حملة القصف الإسرائيلية الفاشلة على غزة.. العقاب الجماعي لن يهزم حماس

مقال لعالم السياسة الأمريكي "روبرت بيب" نشره في مجلة "فورين أفيرز" الشهيرة والمؤثرة، تحت عنوان: "حملة القصف الإسرائيلية الفاشلة على غزة.. العقاب الجماعي لن يهزم حماس".

بدأه بالقول: "منذ 7 أكتوبر؛ غزت إسرائيل شمال غزة بنحو 40 ألف جندي مقاتل، وقصفت المنطقة الصغيرة بواحدة من أعنف حملات القصف في التاريخ"، مضيفا أنها تعتبر "بمثابة عمل ضخم من أعمال العقاب الجماعي ضد المدنيين".

يقول: "وأياً كان الهدف النهائي، فإن التدمير الجماعي الذي تلحقه إسرائيل بقطاع غزة يثير مشاكل أخلاقية عميقة. ولكن حتى إذا حكمنا على النهج الإسرائيلي من الناحية الاستراتيجية البحتة، فإن النهج الذي تتبناه إسرائيل محكوم عليه بالفشل ــ وهو في واقع الأمر يفشل بالفعل.

إن العقوبات المدنية الجماعية لم تقنع سكان غزة بالتوقف عن دعم حماس. بل على العكس من ذلك، فقد أدّى ذلك إلى تفاقم الاستياء بين الفلسطينيين. كما أن الحملة لم تنجح في تفكيك الجماعة التي كانت مستهدفة ظاهرياً. إن ما يزيد عن خمسين يوماً من الحرب تثبت أنه رغم أن إسرائيل قادرة على تدمير غزة، إلا أنها لا تستطيع تدمير حماس. في الواقع، قد تكون المجموعة أقوى الآن مما كانت عليه من قبل".

يشرح موقفه بالقول: "إن هذا النمط التاريخي (معاقبة المدنيين بشكل جماعي، والذي لم ينجح مع الألمان في الحرب العالمية) يكرّر نفسه في غزة. وعلى الرغم من ما يقرب من شهرين من العمليات العسكرية المكثفة - التي لم تقيّدها الولايات المتحدة وبقية العالم فعلياً - إلا أن إسرائيل لم تحقق سوى نتائج هامشية. وبأي مقياس ذي معنى، فإن الحملة لم تؤد إلى هزيمة حماس ولو جزئياً (..) ويكاد يكون من المؤكد أن إسرائيل تنتج من الإرهابيين (يستخدم هذا المصطلح، كدليل على انحيازه) أكثر مما تقتلهم"، مشيرا إلى أن "حماس تتمتّع بميزة تتفوق بها على القوات الإسرائيلية: فهي تستطيع بسهولة التخلّي عن القتال، والاندماج في صفوف السكان المدنيين، والعيش للقتال مرة أخرى بشروط أفضل. ولهذا السبب فإن أي عملية برية إسرائيلية واسعة النطاق محكوم عليها بالفشل أيضاً".

 (نقلاً عن سفحة ياسر الزعاترة)

تعليقات