تعليق