تفاصيل ورطة اسرائيل ..

 

د. ايسر

بعد شهرين من حرب غزة.. إسرائيل لم تحقق أهدافها وحماس بعيدة عن الهزيمة …

واليكم التفاصيل.

سلط المؤرخ والخبير في العلاقات الدولية، سيد ماركوس تينوريو، الضوء على فشل إسرائيل في غزة مشيرا إلى أن الأهداف المعلنة للعدوان الوحشي على القطاع، من جانب رئيس وزراء دولة الاحتلال، لم تتحقق.

وذكر تينوريو، في مقال نشره بموقع "ميدل إيست مونيتور" أن دولة إسرائيل الإرهابية أكملت 60 يومًا من حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين بهدف الاستيلاء على قطاع غزة المحاصر من أجل توسيع المستوطنات اليهودية غير القانونية، فيما تجاوز عدد الشهداء 16 ألفاً، منهم 7112 طفلاً، و4885 امرأة، ونحو 50 ألف جريح و10 آلاف مفقود تحت الأنقاض. وفي الضفة الغربية المحتلة، يتزايد  عدد الشهداء والجرحى والسجناء

وأضاف أن "مجرم الحرب الصهيوني"، بنيامين نتنياهو، يكرر يوما بعد يوم أن إسرائيل ستستخدم كل قوتها لتدمير حماس، وهو الشعار الذي ظل الصهاينة يستخدمونه منذ عام 1987 عندما تأسست حماس فشلت إسرائيل في جميع محاولاتها لتدمير حماس.

وفي الوقت نفسه، يتزايد الشعور الإسرائيلي بالضعف ، مع عدم وجود انتصار وعجز واضح عن هزيمة حماس وهو شعور يتنامى داخل الجمهور الإسرائيلي.

إن القوة العسكرية للجيش الصهيوني تكمن في أنه يهاجم غزة من الجو وبالمدفعية الثقيلة والدبابات رغم أن الفلسطينيين في القطاع ليس لديهم أنظمة دفاع جوي أي أن قوات الدفاع الإسرائيلية، تجيد مهاجمة المدنيين العزل إلى حد كبير.

ومع ذلك لم تتمكن إسرائيل من احتلال المنطقة وإخضاعها، بغض النظر عن حجم الدمار وعدد الأشخاص الذين يقتلهم قصفها، فمن الضروري أن يكون مشاتها على الأرض ويقاتلون وجهاً لوجه مع مقاتلي المقاومة.

ولن تهزم القوات الإسرائيلية غزة بقضاء يومها في مركبات مدرعة مشيرا إلى أن إسرائيل لا تملك أي معلومات عن عدد المقاومين وتدريباتهم القتالية ودفاعاتهم، بما في ذلك الأنفاق. ويجبر ذلك الصهاينة على اتخاذ احتياطات لم يعتادوا عليها، لكنها لا تمنع وقوع إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية، التي تعاني من الإرهاق وعدم الثقة في قادتها. ويضاف إلى ذلك عدد ضحايا "النيران الصديقة".

وأضاف أن الثقة في قوة التكنولوجيا العسكرية المتفوقة ليست كافية لتوفير الأمان عند التقدم داخل غزة، مؤكدا أن المقاتلين مدربون جيداً على العمليات الفدائية في مناطق مثل غزة، وهي المواجهة التي يفقد فيها الدعم الجوي والمدفعية الإسرائيلية فعاليتهما، لأنه لا يمكن استخدامها دون تعريض جنودهما للخطر.

والأهم من ذلك، يتمتع مقاتلو المقاومة الفلسطينية بالشجاعة ويسعدهم "الاستشهاد"، ما يسمح لهم بالحفاظ على تفوقهم كمقاتلين في هذه الحرب وأن الإنجازات العسكرية التي حققتها المقاومة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي فاجأت إسرائيل والعالم.

ومن هذه الإنجازات، وصول المقاومة الفلسطينية إلى قدرة إنتاج صواريخ متطورة يصل مداها إلى 400 كيلومتر بدعم فني ومادي من حلفاء "محور المقاومة".

 ويمكن لتلك الصواريخ تجاوز نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي الإسرائيلي الشهير والوصول إلى مدن مثل حيفا والعاصمة تل أبيب.

كما أن إسرائيل خسرت معركة أخرى، بحسب تينوريو، هي معركة الرأي العام بممارستها الإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين. فقد شهدت شوارع المدن الكبرى حول العالم مظاهرات حاشدة دعما لفلسطين وضد دولة إسرائيل الإرهابية.

ومن بين من شاركوا في تلك المظاهرات العديد من اليهود المناهضين للصهيونية، بما في ذلك داخل إسرائيل نفسها، الذين يتبرأون من جرائم إسرائيل تحت شعار "ليس باسمنا".

وأجبرت الهدنة في غزة، التي استمرت 6 أيام، إسرائيل على إضفاء الشرعية على حماس كقوة محاربة وشهدت بأن دولة الفصل العنصري لم تحقق أيًا من أهدافها المتمثلة في تدمير حركة المقاومة وتحرير الأسرى بالقوة.

ويرى تينوريو أن المفاوضات أظهرت أن حماس ليست عدواً مهزوماً، بل هي خصم مرن يملي شروط المفاوضات مع أولئك الذين أقسموا على تدميرها، وتسبب مثل هذا الوضع في انقسام كبير في القيادة الصهيونية، التي تفتقر إلى التنسيق الجيد وتضعف في مواجهة الضغوط العسكرية من جانب، والضغوط الداخلية من أجل إنهاء الحرب والتبادل العاجل للأسرى، من جانب آخر.

وحتى في ظل الثمن الباهظ الذي تم دفعه من أرواح ودمار، دمرت جماعات المقاومة الفلسطينية أسطورة القوات المسلحة الصهيونية التي لا تقهر، ومن الواضح بشكل متزايد أنه من غير المرجح أن تتمكن إسرائيل من التغلب على المقاومة على أي أرض.

ويشكل الأسرى المفرج عنهم رمزا قويا لقدرة حماس على تحقيق نتائج ملموسة واستعدادها للنضال من أجل تحرير فلسطين، ولذا يرى تينوريو أن الحركة عادت إلى الظهور كأهم قوة سياسية وعسكرية فلسطينية في غزة والضفة الغربية والأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1948

تعليقات